أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الخلق الجديد














المزيد.....

الخلق الجديد


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الله سبحانه وتعالى لم يكن في أي وقت من الأوقات بدون خليقة، ولم تكن مخلوقات الله محرومة في أي وقت من الأوقات من ’كلمة الله‘ وأفضاله، يشرح حضرة عبد البهاء هذه النقطة بقوله: "وللحق دائما خلق، واشعة شمس الحقيقة لم تزل كانت ساطعة لامعة اذ أن الشمس بدون نور هي ظلام ديجور، وان الاسماء والصفات الالهية تقتضي وجود الكائنات، والفيض القديم لا يمكن ان ينقطع لأن انقطاعه ينافي الكمالات الالهية." [من مفاوضات حضرة عبد البهاء، ص 209]. ويضيف حضرة عبد البهاء: "كلمة الله مقدسة عن الزمان، فالماضي والحال والمستقبل كلها بالنسبة الى الحق على حد سواء، فليس للشمس أمس ولا اليوم ولا الغد". [من مفاوضات حضرة عبد البهاء، ص 74.]
إذا فهذا العالم العارض لم يكن بداية خلق الله ولن يكون نهاية خلقه، لأن الله سبحانه وتعالى ليس له بداية وليس له نهاية. عندما قال السيد المسيح ’السَّماءُ والأرضُ تزولان ولكنَّ كلامي لا يزول‘ فهذه العبارة بالطبع حق، لأن ’في البَدْءِ كان الكلمة‘ و ’كان الكلمةُ الله‘ وكان الله من الأوّل الذي لا أول له وستبقى كلمة الله إلى الآخر الذي لا آخر لها حتى بعد زوال ’الأرض والسماء‘. اضافة إلى ذلك قال حضرة بهاءالله أن ’كلمة الله‘ كانت ’علّة الخلق‘ ويقول: "إِنَّ الْفَاعِلَيْنِ وَالْمُنْفَعِلَيْنِ قَدْ خُلِقَتْ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ الْمُطَاعَةِ وَإِنَّهَا هِيَ عِلَّةُ الْخَلْقِ وَمَا سِوَاهَا مَخْلُوقٌ مَعْلُولٌ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُبَيِّنُ الْحَكِيمُ." [مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله (نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس) ص 120].
تفضل السيد المسيح: ’في البَدْءِ كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمةُ الله‘. وقال أيضًا: ’السَّماءُ والأرضُ تزولان ولكنَّ كلامي لا يزول‘. بما أن ’الكلمةُ الله‘ والكينونة الإلهية كانت من الأوّل الذي لا أوّل له إذًا فالكلمة أيضًا كانت من الأول الذي لا أول له. يقول حضرة بهاءالله: "كَانَ الْحَقُّ وَالْخَلْقُ فِي ظِلِّهِ مِنَ الأَوَّلِ الَّذِي لاَ أَوَّلَ لَهُ. إِلاَّ أَنَّهُ مَسْبُوقٌ بِالأَوَّلِيَّةِ الَّتِي لاَ تُعْرَفُ بِالأَوَّلِيَّةِ وَبِالْعِلَّةِ الَّتِي لَمْ يَعْرِفْهَا كُلُّ عَالِمٍ عَلِيمٍ. قَدْ كَانَ مَا كَانَ وَلَمْ يَكُنْ مِثْلَ مَا تَرَاهُ الْيَوْمَ" [مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله (نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس) ص 120].
فحقيقة السيد المسيح هي كلمة الله، وهي نفس حقيقة جميع الرسل أو المظاهر الالهية. وكلمة الله أبدية ليس لها بداية أو نهاية، وبواسطة الرسل أو المظاهر الالهية أمكن تبليغ البشر الكلمة أي الرسالة الالهية. يشرح حضرة عبد البهاء كلمة الله قبل ظهورها بقوله: ’وكانت كلمة الله قبل الظهور في الهيكل البشري في نهاية العزة والتقديس ومستقرة في أوج عظمتها في كمال الجلال والجمال، وعندما اشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال في عالم الجسد اُعتدىَ عليها بواسطة هذا الجسد...‘ [من مفاوضات عبد البهاء، ص 74.]
أنزلت الكلمة الإلهية على مراحل بواسطة الأنبياء والرسل والمظاهر الإلهية. إنّ الكلمة الإلهية هي مثل أمطار الربيع، والإنسان دائمًا في حاجة لهذه الأمطار لإنتعاشه ونموّه وسنده، ولكن نتيجة ’الكلمة‘ وتأثيرها على الكائنات متوقّف على استعداد هذه الكائنات المتفاوتة ومراتبها المتعدده.
فالأنبياء العبرانيين الأوائل مثل سيدنا إبراهيم ونوح ويعقوب وجّهوا البشر بكلمة الله. ثم جاء سيدنا موسى عليه السلام وأنزلت عليه الكلمة الإلهية وجاء بقوانين وتعاليم جديدة لهداية البشر ونموهم الروحانى. وبعده جاء انبياء بني إسرائيل مثل إشعياء وإرميا وحزقيال وغيرهم واستمروا في هداية البشر وارشادهم بواسطة ’الكلمة الإلهية‘. وعندما جاء السيد المسيح كان هو ’كلمة الله‘ في عهده وكذلك سيدنا محمد وحضرة الباب وحضرة بهاءالله كلٌّ منهم كانوا ’كلمة الله‘ في دوراتهم.

عن طريق المظاهر الالهية التي تظهر في كل عهد أو زمن يرتقى البشر فى قدراتهم وأعمالهم وتقدم مسيرتهم لمعرفة الغاية من الإرادة الإلهية لهداية البشر. هذا التسلسل المستمر في دورات متتالية للمظاهر الإلهية‘Progressive Revelation’ يُعرفهُ البهائيون بـ ’استمرارية الوحى ‘. في كل دورة يُبعث مظهر إلهي جديد وتتجدد ’كلمة الله‘ حسب الغاية والارادة الالهية. وبمجئ كل مظهر إلهي جديد يأتي ربيع جديد وتتجدد التعاليم السابقة حسب متطلبات العصر الجديد. يمكننا تشبيه هذه التغيّرات باحتياجات ومفاهيم الفرد في مختلف عهود نموّه، يقول حضرة عبد البهاء: ’ان عالم الامكان شبيه بالانسان فللانسان عهد نطفة وعهد رضاعة وزمان نمو وزمان رشد وادراك ووقت للبلوغ. وكذلك لعالم الامكان درجات فالانسان في سن الرضاعة يكون حساسًا ويكون في سن المراهقة في بداية الادراك والتمييز ولكن ادراكاته ضعيفة فعندما يبلغ سن الرشد تظهر جميع قواه المعنوية والصورية بأقصى درجة من القوة وتصل قوة ادراكه الى حد يكشف فيه حقائق الاشياء، ولكن هذا الامر غير ممكن في سن الطفولة والرضاعة فهذه الكمالات تتجلى في سن البلوغ لا في سن الطفولة وكذلك كان عالم الامكان في وقت من الاوقات رضيعاً ثم أصبح طفلا ثم مراهقًا ثم نما ونشأ يومًا فيوما والآن بلغ سن الرشد‘. [خطب عبد البهاء في أوروبا وأمريكا، ص 343].
إن الحقيقة الإلهية واحده، ومظاهره واحده، و’كلمة الله‘ تتجدد في كل زمن أو عهد، في مسيرة مستمرة ليس لها بداية ولا نهاية.
ولهذه الأسباب يبعث لنا الآب السماوي بمربي أو مظهر إلهي جديد ويعطينا ’كلمة الله‘ ليوم جديد في كتاب منزل من الإرادة الإلهية لتقدم مسيرة بناء الحضارات الإنسانية اللا متناهية. وكما يقول القرآن الكريم: ’لكل أجلٍ كتابٌ يمحوا الله ما يشاءُ ويثبتُ وعنده أمُّ الكتابِ‘. [سورة الرعد: 13 – 38-39].



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزع السلاح وأثره على البيئة
- ستعرفون الشجرة من ثمارها
- بين القرن التاسع عشر والعشرين
- صفحات تاريخ من نور
- ماهية النظام العالمي الجديد
- من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها
- يا أهل الشرق والغرب هلموا لنزع السلاح وكفانا حروب وعنف وأهلا ...
- السلام هو الأساس في حياة الإنسان
- العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)
- محو التعصّبات بجميع أنواعها
- الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين
- هشاشة النهج السياسي
- المنظورات الروحانية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- تحريف الكتب
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخي ...
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الخلق الجديد