أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد طلحة - ردا على الذين ينادون بمقاطعة الانتخابات














المزيد.....

ردا على الذين ينادون بمقاطعة الانتخابات


رشيد طلحة

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 08:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قرر حزب النهج الديمقراطي ، مقاطعة الانتخابات الجماعية التي سيشهدها المغرب يوم 12 يونيو القادم، و قد برر موقفه هذا ، من خلال مقال للرفيق عبد السلام أديب نشر في الموقع الالكتروني للحزب، بضعف استقلالية الجماعات المحلية في تسيير الشأن المحلي مقابل قوة متزايدة لوصاية وزارة الداخلية على قرارات المجالس الجماعية و كون التعديلات التي أدخلت على القانون 78-00 بتاريخ 3 أتوبر 2002 بمثابة الميثاق الجماعي كرست سلطة الرئيس مما سيؤدي حتما إلى ضعف الأداء الديمقراطي داخل المجالس المنتخبة.

و لعل أي متتبع للشأن الحزبي في المغرب سيجد أنه ليست هذه أول مرة يعلن فيها هذا الحزب اليساري، الذي يعتبر نفسه امتدادا لمنظمة إلى الأمام ، مقاطعته للانتخابات سواء البرلمانية أو الجماعية، فمنذ تأسيسه سنة 1996 لم يتوانى مناضلوه عن الدعوة لمقاطعة كل المحطات الانتخابية اعتقادا منهم أن المشاركة فيها يعتبر شرعنة لمؤسسات النظام المخزني الصورية و سيساهم في تحسين وجه ديمقراطيته الزائفة في الخارج.

إن هذا الموقف النابع من رفاق ، لم يتحرروا بعد من الآثار السلبية للعمل السري الذي انتهجوه خلال تجربتهم النضالية في الحركة الماركسية اللينينية سنوات السبعينيات من القرن الماضي و من لغة الخشب التي أصبحت تضفي نكهة مائعة على خطاباتهم السياسية و تفرغها من محتواها و لم يطوروا تحليلاتهم الهرمة التي باتت تعاني من قصر النظر، هو موقف ديماغوجي و دغمائي ناتج عن نظرة غير سليمة و غير علمية للوضعية السياسية الراهنة التي يعيشها المغرب منذ العشر سنوات الأخيرة، كما أنه يتنافى كليا مع ما يدعوه باعتمادهم الجدليتين المادية والتاريخية كأدوات لقراءة الواقع و يختلف تمام الاختلاف مع المواقف الثابتة للينين من الانتخابات في روسيا قبيل الثورة البلشفية.

و للتذكير فقط فان لينين - رغم وعيه المسبق بالأكاذيب و الدعايات التضليلية و الخداعة التي تشهرها الأحزاب الرجعية و البورجوازية في برامجها الانتخابية لكسب أصوات الشعب الكادح - لم يتخذ موقفا سلبيا من الانتخابات بل و انتقد حتى أولئك الذين يدعون لمقاطعتها - اعتقادا منهم أنه لا فائدة منها - و قد نعتهم بغلاة الرجعية أعداء الديمقراطية لأنه كان واعيا تمام الوعي أنه في غياب مؤسسات تمثيلية يكون ثمة قدر أكبر بكثير من الأكاذيب والنفاق السياسي وكل أشكال الخداع وتكون الموارد المتاحة للشعب لفضح الكذب و اكتشاف الحقيقة أقل بكثير.

لقد أدى ابتعاد اليسار الجذري عن الانتخابات و اكتفائه بالدعوة لمقاطعتها و التشكيك في جدواها إلى بقائه في هامش الصراع السياسي و انعزاله عن الجماهير الشعبية و انطوائه على الذات و إقحام نفسه في صراعات داخلية أضعفت نفوذه ، كما أن عدم اكتراثه بهذه الانتخابات هيأ أرضا ثابتة لا تتزعزع تحت أقدام الأحزاب الإدارية والبيروقراطية لتتلاعب بمصالح الشعب لسنين طويلة و ترك الساحة فارغة أمام أحزاب الإسلام السياسي لتستغل مشاعر المواطنين و تحصد أصواتهم و بالتالي تقوي مواقعها في الحقل السياسي المغربي و تسيطر على مراكز القرار في البرلمان و المجالس الجماعية.

إن فكرة انتظار وقوع تغيير جذري في الدستور و القوانين المنظمة للانتخابات و الأحزاب و المؤسسات التمثيلية ... كما يطالب بذلك رفاقنا في النهج الديمقراطي كشرط للمشاركة في الانتخابات تعتبر ضربا من المثالية و استسلاما لواقع معين علما أن هذا الإصلاح لن يتأتى بالترجي أو التنديد و لكن بالنضال الديمقراطي الدائم و بشكل متوازي في المؤسسات التمثيلية و هيئات المجتمع المدني و اعتماد خطاب ممانع.

لقد تبين جليا أن عهد المقاطعات قد ولى و حل محله عهد الانخراط في المعركة السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات و العمل من داخل المؤسسات التمثيلية لأنه السبيل الديمقراطي الوحيد الذي سيتيح لليسار الدفاع عن مصالح الطبقات الكادحة و صد المخططات الرامية للإجهاز على المكتسبات الشعبية و لنقتدي باليسار في فنزويلا و بوليفيا.

لهذا فالمرجو من رفاقنا في النهج الديمقراطي التريث في اتخاذ قرارات مصيرية من هذا النوع تفاديا لإعادة إنتاج نفس الأخطاء المرتكبة في الماضي قصد بناء تحالف يساري قوي في مواجهة قوى الإسلام السياسي التي أصبحت قريبة من كراسي الحكومة و الاقتراب أكثر من هموم الفئات الكادحة من الشعب المغربي و تقديم خدمات أفضل لها.





#رشيد_طلحة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط القناع عن القناع
- الخطاب الاسلاموي في المظاهرات الشعبية
- الحوار المتمدن منار كل اليساريين
- في ذكرى اغتيال بن عيسى
- كرونولوجيا حياة و مؤلفات ماركس
- ثورة أكتوبر: ما لها و ما عليها
- المواطن والسلطة و السياسة
- بؤس الفتوى الدينية
- اليسارفي المغرب: أسباب الأزمة
- اليسار في المغرب واقع و افاق
- تاريخ اليسار في المغرب


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد طلحة - ردا على الذين ينادون بمقاطعة الانتخابات