|
يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
فدى المصري
الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 02:43
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
هبت الجموع الغفيرة من كل الأطياف اللبنانية في يوم الوفاء للرجل الكبير ، والذي كبر بعظمته لتطال يد الغدر إليه في يوم الحب الذي يجسد معنى الإحساس الراقي والمشاعر الإنسانية تجاه المحبة والغفران ، فلم تقدر عظمة هذه المشاعر التي توحد القلوب لتطال موكبه مع الخط البحري العائد لدارته ، في حلة ونفسية لا توصف من الراحة الغبطة والسرور التي تنذر صاحبها بعظمة ما سيؤول إليه الحال ، من مبادئ الشهادة وعظمة معانيها الأخروية ، وهذه الراحة النفسية الممزوجة بروح الدعابة قد ودع بها محبيه دون أن يدري ، ما سوف ينتظره من إرهاب مدوي غطى سماء بيروت بالضباب السوداوي وبليلة حالكة السواد نامت بيروت لتفتقد رجل سياسي بكل معنى للكلمة ، افتقدت القلب الكبير الذي أحبها وأحب كل بيت وكل حجر فيها ، لتفتقد الروح الجامعة لكل الأطياف اللبنانية ،وتبدأ مسيرة ثورة الأرز التي حصدت العديد من الخطط والأمور عبر مسيرتها في رحلة الاستقلال ،وأهمها المحكمة الدولية التي تعد من أسرع المحاكم الدولية على الإطلاق من حيث سرعة نشوئها ومجراها . في مثل هذا اليوم ينزل معظم اللبنانيون إلى ساحة الشهداء في يوم الوفاء ، وكان يوم السبت الواقع في 14 شباط يوم الوعد لتجديد العهد ، لروح الشهيد وأرواح رفاقه الطاهرة ، فقد ازدحمت الشوارع بالآليات المختلفة ، والساحة ضاقت بالأعداد الغفيرة ، التي توافدت مع الصباح الباكر ومنهم من قضى ليلته بالساحة الحرية التي كانت يوم عرسها على الموعد بأحلى طله وعلى مرأى عدسات الكاميرات التي لم تستطع صهر الجموع بصورة واحدة لما كان للمشهد من هول أعداد الجموع التي استعدت للغاية وللتعبير عن مدى اشتياقها لرجل وسع قلبه لبنان والشعب العربي ، عبر مواقفه ، وحنكته السياسية ، رجل العلم والبناء والأعمار ، رجل العهد والوفاء ، ورجل الاستثنائي قلما يعيد التاريخ مثله ، والذي اختصر علاقته الدولية والإقليمية بما يعود بالبناء والتوحد الشعوب العربية ؛ لتدفع يد الحقد والغدر إلى خطف موكبه بألف كيلو غرام من المتفجرات زرعت خصيصا لاغتيال يد الخير . نزلت الجماهير قوى 14 من شباط لتعبر وتؤكد بمطالبها، من كل المناطق أتت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، إلى أقصى البقاع الذي اختنقت الطرقات بالسيارات والمواكب البشرية الهادة لتعجز عن الوصول من كثرة السير وخنقه الازدحام ، أتت هذه الجماهير لتعبر عن إرادتها وتجديد لولائها ، ضمن إستحقاقين كبيرين الأول على مشارف أيام من تحقيقه ألا وهو قيام محكمة الدولية و آلية عملها التي تحقق العدالة والقصاص ليد الغدر ، وإن الدلائل والبراهين تشير إلى العدالة ومجراها وهذا ما يريده الشعب اللبناني معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة وإيقاف مسلسل الإجرام والاغتيالات التي طالت امن المواطن في ظل المؤشرات السياسية القائمة من أجهزة التنصت التي كانت توقف العديد من الجرائم الاغتيالات التي أودت بحياة العديد من الشهداء لولا بزل مزيد من التعاون وعدم أخفاء الحقائق عن الجهات المختصة . والاستحقاق الآخر الذي أرادته هذه الجماهير الحرية في ساحتها وهو الاستحقاق الوطني الكبير يوم 7 حزيران الذي يطال الانتخابات وما تريده الجموع عبر أدلائها بأصواتها تجاه المسئولين السياسيين الذي يجسدون إرادتها ، وتعبر عبر صوتها الانتخابي البرامج التي تجسد ما يحقق طموحها واستقرارها الأمني والمعيشي والاقتصادي ،وما يفعل ثمرات باريس 2 و3 ، لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي والخدماتي والإنمائي ،وما تسعى إليه من استقرار لمستوى معيشتها ، وإنقاذ للحرمان الكبير التي تعيشه العديد من المناطق تبعا ً لآلية الحرمان الكبير الذي تواجهه في ظل إهمال الجانب الرعائي والتفرغ للجانب السياسي بين القوى الأغلبية والأقلية . فعلى منبر هذه الساحة توجهت الضمائر الشعبية لتعبر عن أرادتها بالحياة ، وتشير إلى مدى اشتياقها لرجل الأعمار ، وهذا ما عكسته كلمات السياسيين الذين صرحوا بها كل بطريقته من باسم السبع لأمين جميل لسمير جعجع لدوري شمعون ولا سيما كلمة سعد الحريري الذي أصر على نهج والده القائم على البناء والأعمار ، والتعليم والسلم الأهلي والأمن ، وعبر عن مدى افتقاد الساحة اللبنانية لأسلوبه ومنهجيته السياسية وعلى عهده ماضي.كما نجد أنه قد افتقدته القوى الأكثرية والأغلبية على حد سواء خاصة أنه كان يوصف بالرجل المصاعب والحنكة السياسية والإنقاذ للأزمات وكثيرا ما نجد رئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، حريصا ً كثيرا ً على صداقته وعلى تقديره لهذا الرجل الاستثنائي، وكثيرا ما يقال بأن الرجل سر أبيه إلا أننا نجد ما يشير بعكس ذلك وخاصة مع ما آلت إليه الأمور من أحداث وتهديدات ووعيد وفعل انتهى المطاف بهذا الحدث الضخم رغم أن إرادة الدول الإقليمية العالمية هي من تكمن وراء حدوث هذا الاغتيال الكبير؛ والذي عبر الجماهير عنه بأسلوبها ونزولها الشارع اللبناني واعتصامها بالساحة الحرية التي حققت الكثير من النتائج السياسية والمطلبية على درب الاستقلال . والذي أفرزته نزلت هذه الجموع رغم التلويح بالسابع من أيار ، ورغم التهديدات التي اعترضنها ، لتثبت عن رغبتها وتمسكها بإرادتها ومشاركتها ، فنزل الشباب والشيب والأطفال ، حاملين الأعلام اللبنانية الذين هتفوا للبنان ولأرادته ولشرعية السلاح الدولة فقط وفرض الغطاء القانوني على كل الأطراف وعودة للغة الحوار والعقل ، ولروح الشهيد ومعنى الشهادة الذي ضحى بدمه من أجل لبنان الغالي الذي أحبه بكل جوارحه .ورغم ذلك لم يسلم الجموع من الأذى والاعتداء عند عودتهم لما نالهم من نصيب الاعتداء المسلح والعصي الذي حصده المتظاهرون من ضرائب مادية وصحية ومنها في حالة خطر . وذنبها الوحيد أنها عبرت عن إرادتها وهتفت لروح الشهداء وفاء منها للدماء الذكية التي فتكت على درب الاستقلال .
#فدى_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
-
التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
-
الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
-
قضايا الشرف في المجتمع العربي
-
العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (4*)
-
العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (3*)
-
العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (2)*
-
العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
-
الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع
-
الجلسة الرابع عشر للبيان الوزاري بين الكسوف وإبصار النور
-
الثروة الحرجية اللبنانية إلى أين ؟
-
الأمن الغذائي وواقعه أمام الغلاء العالمي
-
أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي
-
واقع البيئي للمجتمع العربي وآثاره على الإنسان
-
التكنولوجيا البيئية
-
المرأة والحجاب في المجتمع الإسلامي المعاصر
-
واقع العنف الممارس ضد المرأة العربية
-
االتحولات لدى الاسرة العربية المعاصرة
-
الامن المائي في الوطن العربي
-
الحرية والمجتمع اللبناني الديمقراطي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|