|
ألايزيديون العراقيون الخصوصية واشكاليات الكوتا في برلمان أقليم كردستان
كامل الشطري
الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ألايزيدون هم شريحة اجتماعية ودينية أصيلة من مكونات الشعب العراقي تمتدُ جذورهم في عمق التاريخ الحضاري العراقي والانساني وكان حالهم كحال كل ابناء الشعب العراقي في عهد النظام البعثي السابق فقد واجهوا أبشع انواع القمع وألاضطهاد والتهميش والتعريب والتشريد والقتل ولايزال هذا الظلم والاجحاف قائم يلاحقهم بعد سقوط النظام البائد والى يومنا هذا ولعوامل عدة منها .
اشكاليات العلاقة ( ما بعد سقوط النطام السابق) بين انتماءهم القومي الكوردي والذي شوههُ النظام السابق من خلال عمليات التعريب وشراء الذمم وأنتماءهم الوطني بهوية عراقية و خصوصية كوردستانية وبين ولاء الاغلبية منهم بالانتماء الوطني لكردستان ووأيضآ تعارض خصوصيتهم الدينية والتي تميزهم عن بقية ابناء القومية الكوردية ألام وانعكاسات هذه الخصوصية الدينية في تمثيلهم بألهياكل الادارية العليا في حكومة اقليم كوردستان من سلطات تشريعية ( برلمان اقليم كوردستان) وسلطة تنفيدية ( الوزارات وتوابعها) وسلطة القضاء وكذلك ما يزيد الطين بلة ان مناطق الايزيدين وقعت بين فكي كماشة كونها مناطق متنازع عليها ولم يحسم امرها وبقيت متأرجحة فوقعت فريسة الارادات والاهواء و تعارض المصالح القومية والمتمثلة بأقليم كردستان والوطنية والمتمثلة بعموم العراق والضحايا بالنهاية هم سكان هذه المناطق والتي يقطنها الكثير من الاقليات والشرائح العراقية الاصيلة والعميقة بجذورها وحضارتها عمق الحضارات والتاريخ والانساني
ألايزيدون وكما ذكرت أنهم أصل العراق وأن ارضهم التي يقفون عليها ألان تمتد الى آلاف السنيين وبالتالي عليهم أختيار طريقهم القادم وبأرادتهم الحرة الكريمة وترسيخ أركان خصوصيتهم فالتشتت والتخبط والانقسام فيما بينهم وعدم تحديدد هويتهم الاساسية في انتماءهم القومي والوطني يجعلهم عرضة لأطماع الطامعين في العراق عمومآ وأقليم كردستان خصوصآ و على حد السواء .
إن قوة الايزيدون تكمن في الارادة الحرة و صحة اختيار طريقهم الديمقراطي وإنتماءهم القومي والوطني الذي لا مساومة فية والايمان بوحدتهم وتكاتفهم وتثبيت حقوقهم الدينية والقومية والوطنية وإزالة حيف السنين العجاف الذي لحق بهم نتيجة لأحلام الانظمة الشوفينية الدكتاتورية والطلعات القومية الضيقة لدى البعض في الاقليم والمركز الاتحادي و إذا لم ينتبهوا لحالهم واوضاعهم الذاتية والموضوعية فأنهم سوف يدفعون الثمن غاليآ و لا ينفع عض اصابع الندم بعد فوات الاوان و سيكونون ضحية تقاطع وتعارض المصالح للقوى ألاكبر والمؤثرة في القرار السياسي العراقي في المركز الاتحادي والاقليم الكردستاني العراقي.
إن المتنفس الديمقراطي في عراق ما بعد سقوط البعث حتى وان كان ليس بالمستوى المطلوب الذي يضمن حقوق المواطن العراقي بكل اتجاهاته وانتماءاته القومية والطائفية والفكرية إلا ان الهامش الديمقراطي و بالقدرالممكن لا يفرض او يسمح بتسلط شريحة أجتماعية عراقية ومهما كان حجمها وتأثيرها على شريحة أخرى لا قوميآ ولا دينيآ او مذهبيآ او فكريآ ومن كل مكونات الشعب العراقي.
وبالتالي فألايزيديون هم احرار وان تقرير مصيرهم بأيديهم وهم أصحاب القرار والارادة الجماعية اذا ما توحدوا وأستمعوا الى عقلائهم من حكماء ومخلصين ومن الفئات الاكثر وعيآ و ديمقراطية ومن الحريصين على مستقبلهم ومستقبل أجيالهم والاوفياء على ترسيخ وتعميق وحدتهم وتماسكهم وتثبيت هويتهم الوطنية والقومية والدينية وانتماءهم الوطني بعيدا عن الفرقة والمزايدات وشراء الذمم والترهيب والترغيب والاكراة ولي الاذرع .
ألكوتا ألايزيدية ومطالبتهم حكومة اقليم كردستان بتنفيذها.
أطلعتُ على الكثير من مقالات الاخوة الكتاب الايزيدين وغيرهم ومطالبتهم بضرورة تطبيق نظام الكوتا على الايزيدين حالهم كحال الاخوة من الشرائح العراقية الاخرى من مسيحيين وتركمان وعرب في برلمان اقليم كردستان وفي هذه النقطة اعتقد الاخوة الكتاب وابناء الديانة الايزيدية يعرفون ذلك جيدآ وهم انفسهم يقرون هذا وطالبون بتطبيقة في الاقليم وفي مناطق تواجدهم وهو انتماءهم القومي الكوردي والاقرار بوطنيتهم الكردستانية في احيان كثيرة وعلى الضد من وطنيتهم العراقية.
واعتقد هذا واضح وضوح الشمس و من خلال رؤية وسياسة حكومة اقليم كوردستان باحزابها وقاداتها ورئاسة اقليمها بان الكوردي مهما كان دينة او لونة او انتماءهُ الفكري يبقى كورديآ ضمن الاطار الاكبر للقومية الكوردية الام بغض النظرعن خصوصياته الفرعية الثانوية الدينية والمذهبية حاله حال الكوردي المسيحي والمسلم وبمذاهبهم المختلفة في الاقليم وبالتالي ومن خلال نظرة القادة الكورد فأن تطبيق نظام الكوتا على ألايزيديين والشبك سوف يشتت الوحدة القومية الكوردية ويضعفها ويشتت طاقاتها وبالتالي فهو خط احمر بالنسبة للقيادات الكورية ويعنبرونة ملف خطير لا يمكن فتحة او الخوض به.
وبالتالي تم استثناء الشبك والايزيدون من هذة الكوتا وشمول العرب في اقليم كردستان والمسيحيون بتشكيلاتهم المختلفة والتركمان كونهم شرائع اجتماعية عراقية كوردستانية لاتنتمى الى القومية الكورية ألام والتي تمثل الاغلبية الغالبة في اقليم كردستان والبرلمان الكردستاني من اجل مشاركتة هذة الاقليات في صنع القرارات الكبرى على صعيد الاقليم وعموم العراق وايصال صوتها و تحقيق مطاليب ابناءها الضروية حتى لا تهضم حقوقها وتبتلع من الاكبراما الشبك والايزيدون فاعتقد ان حكومة الاقليم وبكل هياكلها التشريعة والتنفيذية والقضائية هي الضامنة لحقوق الايزيدون والشك دستوريآ وبارادة من يمثلهم من ابناء قوميتهم الكوردية ألام في برلمان اقليم كردستان.
وهذا المنطلق من حكومة اقليم كردستان هو حرصها على وحدة الكورد بكل تصنيفاتهم الفرعية لمواجهة قوة المركز الاتحادي في بغداد وكذلك رؤى الاغلبية العظمى خارج حدود الاقليم خصوصآ وانه لا تزال الاشكاليات قائمة بين الاقليم والمركز الاتحادي غير محسومة الحل ولا يلوح حلها في الافق القريب وكذلك الخوف من تراجع المركز ومكث عهوده إتجاة الاقليم الكردستاني حتى وان كانت هذة المواثيق والعهود مدونة في الدستور العراقي الاتحادي وبالتالي خوف الاقليم على تجربته ومنجزاته التي تحققت والخوف لا زال قائمآ لهشاشة اوضاع العراق السياسية وحجم الخلافات الكبيره بين القوى والكتل والاحزاب السياسية العراقية وبكل انتماءتها القومية والدينية والمذهبية والفكرية.
وبالتالي يرى الاقليم ان قوتة تكمن في وحدة وارادة ابناءه من الكورد والتفافهم حولة قيادتهم في مواجهة الصعاب وبما ان الايزيدون والشبك كما يرى الاقليم ويرى الكثير من الاخوة الايزيدون ان انتماءهم القومي الى الامة الكوردية فعليهم دفع الثمن وحرمانهم من الكوتا وعليهم الاعتماد على انفسهم وخصوصآ اثناء الانتخابات والتي اصبحت في العراق الحل الامثل لتداول السلطة ديمقراطيآ وسلميآ وعبر صناديق الاقتراع. وعلينا ان نفهم في ظل الظرف الحالية في العراق والتي نتمنى ان تتغيير نحو الافضل والاحسن ان الكبير فية يأكل الصغير ووفق معايير المصالح الكبرى كما يراها الساسة العراقيون وهي اغلبها مصالح فئوية ثانوية وهذا ينطبق ايضآ على اقليم كردستان اتجاة المكونات الاخري الاصغر حجمآ نعم فالكبير يبتلع الصغير فاقليم كردستان يخشى المركز الاتحادي والشرائح العراقية الصغيره تخشى ابتلاعها من الاقليم في ظل اوضاع عراقية هشة وغير مستقرة وبرلمانات فيها السطوة للأقوى من الاحزاب الكبيرة والنافذة سلطة ومالا وهي يتتحركوبارادات واجندات عراقية وكردستانية متباينة و مختلفة من زاخو الى الفاو.
واخيرآ ومن وجهة نظري اقول ان نظام الكوتا ليس نظامآ ديمقراطيآ حقيقيآ ينصف الجميع وبقدر المساواة بل هو نظام توافقيآ أستثنائيآ املته الظرف الحالية و الخاصة للعراق كحل مؤقت لحين استتباب الاوضاع الامنية وبناء هياكل الدولة العراقية واشاعة المفاهيم الديمقراطية وحل مشاكل العراق الداخلية والخارجية بما فيها مشاكل الاقليم وعلاقته بالمركز الاتحادي وارساء اسس دولة القانون والعدالة والمساواة الاجتماعية وتعزيز الهوية الوطنية العراقية وضمان وحدة العراق أرضآ وشعبآ و احترام الارادة الحرة بتقرير مصير اقليم كردستان و خيارات ابناءه سواء كان على طريق الفدراليةوالتعزيزها وتطويرها او اختيار طريق الانفصال وإقامة الدولة الكردستانية حينها لا يحتاج العراق الى نظام الكوتا ولا الى التوافقات السياسية اللاديمقراطية في حل مشاكلة العالقة ومهما كان حجمها.
#كامل_الشطري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن علامة مميزة وشعلة مضيئة في نفق الظلام والتخلف
...
-
الكاتب والانسان ناجي عقراوي... موقف الوفاء من لجنة الوفاء
-
شعب اقليم كردستان العراق وكادحية بين فكًي المحاصصات المناطقي
...
-
التوافق السياسي ومبدآ الديمقراطية في عراق اليوم
-
البند السابع .... والموقف من ألاتفاقية العراقية الامريكية
-
الحزب الشيوعي العراقي صمام ألأمان لعراق حر موحد وديمقراطي..
...
-
الكويت وفكرة اسقاط الديون العراقية مقابل الفائض من مياة شط ا
...
-
البرلمان الكوردي الفيلي العراقي المستقل..إنطلاقة موفقة وآمال
...
-
الدكتورة نزيهة الدليمي شمس اشرقت لأنارة عتمة الظلام
-
الجيش التركي ... الهجوم المرتقب وإنتهاك السيادة العراقية
-
مؤتمرعمّان للثقافة العراقية..... آراء و أفكار
-
الحلم السعيد .... الى اخي وصدقي عدنان الشاطي
-
تهانٍ ومحبة وإمتنان الى الحزب الشيوعي العراقي
-
من اجل عينيك كسّرت القيود
-
الذكرى الثانية والستون لانتصار قوى السلم والاشتراكية على الف
...
-
عرس انصاري بالتوكي وحفل زفاف عالمي
-
الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ... الواقع و الطموح
-
الحزب الشيوعي العراقي... البرنامج السياسي و قطاع البناء و ال
...
-
المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي و آفاق التطور
-
طريق الشعب: حضور متميز و نشاطات متنوعة في مهرجان اللومانتية
...
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|