أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راغب الركابي - العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي














المزيد.....

العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 04:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تكون الحاجة للعدالة بمفهومها الجمعي اكثر في ظل وحال التدافع السياسي هذا من حيث المبدأ ، وكذا تكون حاجتها ماسة في ظل ما تفرضه قوانين ونشاط حركة رأس المال الذي تمتلكه قوى الطبقيه والبرجوازية والموؤسسات الدينية العتيقة ، وتكون الحاجة للعدالة الإجتماعية ماسة في حال التنظير البيروقراطي الذي تفرضه موؤسسات الحكم والأنظمة السياسية الفاشستية ، والربط بين العدالة والحاجة إليها ينطلق من الوعي بطبيعة التحولات التي يشهدها العالم وكذا بالقيم الواجب توفرها للإنسان ، فالعدالة بما هي حاجة وقيمة يجب الإلتزام بها و التوكيد عليها ، لتنظيم خط وسير السلوك العام .
وفي هذا إنما ننوه للحتمية التاريخية بتعميم الظاهرة وتعميم مقولاتها في الخير العام وفي السعادة وفي العيش المشترك والعقد الإجتماعي والميثاق الوطني ، وضرورتها ليس فقط من كونها حل للمشكل السياسي الذي يعيشه العراق ، ولا للتراكم الفوضوي في السلوك الإقتصادي لموؤسسات الدولة ، ولكن قدرتها في تصحيح المسار النفسي حاسم ، إذا ما نظرنا لموقفها من قضية الفساد المالي و الفساد الأداري ، وشكل وطبيعة الهوة بين الأغنياء والفقراء والتي زحفت بفعل سوء سلوك وغياب في مشاريع التنمية والإعمار .
وبما إننا في صلب القضية فلابد من التذكير بدوام هذا النضال الليبرالي التطوعي لتحقيق التوازن الطبقي ونشر مفهوم العدالة الجمعية ، يستلهم هذا النضال من حركة الثورات التاريخية والبشارات النبوية ديمومته وإصراره على تحقيق العدالة الإجتماعية ، يظهر ذلك جلياً في الإحتجاجات المتنوعة التي تستهدف خلق مناخ يعيش الحياة بإعتبارها ملك للجميع .
و الكتاب المجيد قدم لنا آيات ونصوص بينات في هذا الإتجاه سواء في مستوى الحركة أو في مستوى السلوك والخطاب ، من خلال نزع دواعي التقسيم الذاتي أو الموضوعي على اساس المنفعة أو غيرها ، منبهاً إلى خطورة ذلك على قيم التعايش الأفتراضية والواقعية ، ونفس التوجه نجده لدى فلاسفة الأغريق من عهد إفلاطون وزينون وأرسطو إلى فلاسفة النهضة مع جان لوك ومنتسيكيو وعند روسو ، ثم توالت صيحات الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني على خلق تعاقد أممي يلزم الجميع في الإعتراف بالحقوق والواجبات المتبادلة ومحاولة حلها أو التقليل من تداعياتها ..
وقد كان جون لوك يقظاً في تاكيده على مسألة التعايش السلمي في ظل توفير الحقوق للجميع وعلى وجه المساوات ، من هنا أعتبر أباء الليبرالية هذا المبدأ من خواص المشروع الليبرالي ومن خواص دعوته وخطابه وسلوكه ، ويريد من هذا إعتبار العدالة قيمة مستقلة شاملة ، وهي قيمة بحد ذاتها رافضاً التميز بين ما للفرد وما للمجتمع ، مادام المتعلق واحد إلاّ وهو الإنسان ، وقد ورد ذلك التنبيه في الثقافة الليبرالية بإعتبار العدالة من حيث هي كل لا ينفصل ولا يفترق ، وتظل العدالة الإجتماعية كركيزة لخلق مجتمع سالم وصحيح وفاعل وقادر على الإعتراف بوجوده الوطني والدفاع عن ذلك الوجود .
فالليبرالية تربط بين مفهوم الولاء للوطن ومفهوم الإنتماء للوطن على أساس ما تحققه العدالة الإجتماعية بالفعل ، فتعريف معنى المواطنة على نحو واضح وصحيح لا يكون ممكناً من دون العدالة ، فالولاء للتربة من حيث هي هي ولاء مخدوش وغير ناضج ، من دون تحقيق العدالة للمنتمين لهذه التربة ، فالولاء ينبع دائماً من الشعور والشعور هو صفة حال يوصف بها الفرد في حال وجوده بالفعل وهذا يتم وفق شرطه الموضوعي وليس شرطه القهري .
أي كون المواطن ليس آلة وحسب بل هو وطن يكتمل مع غيره ، وفي ظل هذا تنتفي النظرة المسبقة في تقسيم الناس على أساس الوضع الإقتصادي والإجتماعي والوظيفي أو البيئي ، فكل ذلك عبارة عن تراث حاربته رسل السماء ووقفت الليبرالية بوجهه بعناد ، لهذا تمسك الناس في الليبرالية والدين لأنهما يرفضان التمايز العنصري والفئوي والقبلي والديني ، وفي نفس السياق ذاته إيضاً وجدت أفكار ماركس طريقها لقلوب الناس ، من خلال ما تقدم به لتنظيم العالم على أساس العدالة الإجتماعية ، وتفكيك رأس المال ومحو السلطات القمعية التي تخلق التمايز بين الفئات والطبقات ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راغب الركابي - العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي