أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - خالد صبيح - تعرف الأشياء بأضدادها














المزيد.....

تعرف الأشياء بأضدادها


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 10:26
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


تنويه
بسبب خلل فني في الحاسوب، ماتزال اثاره باقية، لم استطع التواصل مع تعليقات الزملاء والاصدقاء ممن علقوا على مقالي السابقين. لهذا اقدم اعتذاري وشكري لهم.
***
كانت مسالة الاهتمام بتعزيز هوية موقع الحوار المتمدن اليسارية واحدة من النقاط التي وقف عندها الاجتماع الدوري للهيئة الإدارية للموقع. كذلك كانت هذه النقطة موضع اهتمام بعض كتاب وقراء الموقع، وقد جرى التعبير عن هذا الاهتمام على شكل نقد وجه للموقع في أكثر من مناسبة. ومن هنا يبدو إن هوية الموقع اليسارية، كما هي متبناة من قبل إدارة الموقع، موضع نقاش وتفسير أو تعريف وتحديد. وذلك لان المعترضين رؤوا أن الموقع قد فقد صفته اليسارية من خلال فتحه باب النشر لجميع أنواع الأفكار وبالذات اللبرالية منها، وحسب هذا النقد فان على الموقع أن يكرس هويته اليسارية بامتناعه عن نشر هذه الأفكار البعيدة عن فكر اليسار حفاظا على هويته ونقاءه الفكري. لكن هذا الرأي اغفل، برأيي، مسالتين مهمتين، أولاهما أن الموقع أكد على هويته الديمقراطية التعددية إلى جانب اتجاهه اليساري في تعريفه لنفسه وبهذا أكد على مفهوم جديد لهوية الموقع يختلف عن الفهم التقليدي إحادي النظرة لليسار.

والمسالة الثانية معطوفة على الأولى وتتواشج معها بمشتركات كثيرة، وهي طبيعة أو سمات اليسار الجديد، الذي يفترض أن الموقع ينتهجه بناء على معطيات هويته المحددة في منهاج عمله، وفي شعاره المثبت على واجهته. ومن بين أهم سمات اليسار الجديد، وأولى اولوياته، كما يفترض، هي القدرة على الانفتاح على الآخر وقبول الاختلاف. فلا ينبغي لهذا اليسار أن يعبر عن نمط تفكير مغلق ينسحب بالضرورة على منابره الثقافية والإعلامية، لينعكس لاحقا بالسلب على نشاطه التعبوي والتثقيفي. فاليسار عليه أن يستفيد من أنماط التفكير الحداثية الأخرى ويوظفها في خطابه وفي مشاريعه السياسية. وعليه، وهذا محور هذا الموضوع، أن لا ينغلق في منابره الإعلامية والثقافية على ما ينتجه هو من فكر وعلى ما يقدمه من وجهات نظر، ويحد من افقه بالاقتصار على نمط واحد من الفكر. وبالتأكيد أن تحديد موقع إعلامي في نمط فكري واحد سيؤدي إلى قولبته ومنعه من النمو، لاسيما في زمننا هذا الذي هو زمن الحوار والانفتاح على كل الآراء والاتجاهات. ولا يمنع أو يعيب أي موقع يساري أن يسمح بوجود كتابات من خنادق واتجاهات أخرى، بل على العكس، فهذا الأمر مهم لهذا المنبر لأنه، عدى كونه يؤكد على مستوى الانفتاح العقلي لليسار، وقبوله للرأي والاتجاه المختلفين معه، فانه يتيح له أيضا فرصة مناقشة هذه الأفكار المختلفة مع منطلقاته، وطرح استنتاجاته حولها وحول الواقع، مما يفضي إلى استخلاص أو إنتاج فكر يساري ناضج ومتطور بفعل حيوية وجدية وسعة النقاش مع الاتجاهات الأخرى. وهذا الآمر من شانه أن يسهم أيضا في نشر وعي وثقافة الانفتاح على الآخر التي تتهرب من مستحقاتها القوى اليمينية والظلامية من جهة، ويعزز مكانة ودور اليسار من جهة ثانية. ولا اعتقد إن هناك ضرورة لمنع أي مادة كتابية إذا لم تكن تصب في خانة التحريض على الكراهية والعنصرية. لان هذا النمط من التفكير وهذا المستوى من الكتابة هما نوع من الجريمة الأخلاقية والفكر المنحط، وبالتأكيد أن فكر اليسار الرحب والإنساني الساعي لزرع المحبة والوفاق بين الناس سيرفض الترويج والسماح لهذه الأفكار المتطرفة داخل منابره.

وما بنيغي الانتباه له في هذا الصدد هو أن ملامح هذه الهوية لليسار وللصحافة اليسارية لم تأت كخيار ذاتي أملته ضرورات متغيرات الفكر والتحولات السياسية والثقافية التي تحيط بعالمنا فحسب، وإنما أملته أيضا طبيعة التطورات والتغيرات التي لحقت بالصحيفة الالكترونية اليومية المنتشرة في أيامنا هذه، والتي أعادت إلى صحافة الرأي، التي انسحبت لصالح صحافة الخبر منذ سنوات طويلة، القها المفقود ودورها الحيوي في تشكيل وعي المجتمع. لكن هذه العودة لصحافة الرأي قد رافقها أيضا تعديل بنيوي واسع على طبيعة ومحتوى وشكل الرأي، وذلك بفضل تكنولوجيا المعلومات (الكومبيوتر والانترنيت) وما فرضته من تعديلات بنيوية شاملة على صعيد الصحافة والإعلام وبناء الرأي.

فكما لا يخفى أن الصحافة الالكترونية، (التي يستهين بها الكثيرون بدون مبرر منطقي)، قد اتاحت وفرضت في نفس الوقت تنوعا في طريقة طرح الرأي، وأسلوب تناوله، تميز بتغلغله في تفاصيل الواقع اليومي، وركز على حيثياته وجوانبه المنسية أو المهملة. فلم يعد الرأي المطروح في الصحافة الالكترونية رأيا شموليا يشغل مساحة كبيرة ويتناول الموضوع من كل زواياه، كما هو الحال في الصحافة الورقية، بل هو قد اتخذ شكلا آخر اتسم بتناوله للآني من الأحداث الصغيرة والهامشية بالإضافة إلى الأحداث الكبيرة والمهمة، وشارك بمتابعة تطوراتها في تناسب زمني يتناغم في سرعته مع طبيعة سرعة الأحداث وإيقاعها ومع سرعة وصولها إلى المتلقي.

هذه التحولات والتطورات وغيرها تملي على الحوار المتمدن أن يواكبها في توجهه الفكري العام وفي سياسة النشر لديه.

حين تأسس موقع الحوار المتمدن قبل سبع سنوات كان حينها موقعا متواضعا بامكانات ومطامح محدودة. لكنه مع مرور الأيام، وبجهود حثيثة من العاملين فيه لاستقطاب كتاب وقراء إليه، وتطويره تقنيا واداريا، وبمثابرة كتاب الموقع على رفده بكتاباتهم وتقويم مسيرته بآرائهم، تبوأ مكانة متقدمة جدا في عالم الصحافة الالكترونية، واليسارية والديمقراطية منها بوجه خاص. وهذا الآمر يشجع كثيرا على الاهتمام بهذا المنبر والسعي من اجل جعله حجر زاوية لحركة يسارية منفتحة وحداثية تتجاوز اطر الطروحات اليسارية العتيقة، وتتفاعل مع معطيات الواقع كما هو، وبغير اثقالات أيدلوجية تعيق نمو الحركة والموقع في نفس الوقت. لكن هذا الطموح - الأمل بحاجة إلى تعميم القناعة به، ويتطلب جهود كبيرة من المقتنعين به، ومن والطامحين إليه لوضع أسس لهذا المشروع وللارتقاء بالموقع ليلعب هذا الدور المميز.




#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبء التاريخ
- طرائف ديمقراطية
- قراءة اولية في انتخابات مجالس المحافظات
- شارة النصر
- عالمية القضية الفلسطينية
- في إنصاف النقد
- إحراجات غزة
- أدوات العدوان الإسرائيلي
- غزة والعرب
- حذاء الزيدي ووجوه البعثيين
- لماذا اتحاد لكتاب الحوار المتمدن
- اتحاد كتاب الحوار المتمدن
- الحوار المتمدن رتوش في طريق التطور
- دكتاتورية مبطنة بحرير الديمقراطية
- عذرية البنادق
- صحوة اليسار
- بشتاشان بين نارين
- ورقة من شجرة الوطن
- كتّاب وكتابة الانترنيت
- الرسائل من كردستان الى الانترنت


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - خالد صبيح - تعرف الأشياء بأضدادها