أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رياض الأسدي - منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي














المزيد.....

منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا شك بأن دولة تبعد عن منطفة الخليج العربي ما يقرب من (5000) كيلومتر وهي تحاول إقامة (منظومات أمنية) فيه تكون فيها المنشيء والراعي والمخطط للمستقبل، وهي واحدة من علامات توكيد الروح الامبراطورية. وعلى الرغم من ان الامبراطوريات القديمة كااليونانية والرومانية والآشورية والساسانية والعربية، كانت تمارس هذا النوع من المنظومات بشكل اولي لكنها المرة الاولى في التاريخ الإنساني – على أية حال- تحاول امبراطورية واحدة بعينها السيطرة على العالم.
وسبق للولايات المتحدة إبان حقبة الحرب الباردة 1945-1991 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق أن عمدت إلى وضع ما يعرف بستراتيجية (العمودين) (*) وخاصة في عقد السبعينات، بعد تزايد النشاط اليساري في منطقة الخليج آنذاك.
وتعمل الولايات المتحدة على نقل التجربة الامنية لمنظومة اميركا الشمالية خاصة إلى منطقة الخليج العربي والتوسع فيها لتشمل منطقة الشرق الاوسط عموما. وعلى الرغم من إن كثيرا من الباحثين يرون صعوبات حقيقية في ذلك، إلا ان نجاح الولايات المتحدة في انشاء منظومة امنية لمنطقة اميركا الشمالية دفعها بقوة إلى إعادة التجربة في منطقة الخليج، مع الأخذ بالطبع جانبا من المتغيرات بين الحالتين. فما الذي تعنيه هذه المنظومة الامنية الجديدة؟
تعتمد هذه المنظومة المقترحة على إشاعة نوع من (السلم الاميركي) في هذه المنطقة الساخنة وتطعيم عوامل السلم بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان كنوع من الدعاية الايديولوجية propaganda قد تتخلى عنها الولايات المتحدة في أي وقت بعد ان يتحقق العامل الاول وهو ( السلم) الذي يعد بمثابة امتداد لما عرف في القرن التاسع عشر بالسلم البريطاني Pax Britanica وهي الوضعية التي مكنت بريطانيا من السيطرة على سواحل الخليج بحجة السيطرة على أعمال القرصنة فيه والتي كانت تتركز في قطر وقبائل القواسم خاصة. ثم لم تلبث تلك الوضعية البريطانية ان عملت على توقيع سلسلة من المعاهدات مع امارات الخليج العربي عرفت (بالمعاهدات المانعة) للقرصنة، ثم لتتطور بعد ذلك إلى معاهدات حماية لتلك القبائل البحرية.
وتعد حالة القرصنة شبيهة – مع فارق الحجم والتأثير – بحالةالإرهاب الذي تشن عليه الولايات المتحدة حربا لا هوادة فيها منذ عام 2001 وتتكون المنظومة الامنية الاميركية المقترحة من قيام حالة أقليمية يتم خلالها عدم تجاوز أية دولة لحدودها وكذلك (التدخل) في شؤون الدول الاخر، إلا بموافقة من الولايات المتحدة في حين تسمح الاخيرة لنفسها بممارسة مختلف الضغوط على الدول لتغيير سياساتها الخارجية والداخلية على حدّ سواء. وترتكز هذه المنطومة على ما يأتي:
- استمرار الاستقرار السياسي في العراق
- كبح جماح إيران في عدم حصولها على تقنيات نووية تجعل منها قوة اقليمية مؤثرة.
- نقل ساحة الصراع مع التطرف الديني (القاعدة وطالبان) من العراق إلى افغانستان وتوضح ذلك بإرسال (17) ألف جندي أميركي إلى تلك البلاد المضطربة.
- محاولة تقديم صورة اقرب إلى الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائليين لقلع مبررات العنف في المنطقة.
- الحيلولة دون ظهور منافس اقتصادي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط مثل الصين.
- مقايضة روسيا في رفع نظام (الدرع الصاروخية) في اوربا الشرقية مقابل توقفها عن تزويد إيران باليورانيوم المخصب والخبرة النووية.
ويتهدد هذه المنظومة تعنت إيران في مواقفهاعموما، مما سيضطر إسرائيل بالتوافق مع الولايات المتحدة إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية ل(5000) موقع حيوي فيها وهي تشبه ضربة اجهاضية تعرقل إيران عددا من السنوات لعرقلتها عن اللحاق بالركب النووي. خاصة وأن التقارير الإسرائيلية الاخيرة تشير إلى أن امامها عاما واحدا فقط لأنتاج قنبلة نووية.
ومن هنا فإن الولايات المتحدة لن تتوانى عن دعم الإصلاحيين في إيران، وعندما يثبت اولئك عدم قدرتهم على التوازي مع تلك المنظومة، فإن (ورقة القوميات) في إيران سوف تعمل على زعزعة الداخل الإيراني على نحو لم يسبق له مثيل.
اما العراق الذي فقد دوره الإقليمي ولم يعد لديه جيش قادر على التأثير خارج حدوده فإن من مصلحته النأي بنفسه عن تلك المنظومة بأي حال من الاحوال. فهل يستطيع ذلك؟ هذا ما يشك فيه كثيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قام مبدأ الرئيس " ريتشارد نيكسون" على سياسة التدخل غير المباشر في الخليج من خلال الاعتماد على قوى إقليمية (إيران- السعودية) بسبب هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام، و ما أطلق عليه بسياسة "العمودين"، وذلك بدعم قدراتهما العسكرية والتسليحية، أو ما يعرف بعد ذلك على نحو أكثر تطورا بسياسة (الحرب بالنيابة) واستمرت هذه السياسة قائمة حتى اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979 حيث بدأ التفكير الإستراتيجي الأمريكي بالاعتماد على سياسة التدخل المباشر، من خلال تشكيل قوات للتدخل السريع، والسعي للحصول على تسهيلات بحرية وقواعد برية في الدول العربية الخليجية، وهو ما تجسد في مبدأ "كارتر" الذي صيغ في يناير 1980، الذي سمح باستخدام القوات العسكرية الاميركية لأستمرار تدفق النفط عبر مضيق هرمز، وإعلان الإدارة الأمريكية أنها لن تسمح لدولة بعينها للسيطرة على الخليج، وسوف تستخدم كل الأساليب اللازمة - بما فيها القوة العسكرية - إذا رأت تهديدا لمصالحها الحيوية بالمنطقة.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعي (المالكيون) الدرس
- من اجل إصدار قانون للاحزاب في العراق
- المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رياض الأسدي - منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي