أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - شلاين إنّنا نسامحكَ














المزيد.....

شلاين إنّنا نسامحكَ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 04:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل عدة أيام ، وفي برنامج فكاهي يدعى الليلة مع ليئور شلاين ، والذي يُبث على القناة العاشرة الإسرائيلية ، قال شلاين : " كلما يظهر رجل دين في الفاتيكان ، سواء كان كاهنا أو راهبا أو .....فانه يدلي بتصريح يُنكر فيه المحرقة اليهودية ، لذا ومن هذا المنطلق سأردّ الصّاع صاعين "
وما كان منه الا أن عرض مشاهد فيديو ساخرة ، يسخر فيها من بتولية القدّيسة مريم العذراء ، ويهاجم الربّ يسوع بمشاهد يظهر فيها انه سمين جدا ويُشكّك بقدرته على المشي على الماء، ثم تستمر السخرية لينتقص من العشاء الأخير ويدّعي ان يسوع كان يشرب الكريب فروت بدلا من النبيذ الذي يرمز الى دمه المسفوك على خشبة الصليب كفّارة عن كلّ خطايا البشرية ، وان لا قداسة في يوم الأحد فهو كان يوم ريجيم ليسوع ...

وثارت ثائرة الجميع بعد إن نشرته وسائل الأعلام المكتوبة والالكترونيّة ، مسيحيين وغير مسيحيين ، والكلّ يسبّ ويشتم ويهاجم ، ويطعن في اليهودية ، لدرجة أنّني رأيت الحقد يشتعل في العيون والحقد يرقص في الحنايا والأعصاب ...انهم يريدون لو امسكوا هذا الشلاين أن يمزّقوه إربًا إربًا .انهم يريدون ان يحطذموا ويُهشّموا كلّ شيء...
لا أنكر انّ ما قام به هذا الإنسان هو خطير وخسيس ولا ذوق فيه ، وبعيد كلّ البعد عن الحقيقة والواقع، فالربّ يسوع له المجد ، سيرته ناصعة البياض ، وقدراته الخارقة وإلوهيته وعجائبه حكى عنها الكفّار واليهود قبل المسيحيين ، وشاهده الكلّ بأمّ أعينهم ، فالعجائب التي اجترحها - وهي عديدة ومُتعددة الجوانب – كان يجريها أمام الجميع ، فأقام الموتى ، وشفى المرضى ، وأطعم الآلاف من البشر بخمسة أرغفة وسمكتين ، والأهمّ أنّه علّمنا بموعظته وصَلبه أنّ المحبة هي أساس الكون ، وأنّ الفداء هو هو عنوان الخلاص وجواز السّفَر إلى الملكوت ، وأنّ التسامح والرحمة فوق القانون ، وأنّ الإنسان أخ لأخيه الإنسان من كلّ لون ولسان وقبيلة .

وأيضًا....
أن نغفر ونسامح الظالمين ، المُذنبين إلينا ، بل أن نُصلّي من أجلهم حتى يهديهم الربّ ويُنير طريقهم ويقودهم في موكب نُصرته ، فهؤلاء القوم هم عميان ، وعلينا أن نعمل على فتح عيون بصائرهم بالمحبّة والغفران .
أذكر الربّ يسوع وهو على خشبة الصّليب ، وهو يعاني الآلام واللطم والاهانات ، أذكره يرفع صلاة ولا أحلى : " إغفرْ لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ما يفعلون "
واليوم يطالبنا السيّد أن نتشبّه به ، ونسير في طريقه ، حاملين مشعل التسامح والمسامحة ، تاركين النقمة والانتقام ، فالنقمة له ، وهو الذي يُجازي ويكافئ ويدين .
يسوعنا قويّ فعلا وعظيم ، ولا يريدنا أن نُكسّر ونُحطِّم ونسبّ ، ولا يريدنا أن ننتقم ، بل يريدنا أن نتروَّى، وأن نصلّي ونطلب الغفران لهؤلاء وأمثالهم ، وعندئذ ٍ سيشعرون –وهم إخوة لنا في البشرية-أنهم تجنّوا ، وأن المسيح الذي تهكموا عليه مع أتباعه يسامحونهم ويغفرون لهم ، بل ويُصلّون من أجلهم ، عندها سيقفون لحظة مُفكِّرين : من هو هذا الإله الذي يُسامح صالبيه والمُتهكمين عليه ؟
لا بُدّ أنّه عظيم يستحقّ أن يُعبَد ويُعشَق ويُطاع.

من هذا الإله الذي لا يُجازي عن شرٍّ بشرّ ، بل يُحبّ الأعداء ويُبارك اللاعنين ؟!!
حقّا لو سُئل الربّ اليوم عن شلاين لقال : إنّي أسامحه ، فهو ابن ضالّ ، عندما يعود للبيت وسأفتح له ذراعيَّ.

دعونا نغفر ، ودعونا نُسامح ، ودعونا نقتدي بالربّ يسوع ، كما اقتدينا به فعلا بعد ان اقتحم يهوديان كنيسة البشارة في الناصرة فندما،فارتفع المسيح في العيون ، كلّ العيون ، لأنه مرتفع فعلا وعالٍ.





#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة الاحلام - قصّة للاطفال
- نفسي مُستكينة
- رسالة منسيّة الى باراك اوباما
- كانت خاطئة
- وانتصرت الإنسانيّة
- وطني الغالي-لحن على دلعونا-
- وانتصرتِ الانسانيّة
- أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال
- قلاّمة ظِفر-قصّة للأطفال
- اوباما الملاك الاسود
- ماذا دهاكَ يا قلبي ؟
- أتوقُ إليْكَ
- صرخة مجنونة
- ماريو وأندرو والخرّوب
- الكتاب الأروع
- حَلّوا يتغيَّر
- بالرُّوح إملا أيامَك
- صلّوا معي
- عيد يسوع لا بابا نويل
- صاحبة الجلالة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - شلاين إنّنا نسامحكَ