نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 786 - 2004 / 3 / 27 - 10:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عرفته أستاذاَ للغة العربية في ثانوية { جودت الهاشمي } بدمشق . في الصف العاشر والحادي عشر ، والبكالوريا . كان يصوغ مع كل طالبٍ من طلابه علاقة خاصة . كان همه أن يعلمهم ممارسة الكتابة ، ومحاولة النقد . كان ديموقراطياً إلى حد كبير. كان يناديني في أكثرالأحيان: يا غالب. وفي أحيان أخرى: يا منصور. ولما قلت له؛ لماذا لا تناديني باسمي الحقيقي الذي منحاني إياه أبي وأمي؟ أجابني هذا هو اسمك الحقيقي فلقد ترجمته إلى العربية.
كان عربيا بامتياز ، وفلسطينيا بامتياز …وإذا كانت تنهمر بعض الدموع على وجنتيه حينما كان يسمع كلمةَ فلسطين ، فهو كان عاشقاً لدمشق وشوارعِها وحاراتِها القديمة ……كيف لا وهو الذي كان طالباً في { مكتب عنبر } ، وخريجاً من كلية الحقوق فيها . وباسم أخيه شاكر شارع من شوارعها.
وحينما عاد من القاهرة في عام 1958 ، بعد حضوره المؤتمر الآسيوي –الأفريقي ، كان مفعماً بالحماس والتفاؤل والأمل .............
كان { عبد الكريم الكرمي } يتكلم كثيراً عن بساتين { طول كرم } مسقط رأسه ، ويتكلم أكثر عن حيفا ومجلة الإتحاد . وفي أحد الأيام قال حينما راح يصعد إسم محمود درويش : يبدو أن مجلة الإتحاد لاتقوى على العيشِ بدون شاعر .
كم كنت حزينأ حينما رحلَ ، ولم تمكنني ظروفي القاهرة ، من حضور مأتم أستاذنا الجليل، المناضل ، وشاعر فلسطين { أبي سلمى } ....
نقولا الزهر_ دمشق
دمشق/عدرا/8/9/1988
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟