الانتخابات الجماعية بالمغرب في موعدها

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

في لحظة توافق الرؤى.. طلعت وزارة الداخلية بمشروع الميثاق الأخلاقي للانتخابات الجماعية المزمع إجراؤها في 12 من شهر يونيو المقبل؛ كخطوة تؤثث صورة العد العكسي للتحضير العملي للاستحقاق الانتخابي.
و يأتي إبلاغ زعماء الأحزاب السياسية بمستجدات المراجعة الاسثتنائية للوائح الانتخابية كتفعيل لآلية حسن النوايا على درب الشفافية لرفع مستوى رهان مشاركة المواطنين في الانتخابات بعد انتكاسة 2007.
و يفتح الباب الذي ظل مواربا.. برفع ميزانية صندوق الدعم المخصص للمرأة الذي سيستمر بتعهد الداخلية إلى ما بعد الانتخابات الجماعية لدعم مبادرات الأحزاب السياسية و المنظمات الجمعوية لتاطير المراة و حثها على المشاركة السياسية.
هاجس التخليق يأتي ليرصع التحضيرات التقنية الجارية على قدم؛ يرعاها إطار قانوني ينظم الانتخابات و يفتح شهية الأحزاب الكبرى.. للاستئثار بالشأن الانتخابي و خنق الأحزاب الصغرى المبلقنة للمشهد السياسي المغربي.
وعلى وضع لا يؤشر على التحسيس بأهمية الحدث و لا يساعد على إثارة نقاش حقيقي حول الديموقراطية المحلية كمدخل وحيد لتصالح المواطن مع الشأن السياسي. و إشراكه في إعادة قراءة الخريطة الانتخابية بصورة جديدة بدل الإبقاء على مشهد ألفه إلى حد النفور. وهو المسعى الذي لامسه القانون المعدل والمتمم لمدونة الانتخابات الناص على إجراءات التسجيل على أساس الإقامة الفعلية و ضبط هوية المسجلين في اللوائح الانتخابية باعتماد بطائق التعريف.
وهاك المشهد في إخراجه الأخير:
- ميثاق شرف بين الهيات الحزبية
- مراجعة استثنائية للوائح العامة للانتخابات.
- ضبط معايير التمويل العمومي للحملات الانتخابية
- إحداث صندوق دعم تمثيلية المراة في المجالس المنتخبة
- ضبط الحصص المخصصة للأحزاب بالإعلام العمومي.
تلكم تفاصيل الاستعداد القانوني و المؤسساتي للاستحقاقات الانتخابية كبذور منتقاة لزرعها في واقع لا يعترف إلا بالعدالة الاجتماعية كمفصل باعث على التعبئة لحسم رهان الاختلالات السوسيوسياسية المتمظهرة في اختناق اجتماعي على تماس حاد بالانهيارات المتتالية في القدرة الشرائية للمواطن الذي يفيق كل يوم على أخبار ارتفاع أسعار مست القوت اليومي..لا مندوحة ستدفع به إلى أن يعزف بعيدا عن منطق الحسابات الانتخابوية المسيجة للحياة السياسية.
فخيوط اللعب الحريرية التي حيكت لليوم الموعود.. بدأت ترى للعيان؛ يتحكم فيها لاعبو أروقة الداخلية بتوزيع خرائط الطريق من منطلق كوطا المراكز وحصص النفوذ مغلفين نواياهم.. في أسمال رجالات ما قبل العهد الجديد للسلطة.. الذين سيضعون يدهم على الانتخابات الجماعية لسنة 2009 و عيونهم على استحقاقات 2012 و كأني بلسان حالهم يحكي: كل استحقاقات.. و الانتخابات في موعدها.

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات