أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية














المزيد.....

أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:39
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


هل تعلموا أن بناء السدود المائية أدى في الحضارات القديمة إلى هجرات سكانية وتلاشت بذلك حضارات كانت مزدهرة قبل بناء السدود المائية ؟
لقد كانت جمهورية مصر تنتجُ سنوياً أكثر من 8000آلاف طن من سمك السردين , وكانت هذه الأسماك تعتمدُ في غذائها على (الغرين) الذي يجلبه نهر النيل إلى البحر المتوسط قبل بناء سد (أسوان), وما زال المصريون الذين يسكنون على حافة نهر النيل يتعرضون أيضاً سنوياً للقارص والبعوض والذباب بكافة فصائله والحشرات السامة , التي تراكمت على حواف نهر النيل بسبب عدم فيضانه .
إنها لفكرة مؤثرة تلك المنبعثة من أفواه السلاطين الذين أناروا(أضاؤا) الصحراء , ولكنهم لم يكونوا يدرون أنهم خلقوا صحارى أكثر مما خلقوا جنات وعيون , وأن الفكرة الأكثر مقتاً تلك التي تعدُ الإنسان بمزيد من الغذاء , والتي على مايبدوا وعدته بمزيدٍ من الجوع والتعب , وبدل أن تجد السدود أراض خضراء أو جدت صحارى قاحلة .

لقد منع سد أسوان من فيضان نهر النيل , وكانت النتيجة غياب الوعي السياسي والثقافي المصري , وبدل أن يطالبوا عبد الناصر بالإستقالة كانوا يلوحون له بقلوبهم وبأيديهم ويناشدونه أن يبقى حاكماً لهم , رغم أن السد العالي قد جوع الملايين من المصريين .

تحت منزلي تقريباً ب 7كيلو متر , هنالك سدٌ مائيٌ ضخم أقامته الحكومة الأردنية , وأذكرُ قبل السد أننا كنا نذهبُ لهناك ونلعبُ بين أشجار الموز ونشربُ من الينابيع , وكان موقعاً سياحياً ضخماً ومركزاً ومصدراً لكثير من الفلاحين المزارعين الذين يسقون مزارعهم ووحداتهم من تلك الينابيع , وخصوصاً تلك المياه التي كانت تتدفقُ مع مياه الأمطار .
ولكن ماذا حدث ؟
بنت الحكومة سداً, وتراكمت الثروة بيد قلة من المزارعين وروى السد كثيراً من الأراضي التي لم تكن تصلها المياه , بنفس الوقت الذي حرمت من هذه المياه كثيرٌ من الأراضي الزراعية.
إنه لا أحد يستطيع أن يقول علمياً أن الأراضي التي تستفيدُ من بناء السدود , أكثرُ منن الأراضي التي تحرم من خيرات السدود المائية .
وأينما تم بناء سد لا بدَّ أن يتبعه نقصٌ عام في مستوى مياه الأبحر .
حتى أن حفر الأبار الإرتوازية أيضاً ساعد على نقص عام في مياه البحور , نظراً للتشققات التي تحدثُ في باطن الأرض والسماح لملايين الأطنان من المياه البحرية لتحل محلها .

وكانت نسبة الزراعة أكثر ُ من نسبتها قبل بناء السدود , ولقد قلت نسبة الزراعة إلى ال 50خمسين % منها عن سابق عهدها .

ويستغلُ القادة العسكريون مشاريع بناء السدود , في حملات دعائية كاذبة عن الإنجازات العملاقة التي تحدث أو التي حدثت في زمنهم .
ولكل دكتاتور عربي سد مائي كبير يفتخرُ ببناءه , وبإنجازه كعلامة على النهضة العمرانية والخيرات التي عمت أو تعُمُ في عصر كل حاكم .

حتى في الولايات المتحدة وفي الدول المتقدمة علمياً لم تعد مسألة بناء السدود علامة على الرقي بل هي عملية إخفاء الأخطاء بقتل الناس , أو بقتل وتصحير جزء كبير من الأراضي الغير مالحة .
إن الأطباء عموماً يخفون أخطاأهم الطبية بقتل مرضاهم , وكذلك السياسيون يخفون أخطاأهم ببناء السدود .
وإن السد العالي والذي بناه حاكم عادل ومستبد مثل جمال عبد الناصر , كان من المفترض أن يقوم بإطعام الملايين من الجوعى , غير أنه على العكس لم يفلح في ذلك , وهذا أمرٌ أدى بخلفه السادات أن يرفع الأسعار عام 1974م, وهذا يعني أن السد لم ينهي المشكلة .
وكان النيل الذي يفيضُ كل عام يقضي فيضانه على الملايين المنتشرة من الحشرات ,وكذلك (التغرين) وأدى بناء السد العالي في مصر إلى إختفاء تجارة الأسماك وإلى نقص عام في مياه الأبحر , وكذلك إلى التملح على ضفاف الأبحر .
إن الكلمة الأخيرة هنا للطبيعة وليس للإنسان , صحيح أن الإنسان إستطاع بثوراته العلمية أن يسيطر على الطبيعة ولكن أمنا هذه لها اليوم الكلمة الأخيرة , إنها ترفض إستغلالها بهذا الشكل , ويقول العالم : جورج بورجرستروم في هذا الموضوع :
" من المحتمل أن المساحة الصحراوية التي خلفها الإنسان خلف ظهره , هي أضعاف الأضعاف من الأراضي الزراعية المروية , التي خلفها الإنسان خلال 100عام من ثورته العلمية "
إن إنجازات العسكريين المستبدين ..لا تغري عقول العلماء ,بل هي فقط من أجل تحقيق مصالح في مجتمعات متخلفة لا تعرف شيئأ عن الأضرار التي تسببها السدود المائية .

لقد عمل الإنسان على ري بعض الأراضي الزراعية , القليلة المياه, ولكنه بنفس الوقت ترك خلفه آلاف الهكتارات من الأراضي التي كانت أصلاً زراعية , وكذلك لا توجد أي دولة في العالم تستطيع أن تكافح الحشرات التي تنتشرُ على حواف الأنهر , وهذه الحشرات لا يقتلها أو لا يقضي عليها شيء كما يقضي عليها الفيضانات المنظمة للأنهر .
يجب أن يتوقف الإنسان عن بناء السدود , كدعاية مضللة لقدرته على الإنتاج , ولقدرته على التحكم بالقوى الطبيعية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقولُ اليابا نييون: نحن لسنا عرباً!
- إنهض يا عبد الله
- سقوط الحضارة الإسلامية
- نعمة الله
- الديانة الشعبية أقوى من الديانة السماوية
- رسالة من الديوان الملكي الهاشمي الأردني العامر
- وجهُ الشبهِ بينَ الله وبعض الحُكّامِ العَرب
- الشعب العربي والياباني
- جَرَسُ الكنيسةِ
- كلُ شيءٍ يبدأ صغيراً ما عدى الأحلام فهي تبدأ كبيرة .
- الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة
- التعايش ُمع المقهورين 2
- القراءة بحاجة لإستثمار أوقات الفراغ
- وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور , نسخة الكتاب النهائية , الط ...
- أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1
- المسيحية في خدمة الإشتراكية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية