أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمودالمصلح - العقاب البدني














المزيد.....

العقاب البدني


محمودالمصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 02:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بداية لا بد من التنويه الى ان : العقاب البدني بصورته التي تروج لها بعض الاوساط امر مبالغ فيه ، ومتجاوز للحد ، فثمة من يصور ان المدارس في عالمنا العربي اشبه ما تكون بمعسكرات اعتقال نازية ، كما يصورن المعلم وكانه مستفز متحفز مستعد للمارسة العنف في أي وقت ، ولا تزال الصورة القاتمة عن التعلم والتعليم قائمة في عالمنا العربي ، من صورة المعلم في السينما والتلفزيون ( المعلم العربي ) بملابسة الرثة ، وشعره المنفوش ، وشخصيته المهزوزة المرتبكة المتوترة ، يمسك بعصاه، فقير متأفف متذمر من وضع الحياة ، قليل الدافعية عديم المسؤولية ، عنيف ، ربما يصور على انه انطوائي مرة فلا يتعامل مع الاخرين من الزملاء كما لا يتعامل مع المجتمع خارج المدرسة ( منغلق على نفسه ) يمارس الكبت على اسرته .. او الصورة المعاكسة تماما منطلق اهوج ، مرح اجتماعي بلا حواجز لكنه قليل الخبرة الاجتماعية فهو سرعان ما يضطرب عند وضعه على المحك .. يمارس الحياة لكن بلا دراية او حنكة .. يعطي الدروس الخصوصية .. مادي .. يتانق في ملابسه .. سلوكه الاخلاقي غير سوي تماما ..
نعم هذه هي صورة المعلم العربي في السينما والتفزيون كما صورته الدراما والكوميديا العربية ، تفوقت عليه صورة السباك او النجار او الجزار الذي جمع مالا ووفره ، واستثمره ، وبات له كرش كبير ، وما ان يصاب طالب بحادث ولو عرضا، تقوم الدنيا ولا تقعد ، فالصحافة تنبري للحديث عن العقاب البدني واثره السلبي على الجيل ، والوزارات والمنظمات الانسانية وحقوق الطفل وحماية الاسرة والمجتمع المحلي ورئيس البلدية ومدير المخفر وكل من يدرك في نفسه قدرة على الكلام ..فيغدو المعلم مقابل الطالب معتديا آثما جبارا معتديا مترصدا للخطأ .. لتصب هذه الصورة في قالب المعلم بالصورة النمطية الي سبق وأن ذكرنا ..كيف كرستها عوامل عدة .
فلا تزال صورة الشيخ ( المعلم الاول ) في الكتاب وهو ممسكا بعصاه الطويلة ، يجلس فيها على دكة او كرسي كأنه ملك الموت مسلط فوق رقاب العبيد ... يأكل ولا يشبع .. يشرب ولا يرتوي .. يضرب بلا رحمة .. غير مجد في عمله ..مخيف .. همه تحصيل ما يمكن تحصيله من الطلاب من رزق ....
بينما كانت صورة المعلم كما صورته الدراما والكوميديا الاوروبية والامريكية :
معلم انيق ، واثق ، محترم ومقدر لمشاعر الاخرين ، يتعامل باتزتن وحكمة وروية ، مجد مخلص ، متعاون مع الطلاب والادارة والمجتمع المحلي ، مبادر لفعل الخير وتقديم المساعدة . يمارس حياة طبيعيا ، وقلما تعرضت الدراما والكوميديا لعلاقات المعلم خارج المدرسة ، لتؤكد ان هذا امرا طبيعا ، بينما كان الطلاب على سوية عالية من الاخلاق والالتزام ، والمواظبة ، على الرغم من وجود بعض الهفوات ، في بيئة مدرسية سليمة ، لا نرى فيها عنف او تجريح .هذه صورة المعلم كما يجب ان تكون ، وهذه صورة المعلم كما يرونها ، ذلك ان الانسان يكون كيفما يكون مجتمعه ، فهو ليس بكائن غريب قادم من الفضاء .
ان العقاب البدني في أي مكان ولآي انسان ، ليس الطلاب فحسب ، امرا مرفوضا قطعا ، ذلك انه لا يمكن ان تتجاوب مع من تكره ، ولا يمكن ان تتعاون مع من يظلم، كما ان الحقيقة تقول : ما يمكن تحصيله بالحب اكبر مما يمكن تحصيله بالعنف والقوة . لكن يبقى امر العنف في المدارس امرا قائما .. وقد لا يزول .. ذلك ان العقلية العربية ( العقل الجمعي ) مبنية على السلطوية .. فالعقاب البدني شائع في عالمنا العربي منذ القدم .. فالمعتقلات العربية لا تزال مثالا صارخا على اقصى حالات انتهاك حقوق الانسان .. من العقاب البدني بجميع انواعه .. الى ممارسة اقصى درجات الاذلال الانساني للكرامة ..
فهذا رجل الامن احد شخوص المجتمع العربي ، ولننظر الى كيف تم تصويره من قبل السينما والتلفزيون ...
سأكتفي فقط بالاشارة .. دون التفصيل في هذا ..
نحن نعيش في مجتمع عنيف .. يمارس علينا العنف .. افرادا وجماعات .. منظم وعشوائي ... منتهكة حقوقننا القومية والوطنية قبل حقوقنا الشخصية .. فكيف ستكون مدارسنا وكيف سيكون معلمنا العربي .. الذي نعول عليه في بناء جيل جديد مؤمن بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ، يمتثل حرية الفكر ، واتخاذ القرار ..



#محمودالمصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمودالمصلح - العقاب البدني