أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 2 من7














المزيد.....

سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 2 من7


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 786 - 2004 / 3 / 27 - 10:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شهدت طرق وأساليب إيصال الرسالة من المرسل إلى المرسَل إليه، تطوراً هائلاً خلال القرن الماضي، بفضل تقدم علوم التكنولوجيا، حيث تطورت وسائل النقل العام واختُصرت المسافات إلى حدود لم تكن متصورة. وهكذا ظهر "البريد السريع" و "البريد المضمون" إلى جانب "البريد العادي". ثم ظهر، مؤخراً، بريد "الاكسبريس" الذي تولته وكالات خاصة تنقل البضائع والرسائل من قارة إلى قارة أخرى، بين ليلة وضحاها. فعندما كانت الخيول والنياق والبغال، وسائط النقل الوحيدة، كانت الرسالة تحتاج إلى عدة اشهر كي تصل إلى أقرب نقطة بين دولة وأخرى أو مدينة ومدينة. وفي مطلع القرن، أو قبله بقليل، انتظمت عملية إيصال بريد الرسائل عندما أصبح يُرسل مع قوافل التجار، التي تنقل البضائع من حاضرة إلى أخرى، أو عن طريق السفن، التي تمخر عباب البحار والمحيطات. ثم جاء القطار البخاري فأخذت الرسالة مجدها إذ أصبحت تصل بسرعة أكبر من السابق بما لا يقاس، أما عندما حلت الطائرة، كأسرع واسطة نقل، فقد شهدت الرسالة نقلة خارقة في سرعة وصولها، ليس من مدينة إلى مدينة بل ومن قارة إلى قارة أخرى، وإذا كانت بضعة أيام كافية الآن لوصول الرسالة، بالبريد العادي، من كندا إلى العراق، فقد كانت تلك المسافة بين هذين البلدين، تحتاج إلى معجزة لقطعها بوسائط النقل القديمة، لأنه لا يمكن لأي جواد فارع، أو ناقة أو بغل، أن يقطع مثل هذه المسافة دون أن ينفق في ربع الطريق أو عشره.
ومع تطور طرق وأساليب إيصال الرسالة تكونت دوائر البريد وظهرت الطوابع كما ظهر ساعي البريد، الذي رافق الناس عقوداً طويلة من الزمن ثم بدأ يختفي تدريجياً عندما أصبحت الرسالة تصل من دائرة البريد إلى الصناديق الخاصة بالزبائن، مباشرة. ومن المتوقع أن تختفي في القريب العاجل، ومع حلول واتساع خدمة البريد الالكتروني، لا وظيفة ذلك الرجل الطيب، الذي يوصل الرسائل إلى بيوت الناس على دراجته الهوائية، فقط، بل وكذلك دوائر البريد نفسها، عندما لا تعود هناك رسائل تصل إلى صناديقها الصغيرة، التي تشبه أقفاص طيور الكناري.
ومع رحيل وانتهاء وظيفة ساعي البريد، ستنقرض أيضا، مهنة طالما أوحت للفنانين والأدباء، بالأفكار والحكايات التي تحولت إلى أفلام سينمائية وأعمال روائية غاية في الرقة والجمال والإبداع. فمن منا لا يتذكر فيلم "ساعي البريد" المصري، الذي أخرجه يوسف شاهين ومثل فيه الدور الرئيسي الفنان شكري سرحان؟ أما على صعيد الرواية فيمكن القول إن أجمل الأعمال التي تناولت هذا الجندي المجهول، هي رواية "ساعي بريد نيرودا" الذي كان يسطو على قصائد الشاعر المعروف بابلوا نيرودا ليرسلها إلى حبيبته على أنها من إبداعه، وبعد أن افتضح أمره خاصمته حبيبته فتدخل نيرودا نفسه ليصلح بينهما ويتوسط عند أهلها ليزوجها له ويصبح ذلك الشاعر الكبير أشبين ساعي البريد عند تسجيل الزواج في الكنيسة.
رسائل الى الأولياء!
عُرف في بعض البلدان العربية والإسلامية، ومنها مصر خاصة، نوع من الرسائل، التي يبعث بها الفقراء والبؤساء والمرضى من الناس، إلى الأولياء والأئمة، طالبين شفاعتهم ورضوانهم، وحتى مساعدتهم في أمور دنياهم. وقد درس أحد علماء الاجتماع المصريين المعروفين، هو الدكتور سيد عويس، في كتاب مهم، صدر له قبل سنوات، مئات من تلك الرسائل، التي يودعها هؤلاء البسطاء، شبابيك أضرحة الأولياء وقبور السادة ورجال الدين، ممن يؤمنون بهم وبمكانتهم الدينية والروحية وبقدراتهم على المساعدة والشفاعة. وخرج الباحث، في كتابه المذكور، باستنتاجات وخلاصات غاية في الأهمية على صعيد دراسة دواخل الناس وحاجاتهم ومستويات القهر الروحي والنفسي الذي بلغوه في حياتهم اليومية، الأمر الذي يدفعهم إلى التشبث بأي سبيل أو وسيلة يمكن أن تساعدهم على تأمين عيشهم أو شفاء أمراضهم المستعصية أو الحصول على مرادهم. كما وجد الباحث، الذي بذل مجهوداً كبيراً، سواء في الحصول على تلك الرسائل أو في دراستها، نوعاً من الرسائل غاية في الغرابة والطرافة معاً، منها، على سبيل المثال، رسائل تطلب من أحد الأولياء مبلغاً محدداً من المال لقضاء حاجة معينة ومحددة، هي الأخرى، للشخص المرسل، أو لأحد أبناء عائلته، كأن يكون مريضاً وبحاجة إلى العلاج، أو عازباً ويريد الزواج. ورسائل أخرى تطلب أن يثأر الولي أو الإمام، لمرسلها، من عدو أو خصم تسبب في الأذى لصاحب الرسالة، لأنه لا يقوى على الإتيان بمثل هذا الفعل لسبب يتعلق بضعفه أو تعففه، أو بسبب مكانة وحصانة ذلك المعتدي وانعدام القدرة على الوصول إليه. ومن بين أكثر الرسائل طرافة على هذا الصعيد، واحدة تشكو للأولياء من بعض رجال الدين الفاسدين، وأخرى تشكو من ظلم دوائر الحكومة وتطلب إحلال العدل والرحمة على الأرض، وثالثة تشكو لهم فجور بعض الأغنياء وأصحاب الجاه والحظوة، وخاصة في الريف المصري الفقير.
والملفت في أمر هذا النوع من الرسائل، إن مرسليها ليسوا دائماً، أو جميعهم من بسطاء الناس، بل بينهم من هو من المتعلمين وحتى من خريجي الجامعات، إذ يدرس الباحث واحدة من الرسائل يذكر فيها صاحبها أنه خريج أحدى الجامعات لكنه عاطل عن العمل منذ تخرجه قبل سنوات، لذلك فهو يطلب في رسالته، من أحد الأولياء، أن يساعده في الحصول على وظيفة لأنه يكاد أن يموت من العوز والجوع، فيما يهدد صاحب رسالة أخرى، وجدت في ضريح أحد الشيوخ، بالانتحار إن لم تستجب دعوته ويحصل على مراده خلال فترة محددة من الزمن!
يتبع



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟
- كل العتب على الطليان!
- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ...
- قوة المثقف... هادي العلوي نموذجاً
- المثقف عميلاً !
- بهدوء ... مع الأستاذ سعدي يوسف
- زنزانة رفعة الجادرجي !
- عن - أدب المنفى- وليس الخارج !
- كيف يمكن إعادة بناء الثقافة؟
- علي كريم سعيد... هل كان عليك أن تنتظر؟
- أزمة -العقل- أم -الفعل- العربي؟
- عشائر المثقفين!
- أمة بلا ذاكرة ... مثقفون بلا ضمائر
- بانتظار... المثقف!
- ثقافة الخرافة والتنجيم .. العربية!
- ثقافة المحاكمة والتخوين
- رسالة الى مهدي خوشناو


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان كوخ الى عواد ناصر! 2 من7