أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مريم الصايغ - بين العلمانية والإلحاد طلاق بائن ...!!!















المزيد.....

بين العلمانية والإلحاد طلاق بائن ...!!!


مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 07:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوم من أيام أمشير الغامضة والتي قد تحمل لك عواصف غاضبة ...
وياللعجب من غضب أمشير وزوابعه ... رغم أن اليوم لم يكن يظهر تلك الغضبة الغامضة ...
فقد كان هاتفي كالعادة يستقبل العديد من المكالمات والرسائل المرصعة بالقلوب والورود والكلمات الرائعة ... موسم حب يعني أنتم فاهمين -
لكنه رن نغمة غريبة فلم أخجله رغم عدم اعتيادي على ذلك لكنني استقبلت تلك المكالمة ...!!!؟؟؟
وكانت مكالمة غريبة بالفعل ... فقد أتصل بي أحد رجال الدين وهو عالم فاضل عبر لي عن إعجابه بفكري ...
وكتاباتي المتعقلة الواعية ... التي تهدف لنشر صحيح الفكر والمعرفة ...!!!
ورغم دهشتي من اتصاله بي لكنني ... شكرت له حسن ظنه بي ... وتوقعت أن يكون هناك هدف للاتصال أبعد من إبداء الإعجاب ...!!!
- حيث أنني لست ممن يتأثرون بكلمات الثناء أو الهجوم - ....وبالطبع صدق حدسي وكان هناك هدف آخر له ...!!!
حيث عاتبني على كتاباتي المعادية للدين بحديثي عن العلمانية ... !!! يا خبر ...!!!
رغم اعترافه !!!... أنني في كل كتاباتي دائما أذكر القراء بالله وحبه للبشر وادعوهم للعودة له ...!!!
ثم تصاعد فجأة تون حديثه وتحول الحديث الخافت المشجع لاتهامات التكفير وازدواجية التفكير ... !!!
وصرخ في أذني يا كافرة ...!!! العلمانية هي نهج الملحدون الذين لا دين لهم و لا يعتقدون بوجود الله ... !!! - يا نهار -
والعلمانية تبيح الانحلال والفواحش والفجور ...!!!
يا مبيحة المنكر وشاربة الخمر يا عارية الرأس يا من لا تؤمنين بالقضاء والقدر ... – يا مامي -
وأمام تصاعد حدة تلك الاتهامات اعتذرت منه في قول عبارة واحده فسمح لي بعد عناء ...
فقلت له يا عزيزي الفاضل : بين العلمانية والإلحاد طلاق بائن ...!!!
ثم شكرته وفي هدوء أنهيت تلك المكالمة .

أحزنتني المكالمة للغاية ليس لأنني شعرت بتجريح من طلقات مدفعية فمه ... – شوفوا مقدره احساساته لأبعد حد –
ولكن لعدم حكمة الشيخ أو ديمقراطيته وذكاؤه في الحوار وانتهاجه منهج الهجوم وخلطة للمفاهيم ...
ولعدم معرفته وبالطبع لن أقول لجهلة بالعلمانية وظلمة البين لها ...
- عشان عيب أقول كده عن الرجل الفاضل ده - نظرا لأنني أحترم كل من ينتهج من الحوار مذهبا له ...!!!
- رغم أننا في حالتنا تلك لم يكن بيننا حوار بل اتهامات مبيته من طرف واحد -
والآن بعد أن وصمت بعار العلمانية وتم اقتيادي لمقصلة التكفير وأصبحت معادية لأصحاب الفلكة والعصا المتاجرين بكل نفيس ...
الأخوة خفافيش الظلام الذين يعلقون المشانق لعيد الحب وعيد الروح وعيد البراءة ويبيحون...
أعياد الجسد على الويب كام وعلى قنوات العري كليب التي يستثمرون فيها ... !!!

وليس الشيخ فقط من يحذر من العلمانية بل في الحقيقة إن الكثيرون حذروني ويحذرونني من العلمانية الغربية ...
لأنها نبت شيطاني وكانت تهدف لأبعاد هيمنة الكنيسة عن سياسة الدولة ثم أبعاد الشعب عن الكنيسة وإرهابهم بسياسات الشيوعية ...
وتلك الممارسات نتج عنها فيما بعد البعد عن الله وعن ممارسة العقائد الإيمانية في دور العبادة ثم ممارسة طقس الزواج في المحاكم المدنية والعرفية ...
كل هذه النصائح والإرشادات توجه لي - باعتبار إني طبعا لسه في Kg1 -
لذا يجب أن نتحدث أكثر عن تهمتي قبل أن يتم تنفيذ حكم الردة في . – أهو حد يشهد معايا مع إن الجري مجدعة ههههه-

... في البداية دعونا نتعرف على العلمانية ...!!!
- والتي يعرفها طفل مساكن الإيواء اليتيم الذي تهدم بيته على رأس أبويه فجعله يطالب بها دون أن يلقنه أحد وأصبح ...
لا يقول أريد طعاما بل يقول علمانية أريد علمانية فين العلمانية يا بشر ؟؟؟...!!!
آه يا إلهي ... العلمانية ... تلك التي يحاربها مدعو التدين لكن ...!!!
لماذا يخاف منها المتخذين من الدين شعارا لوجودهم غير الشرعي ؟؟؟
– يا بنتي قالو لك الحكومة منتخبة أسكتي بقه وارحمينا... معلش أصل الكلام من ذهب ورزقي عليك يارب ... ههه - ...!!!

العلمانية ببساطة وبعيدا عن ... المفاهيم ... الأنجلو ساكسوني – والفرنسي اللاتيني – والماركسي البلشفي والماسونية والنورانيين ...
- وكل الرغي الذي يتعب الرأس -...
هي استقلال سياسة الدولة عن ما وراء الطبيعة والمسلمات الروحية والدينية أي فصل الدين عن سياسة الدولة ...
وهذا التعريف لا يقصد به البعد عن الله وهجر دور العبادة وإنما المقصود منه أن لا يقوم واحد منهم ...
بقطع يد من سرق خبز جاف لأن حكومته باعت خبزه الجاف ليصنع به آخرون بيرة ...!!!
لكن العلمانية لا تطالب الإنسان أن يترك دور العبادة أو محبة الله ويسعى لمحبة المال أو يسعى لقتل زميله ... بل ...
ثورة الجياع التي خلفها الظلم الفاسد هي من فعلت هذا ...!!!؟؟؟
لذا ببساطة العلمانية لا تتنافي ولا تتعارض مع معتقدات الإنسان الدينية بل الحاكم الذي يعرف الله حقا هو ...
من يسعى لمنح شعبه حقوقه لأن الحب يملأ قلبه .
فكيف نقف أمام الله نصلي يا مدعين التدين ونحن سارقون وقاتلون وناهبون لثروات الشعب ...!!!؟؟؟
وندعي أننا نحب الله ...؟؟؟

والعلمانية في اللغة تعريب لكلمة Secularism في الإنجليزية
و Seculaireفي الفرنسية وأصل الكلمة المقصود به يستنبت أو ينتج من الاهتمامات الدنيوية الحياتية...
لذا استخدمت كصفة أيضاً لأصحاب هذه الاهتمامات الدنيوية وللكلمة في اللاتينية دلالة زمنية (saeculum) ...
فهي تصف الأحداث التي قد تقع مرة واحدة في كل قرن أي أن العلمانية ترتبط بالأمور الزمنية ...
أي بما يحدث في هذا العالم وعلى هذه الأرض في مقابل الأمور الروحانية التي تتعلق بالعالم الآخر.
كما أستخدم مترجمو بلاد الشام لفظ العلمانية كترجمة للكلمة الفرنسية LAIQUE أو الإنجليزية LAICISM
وهى مأخوذة عن اللاتينية LAICUS أي جماهير أو شعب المؤمنون وهم الذي لا يعملون بالكهنوت الكنسي ليميزونهم عن رجال الدين .

يعني ببساطة العلمانية تدعو لحوار الأفكار بواسطة العقل وتعريتها من عباءة القداسة الذي يتستر بها دعاة التدين للوصول إلى أهدافهم...!!!
وبهذه الطريقة نستطيع أن نحاسبهم عن أخطائهم تجاه الشعب المنهوب ...!!!
وليس لسياسات العلمانية الحقيقية أي تعارض مع الدين ولا تنادي بالإلحاد كما يزعم دعاة التكفير ...
وفي الكتاب المقدس ما يثبت هذا فقد قال السيد المسيح له المجد من ألفين عام ..."أعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله"
ومكتوب في القرآن عن عدم أجبار المسلمين على التدين ...
في سورة المائدة
مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " {99} المائدة .
وأيضا مكتوب "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بمسيطر" الغاشية .

إذا الخلط بين العلمانية والإلحاد هو خلط مقصود وعن عمد لأن العلمانية ستكشف قناع السلطة التي تتخذ من الدين ستار وتفضح أهداف المستفيدين من تلك السلطة ...
و العلمانية أيضا تحكم بالعلم والمنطق وفق دراسة وقائع الحياة لتعالج اقتصاد فعلي يرزح تحت وطأة التضخم ...
ويعاني من فقر في الدخل وبطالة وبيع أصول سيادية في حين أن السلطة المقنعة بقناع التدين تتواكل على الله ...!!!

العلمانية تسعى لإرساء قواعد الديمقراطية وتفعيل بنود الدستور وتعديل النصوص المشبوهة به ...
لتحقيق المساواة والعدل وإعطاء فرص متساوية للجميع وإرساء مبدأ عدم التفرقة بين مواطن وآخر على أساس ديانته فالدين لله لكن الوطن للجميع .
لكن سلطة مدعى التدين تجعل عضو برلماني يمثلها يهين عضوة برلمانية مسيحية لطرحها قانون حول الزواج العرفي ...
ويجاهر في قاعة البرلمان مالك أنتي يا مسيحية والزواج العرفي خليكِ في دينك ...؟؟؟ !!! يانهار
ويفلت من عقاب رادع عن عنصريته الدينية والإنسانية المهينة لكل مصالح شعب مصر – وعجبي -

من هذا يتضح لنا أن العلمانية ليست الزاحف الإلحادي القادم لقهر الدين ولكنها الكشف المعرفي المضطهد من مدعي التدين ...
لأنه يحاول كشف الستار عن أفعال المتشحين بثياب الدين لأنه يريد تحسين الحاضر وصياغة بنود المستقبل.

فالعلمانية هي التي توضح لنا أن السلطة السياسية في الدولة من شأن حكام الشعب المنتخبين وفق انتخابات نزيهة حرة ...- يا بختك يا جارة -
وهي التي ترشدنا لحقوق المواطنة وأسسها الدستورية وتفتح أبواب الوطن لجميع طوائف الشعب ... لكن ...
قلب الحاكم وكل شعوب الأرض وأرواحهم في يد الله الخالق القادر الذي له وحده كل أمر وسلطان .

إذا للدولة العلمانية أسس وملامح خاصة ...
حيث يكون جميع أبناء الوطن متساوون ومنتمون له بغض النظر عن دياناتهم فالمواطنة حق وأساس للانتماء ...
ونظام الحكم مدني يستمد شرعيته من الدستور ومواثيق حقوق الإنسان أساس التشريع لتحقيق العدل والمصلحة العامة والخاصة ...
و الدستور أساس الحكم الذي يكفل المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات ويكفل حرية العقيدة دون أي قيد ...
- أي أن القوانين ليست نوعا من التطريز أو التفصيل وفقاَ لأهواء سلطة ما أو شخص ما - .

العلمانية التي أعرفها يا أعزائي وأفهمها وأدافع عنها ...
تؤمن بالله وتعطيه كل القلب ... تؤمن بالحياة وتتمنى أن يتحقق لكل مواطن من الشعب المساواة وتنتصر المواطنة ...
تؤمن بمستقبل تنعم فيه الأجيال بالتواصل وحرية الفكر وانتشار الإيمان لتنتشر المحبة وينعم أبناؤنا بالسلام ... - آه يا إلهي ما أروع تلك الحياة -
فهل يوما ستشهد الأرض يوما تحقيق هذه الأحلام لكل الأنام أم أنها فقط ستظل أحلام حتى نهاية الزمان ... ؟؟؟!!!



#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن المحن كازانوفا بيشيت وكيوبيد قوسه انكسر... !!!
- سيناريو تشكيل حكومة إسرائيل لا يعرف الحزب الأوحد ...!!!
- بلطجي التدريس راسب وقاتل ودفنا في رماد الفضيحة ... !!!
- الاسم باشا وبرنس وحكومة والحقيقة أحذية وهاكرز للسلاطين ... ! ...
- واااااو البنك بويز انتصروا في الجيمز
- كرة بيفرلي هيلز الساخنة جدا في شتاء أحداث عالم عاصف ... ؟؟؟ ...
- أنا ملحد يا ست ... !!!
- ترانيم العشق
- لن أعتذر ... و ... لن نسجد لحماس وشركاؤها ... !!!
- غزة تحت الإعصار ...فلينتصر الشعب وليتهاوى الجميع ...!!!
- أصوات مخنوقة + ضمائر مكبوتة = ديمقراطية !!!
- مشاكلي أعظم من الله ...!!!
- تركت العنان لقلبي فأسرع باللجوء لله ... !!!
- الهيباتايتيس بي وسي الصيني منعوه و السيانوفيرين الطحلبي مش ر ...
- سياط الوهم ولهيب الذكورة يفصلونا عن الله !!!
- الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!
- حكاية خيط الشبكة العنكبوتية النونو !!!
- حريات أزهى عصور تكميم الأفواه !!!
- بدعة جديدة لخرق قواعد حقوق الإنسان !!!
- أغيثيهم يا حكومة عندهم إكنومك كرايسس 2-Economic Crises


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مريم الصايغ - بين العلمانية والإلحاد طلاق بائن ...!!!