أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابراهيم محمود - محمد غانم يأكل من خبزالتنور الكردي














المزيد.....

محمد غانم يأكل من خبزالتنور الكردي


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 786 - 2004 / 3 / 27 - 10:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لاأعتقد أنني قرأت لـ"محمد غانم" سوى مقالين، لهما طابع انشائي،رغم أنني سمعت أن له كتابات كثيرة لم أطَلع عليها بعد، ويبدو أن مقاليه مكتوبان في لحظة غضب في ضوء أحداث القامشلي المعروفة، في الأول يفصح عن موقفه من انتمائه كعربي، ويقيَم الأحداث من أرضيتها السياسية، ثم يجلوها تاريخياً يحاكم في ذاته عربيته الطاغية، والذين باسم العروبة مارسوا الطغيان على سواهم(والكرد هم المثال الحي)، وبطريقة كتابية لا تخلو من قسوة، تتناسب ورعب الاعتراف بالذات الجمعية في تجنيها على الآخر(الكردي)، فثمة محاكمة لتاريخ، وعلاقة وسياسة ممارسة وسلطة مكشوفةفي توجهاتها الأمنية، وتوتيرها لواقعها الاجتماعي، وفي الثاني تحية للكرد في عيد نوروزهم الحزين، وكيف أن وضعاً كهذا يتيح لهم حق مواجهة من يمنعهم من تمثيل أنفسهم، كما أنني سمعته قبل أيام، وهو يتحدث إلى فضائية (روج)الكردية منتقداً بشدة من هم مسؤولون مباشرة عن الأحداث وخلفياتها وتبعاتها، وضرورة محاسبتهم، حرصاً على وطن يهم الجميع في سلامته.
وبعيداً عن العبارات الصارخة الأداء فيما كتبه وتحدث فيه ،وسواء كان له كتابات أخرى، أم لا،فإن المهم هنا، هو أن الرجل، وعلى بعد ثلاثمائة كيلومتراًاًوأكثر، عبَر عما هو انساني، وأكد بقوله وسلوكه(حيث تم اعتقاله بتاريخ 23 آذار، 2004)، أن الوطن لا لغة محددة له من ناحية، وأنه من ناحية أخرى ، يؤكد روعته من خلال تناغم لغاته المتعددة، وتعبيرها المشترك عن الاستبداد في مرجعيته الواحدة، وأن الوحدة الوطنية ولأول مرة تفصح عن مصداقيتها على أرض الواقع،وبالبرهان القاطع، وهذا ما أرعب القيمين على الوضع بجلاء.
لاأعتقد أن الذي يجمع بين غانم وأي كردي هورابطة جاهلية، وإنما وطنية في الصميم، وفي ظل هذه الرابطة تبدو العلاقة في منتهىالابداع الأخلاقي،وهي تؤكد على أن حرصاً معيناً يفصح عن أن وطناً يتهدد من الداخل ، وثمة من يتهدده، وعلى المعنيين بحركية الأحداث أخذ ذلك بعين الاعتبار، وإلا فإن الذي يخشى منه هو الممكن حدوثه أكثر.ولعل صراخ أو عويل غانم لم يتهادعلى اتساع جغرافية الوطن وخارجه إلا لأن هناك ما لا يجب تفويته على أعدائه من الداخل قبل الخارج، هو عويل يمكن تحليله من منظور التحليل النفسي بوصفه الخطوة الأخيرة على طريق الحرية المسدود بمعان شتى. العويل يعتبر احتجاجاً على وضع أو حالة ذات طابع فردي أو اجتماعي أو سياسي، أورفضاً لما يجري لسلبية أبعاده، ومحاولة أخيرة للتعبير عما لا تستطيع اللغة احتواءه كلامياً، ولا بد من تقدير ذلك، ثمة تجاوز للغة، أواختراق لها، لأنها تتطلب وقتاً لتمكن صاحبها من استحضار الكلمات المرغوبة، وسيطرة معينة علىالنفس، وتصعيداً بالانفعالات لتغدو جملاً ذات معنى، وكل ذلك من الصعب انجازه في ظل الحالة التي تحدث بها غانم السوري،وليس غانم العربي، أو المنتمي إلى هذه العشيرة أو القبيلة، تجاوباً مع جراحات سالارأوروني أومهابادأو دلدار أو ولات الكردي المسحوق بمعان شتى، أو المنتمي بدوره إلى هذه القبيلة أو العشيرة الكردية ، وكأن هناك هبة عشائرية ، كما يريد تصويرها أولو أمر معينون لا يخفون خطورتهم حتى على الدولة، سواء الذين أرادوها حيفاً عربياً صاعقاً عن بعد، وبسبب أحقاد (جاهلية مركبة هذه المرة)،ولم يفلحوا فيها حتى النهاية، أو الذين أرادوهاصراعاً دموياً تصفياتياً مدروساً بين العربي والكردي وخابت آمالهم، أو أرادوها تجسيداً لمؤامرة وجَهت في الداخل كردياً(من فوق) فشلوا في جعلها واقعاً، وحيثما وجد كردي، وأعتقد أن رموز اللعبة يتابعون خيوط اللعبة التي تخضع للتحقيق في مستويات مختلفة، وللتحليل هنا وهناك، خوفاً على الفضيحة الفعلية التيتشبر إليهم، فالشغب المبارياتي لم يحدث(لم يقع)، إنما مؤامرة،في البداية، سيقت وعرَفت كردياً.ويبقى غانم الصوت الأكثر صراخاً ، لأن الصراخ على طريقته، لايحتاج ترجماناً، الصوت المقيم في الجوار، والشهادة الحية رغم كل صداها العاطفي، على عمليةلاانسانية استهدفت الكرد هذه المرة، أكثر من أي وقت، للتخلص من احتقان سياسي واجتماعي وقيمي يتجسد في الذين يسوسون البلد.
غانم المعتقل الآن، يدق ويدك جدار العنصرية الفاصل بين الكردي والعربي، يشير إلى الجدار الملتهب بين المعتبرين أنفسهم أولي أمر السلطة، والشعب في عمومه، وإن تمايز الكرد ضحيةذوي أهواء تسلطوية منذ عقود زمنية طويلة، إنه الآن يأكل خبز التنور الكردي، معلناً قامته الوطنية رغم جموع الذين يسخطون عليه بلغته.
بلد واحد هو الانسان. شعب واحد هو الوطن. موت واحد هو الاستبداد.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزائيات لكاوا والأم الكرديين
- من يحدد مصير الشعوب؟
- فتنة المثقف الصدامي


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابراهيم محمود - محمد غانم يأكل من خبزالتنور الكردي