|
هيبة الدولة أم الهيمنة البعثية. نمطية الاشتباه والحكم على الآخرين في سورية
كوني سبي
الحوار المتمدن-العدد: 787 - 2004 / 3 / 28 - 10:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الثابت الأساسي أن سياسة السلطات السورية ، وعلى مدى العقود الماضية هي ( ولا تزال) دائمة الثبات فيما يخص الأكراد السوريين القائمين على أرضهم الوطنية سياسة بعيدة عن الاهتمام بالمصالح الانسانية التي أساسها جملة الحقوق الانسانية فإن كان ولا يزال السوريون (عامة ) يعانوا مرارة سياسة حكامهم فالأكراد يعانون منها الأمرّين مرّة كونهم سوريون ومرّة انتمائهم القومي . فنمطية الاشتباه والحكم الاستباقيين على الآخرين ، باتت سياسة منهجية ثابتة ، اعتاد عليها أزلام الحكم ( المنافقون العسكريون والمدنيون ) فمنذ انقلاب البعث (1963) واستلامهم لمقاليد البلد ، اتبعوا مبدأحكم الاتهام الاستباقي على الآخرين واتهامهم (بغض النظر لانتمائهم) كوسيلة وحيدة ( لا بديل لها ) لتبرير استخدامهم لأفظع أعمال القمع والعنف والتشديد والارهاب في العالم ( انتهى نصفهم الأول صدام حسين ) وما دعابة الاصلاحات التي روجتها وسائل إعلامهم الرسمية (قبيل وبعد تنصيب الرفيق بشار الأسد رئيساً للجمهورية ) سوى بث الرماد في العيون المريضة بالقطارة ؟ فكانت طريقة مرفوضة دولياً وداخلياً إن تلك السياسات (المبادئ الثابتة) أحدثت ضغوطها متبادلة بين السوريين عموماً (والأكراد خصوصاً) وبين السلطات الحاكمة القرآن ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) فيوماً بعد يوم تزداد الشكوك حول مصداقية السلطة السورية التي كانت تتغنى بها سابقاً ؟ وتزداد عليها الضغوط الدولية بسبب تعاطيها (السيء) مع القضايا الدولية والاقليمية والداخلية خصوصاً ؟ وثمة مفارقة (فاضحة) لدى السلطة السورية في خطابها الازدواجي حول قضايا حقوق الانسان والشعوب فهي تؤكد تأييداً ومناصرة ودعماً لكافة الشعوب والمنظمات (الحكومية وغير الحكومية) وفي ذات الوقت تتناسى وتتجاهل وتصمت (ربما) متنكر حقوق الشعب الكردي ،بل وتسرق حقوق الأكراد السوريين ؟ القرآن) ( الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فمنذ بدايتهم كان ولا يزال البعثيون (المنافقون منهم) يتسترون تحت شعاراتهم القومية (الطنانة) التي مضى عليها أكثر من نصف قرن ولم يحققوا منها شيئاً ) حيث جعلوا من البعث المناضل متراساً يحتمون بشعاراته للوصول إلى الهدف (الأعلى ) وهو الحكم والسيطرة الشمولية وبعد وصولهم تلاعبوا بالأشخاص (وغربلوهم) حتى استقر الأمر بأيدهم . فبات هاجسهم الأوحد الحفاظ على مكتسباتهم (لا مصالح الوطن والأمة العربية ) مستخدمين الطرق والوسائل كافة لخلق الفتن ، وبث الفوضى وإفشاء الفساد وإحداث القلاقل والانشقاقات في الأحزاب الأخرى ، وشراء الذمم (طوعاً وكرهاً) يشغلوا الناس بأمورهم اليومية (التعيسة ) المفتعلة . بسم الله الرحمن الرحيم وتحت ذريعة الحفاظ على هيبة الدولة استخدم الحديد والنار ليخلفان القتل والدمار والناجون ( المحظوظون ) مصيرهم الاعتقال ثم السجن وتجارب الاذلال فليس المهم عندهم الضحايا البشرية والخسائر المادية وإنما الهيمنة البعثية وتصفيق البقية ( القرآن ) ) وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) ونصفهم الأول في بغداد أكبر برهان ؟ أما آن للسلطة السورية بأن تعيد النظر في مفاهيمها ( القمعية ) وتطهرها ، كي تتطور مفاهيم السوريين ؟ أما آن لها بأن تتخلى عن مبدأ إخفاء الوثائق التاريخية التي أحدثت آثاراً سلبية في الواقع السوري الحالي حيث ينظر ( فيه ) للأكراد على أنهم ضيوف ( غرباء ودخلاء ) على النسيج السوري ؟ هل تناست الأرشيفات ( في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا والخ ) التي تبث نقيض ما تعلنه الأبواق للأقماع ؟ وللعلم فإن الاتحاد الأوربي ألزم دوله بفتح الارشيفات أمام الباحثين بدون قيود فبات من حق المواطن الوصول إلى الوثائق والمعلومات ( لأنه حق من حقوق الإنسان ) ؟ وكذلك الأحزاب الوطنية السورية ( داخل الجبهة وخارجها ) والنخب الوطنية المثقفة الواعية ( داخل الحكم وخارجه ) والشخصيات والقوى المستقلة الوطنية ، أما آن لها الارتقاء بمبادئها النبيلة ، وتعلق رفضها ( أو على الأقل استيائها ) للتهم والأحكام الاستباقية الموجهة للأكراد ( وخاصة المتعلقة بأحداث القامشلي الأخيرة وما تلاها ) والمبادرة إلى عمل جماعي ( ولا تفرقوا فتذهب ريحكم ) وفق استراتيجية وطنية واضحة وصحيحة ، بعيدة عن الانانية والعصبية النتنة (القرآن : )تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) . للوصول إلى تحقيق الاصلاحات التي تؤمن خيار الديمقراطية الحقيقية الشاملة لكافة مناحي الحياة السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية . 23/4/2004
#كوني_سبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|