أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام - بولس رمزي - نكسة الاعلام العربي















المزيد.....

نكسة الاعلام العربي


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:39
المحور: ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام
    



مما لا شك فيه انه بالرغم من التقدم العلمي المزهل الذي قدم للبشريه وسائل اتصال فائقة السرعه من خلال الاقمار الصناعيه وشبكة المعلومات العنكبوتيه (الانترنت) الامر الذي سهل انتقال الخبر والمعلومه بين اقطاب العالم بسرعة البرق الامر الذي جعل من العالم بالفعل قرية صغيره الامر الذي تتبعه ادي اللي انتشار الفضائيات العربيه التي اسئ استخدامها اسوأ استخدام وسوف نناقش هذا الموضوع من خلال محورين رئيسيين وهما:


المحور الاول :ايجابيات الفضائيات العربيه
المحور الثاني : سلبيات الفضائيات العربيه



اولا – ايجابيات الفضائيات العربيه:

المقصود من وراء مسمي الفضائيات العربيه هو تلك الفضائيات الناطقه باللغه العربيه فبالاضافه الي تلك القنوات التي تنطلق من دول المنطقه العربيه فهناك العديد من الفضائيات الموجهه للمنطقه والناطقه باللغه العربيه والتي تنطلق من اسيا واوروبا وامريكا تدخل ضمن نطاق الفضائيات العربيه بالرغم من انها تنطلق من دولا لاتتكلم شعوبها باللغه العربيه ولاننكر دور هذه الفضائيات في العديد من الايجابيات ومنها:

1 – نجحت الفضائيات في القضاء علي الاعلام الموجه والذي كان دوره رفع البخور للزعيم الملهم والتطبيل لكل قرارته حتي ولو كانت قرارات خاطئه فقد عانت المنطقه العربيه كثير من هذا الاعلام الموجه ابان فترة حكم عبد الناصر الذي استطاع الاعلام المصري ان يجعل من ناصر بطلا لايهزم لدرجة ان هذا الاعلام صور هزيمه حرب 1956 الي نصرا مصريا علي ثلاث قوي كبري (انجلترا – فرنسا – اسرائيل) وللاسف اصبح لهذا النصر الزائف عيدا كنا نحتفل به وتتعطل الوزارات والمصالح الحكوميه الي وقتا قريبا

2- كشفت الفضائيات الاقنعه المزيفه التي وضعها الاعلام الموجه في الماضي علي اوجه القاده العرب واظهر أوجههم الحقيقيه امام شعوبهم فقد انتزعت الفضائيات من الحكام العرب ادواتهم الاعلاميه التي كانوا يستخدمونها في الماضي اسوأ استخدام في تقديم انفسهم الي شعوبهم وخداع هذه الشعوب الامر الذي ادي الي صوره مختلفه اختلافا جذريا عن صورتهم التي نجح الاعلام الموجه في السابق في تسويقها الي شعوبهم في الماضي فنجد الانتشار المزهل للفضائيات ادي الي تواجدها في كل بيت في المنطقه الامر الذي معه الي حصول المواطن علي حق حرية المعرفه من مختلف المصادر الي ان يصل الي المصدر الاقرب الي الحقيقه فلم يعد هناك مقدره للحكام العرب في قلب وتزييف الحقائق
3- في اختبار حقيقي للشعوب العربيه في حربي لبنان وغزه استطاع المواطن العربي الوقوف علي حقيقة الموقف بالرغم من المزايدات التي انطلقت من الكثير من الفضائيات التي حاولت ان تعود بالمشاهد العربي الي الماضي وتصوير الهزائم والانكسارات الي انتصارات الا ان المشاهد العربي شاهد الحربين ونتائجهما علي الهواء مباشرة ولم تنجح كل هذه الابواق والمزايدات في اقناع المشاهد العربي بان هناك انتصارا حققه ايا من حزب الله او حماس في حروبهم ضد اسرائيل وبلغت قناعة المشاهد العربي بعكس ما حاول البعض الترويج بمحاولة فرض مصطلح النصر الالهي عليه بل اعطت المواطن العربي قناعة برفض هذا النصر الالهي ولا يقبل أي مواطن في المنطقه ان تدمر مدينته من اجل ان تعلن فئه او شريحه من سكان المدينه بان هذا الدمار بمثابة نصرا الهيا والفضل هنا يرجع للفضائيات التي ساعدت المشاهد العربي في ان لايخدع من حكامه بانتصارات وهميه خدع فيها في الماضي
4- هناك كثير من الجرائم التي كان حكام المنطقه يرتكبونها ضد شعوبهم في الماضي ولم يعلم احدا عنها لكن بفضل السماوات المفتوحه اصبح الحكام ليسوا معزولين بشعوبهم دون رقيب علي اداؤهم فنجد علي سبيل المثال جرائم الرئيس السوداني ضد الشعب السوداني في دارفور في مذابح اباده جماعيه قتل فيها اكثر من ثلاثمائة الف معارضا وتحرك المجتمع الدولي ضد هذا السفاح واحالته الي المحكمه الجنائيه الدوليه ومطاردته قضائيا لولا السماوات المفتوحه ما كان للعالم اكتشاف جرائم هذا السفاح


ثانيا – سلبيات الفضائيات العربيه

بالرغم ما اوردناه من ايجابيات الفضائيات العربيه الا انه هناك الكثير من السلبيات الهدامه التي قد تصل بنا الي ان نطلق عليها مصطلح (نكسة الاعلام العربي ) ونورد هذه السلبيات فيما يلي :

1 -تعدد الفضائيات أدى فى نهاية الأمر إلى إصابة الشخصية الوطنيه وهنا اقصد بالوطنيه هوية الدوله فعلي سبيل المثال فقد اصيبت الشخصيه المصريه بالوهن والهشاشة حيث فقدت الشخصية المصريه صلابتها وأصبح جهاز استقبالها لا يشعر ولا يتأثر بأي شيء وأصبحت الشخصية تستقبل ولا ترسل, تنقل ولا تبتكر الامر الذي ادي بالتبعيه الي انتقال قيم وتقاليد الي المجتمع المصري تتنافي مع القيم المصريه استقبلها البعض واتخذ منها قيما شخصية له الامر الذي استتبعه انفصام في الشخصيه المصريه

2- احلال التليفزيون محل الدوله الغائبه الامر الذي معه ادي الي هروب المشاهد الي الفضائيات العربيه متخلصا من القيود التي يفرضها عليه الاعلام الموجه من خلال القنوات الارضيه وقد استقبلت بعض الفضائيات المشاهد لتحل نفسها محل الدوله لقيامها بلعب بالدور الذي فشلت الدوله في ان تلعبه ونجحت هذه الفضائيات بان تجعل من نفسها بديلا للدوله

3 – انتشار تلك القنوات التي تروج للافكار المتطرفه التي تحض علي الكراهيه وعدم قبول الاخرين وفتح شاشاتها امام دعاة التطرف الديني وقد نجح هؤلاء الدعاه باستخدام ذكائهم واصواتهم العاليه في التاثير علي المشاهدين مبتعدين عن مضمون الدين في التركيز علي الفرديه المطلقه الامر الذي يهدف الي تفتيت هوية المجتمع فاصبح كل مواطن يري في نفسه هو الزعيم الملهم وهو وحده العالم باصول الدين والدنيا وكل من بعده فهو كافر زنديق الامر الذي من الخطوره بمكان ادي الي الجميع يكفر الجميع الكل لايثق في الكل وهذا الامر في غاية الخطوره فلا حاكم او محكوما الا وهو كافرا زنديقا

5- في المقابل ظهرت تلك القنوات التي حاولت جاهده في مجابهة فضائيات التشدد الديني فظهرت الكثير من القنوات التي تقدم ماده اعلاميه رخيصه مبتذله بشكلا اباحيا ولا ننكر انه بالرغم من خطورة فضائيات التطرف الديني الا ان تلك القنوات الاباحيه لا تقل خطورة عن قنوات التطرف الديني فهي الاخري قنوات هادمه للقيم الراسخه في الهويه الاجتماعيه وتعد ايضا ضمن قائمة الفضائيات المتطرفه فهنا نجد انفسنا بين شقي الرحي قنوات تميل في تطرفها الي التشدد الديني وتحض علي كراهية الاخر وفي المقابل قنوات قنوات اخري تميل في تطرفها الي الاباحيه وهدم القيم الاجتماعيه
6- اما فيما يختص بالمرأه حدث ولا حرج فقد ركزت الكثير من الفضائيات علي المرأه ونجحت في زرع مفاهيم وثقافات متخلفه ادت الي خندقة المرأه في موقعا ضيقا جدا فبدلا من ان تكون المراه انسانا منتجا قويما انحصر دورها في انها وسيله لامتاع الرجل وكل شئ فيها عوره حتي عيناها الان افتي احد الشيوخ بانها عوره ولم يكتفي بالنقاب بل اخترع زيا جديدا اسمه المرأه المجلببه وهو ان المرأه لايظهر منها أي شئ حتي عينيها فقد تم اخفاؤها حتي هذا الجلباب الذي يبدأ من قمة راسها الي ادني قدميها في الوقت الذي نري فيه المرأه الاوروبيه والامريكيه والاسيويه تعمل في جميع ميادين العمل حتي قيادة القطارات فنجد المرأه العربيه تتخلف الي حد انها وأدت نفسها في نقاب وجلباب ولا اعلم ماذا بعد وهذا الامر يعود الي هذه الفضائيات التي نجحت في القضاء علي المرأه تماما


اخيرا

بدراسة كل من ايجابيات وسلبيات الفضائيات العربيه نجد انفسنا بين النقيضين يا اما التطرف في اتجاه التشدد الديني والمغالاه والحض علي كراهية الاخراو التطرف في الاباحيه ونشر الالفاظ السوقيه والانحلال في المجتمعات العربيه

الم يحن الوقت بعد لظهور قنوات معتدله في مواجهة هذين التوجهين اين الليبراليين والثقفين من هذا وذاك ؟ الم يحن الوقت بعد في انتشار فضائيات عربيه تنشر الفكر الليبرالي الحر الواعي وتروج له بين المجتمعات العربيه؟ الم يحن الوقت في نشر ثقافة المواطنه بدلا من ثقافة كراهية الاخر ؟ الم يحن الوقت في نشر الفكر الليبرالي المؤمن بضرورة قيام الدوله المدينيه في مواجهة الفكر المتطرف الذي يهلل ويكبر للدوله الدينيه؟ لابد من قيام وظهور قنوات ليبراليه حرة تقوم علي نشر افكر التقدمي الواعي بين الشباب واعادة الحياه الي المرأه مرة اخري من اجل نهضتها فلن تنهض مجتمعاتنا العربيه الا بنهضة المرأه وعندما قتلوا المرأه في المجتمعات العربيه نجحوا في قتلنا جميعا

بولس رمزي



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفانا عروبه
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد
- معبر رفح
- ارفعوا اياديكم عن غزه
- المنظمات الارهابيه والمصالح الاقليميه
- حماس هي الحل
- اين التسامح يابتوع التسامح
- المرأه العربيه ناقصة عقل ودين(الجزء الثاني)
- المرأه العربيه ناقصة عقل ودين
- مؤتمر حوار الطرشان وكل يبحث عن ليلاه
- هل تقبلون بانشاء كنيسه واحده في مملكتكم؟
- هل سننتظر بارك اوباما القبطي طويلا؟؟
- باراك حسين اوباما - انتهي الدرس ياغبي
- الاقتصاد الاسلامي وازمة المال العالميه
- الانفجار الطائفي
- موقعة الماريوت الباكستانيه
- النوم في العسل


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام - بولس رمزي - نكسة الاعلام العربي