أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - مسلسل اللامعقول في زمن الصمت














المزيد.....

مسلسل اللامعقول في زمن الصمت


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مما لا شك فيه أنّ مناخاً سياسياً مختلفاً أخذ يتشكل في البلاد.
مفاهيم سياسية عصرية جديدة من مفردات الحياة السياسية في الدولة العصرية كالمعارضة، الرأي الآخر، التنوع، قانون أحزاب سياسية، ديموقراطية سياسية، حقوق الإنسان.. وغيرها أخذت تشق طريقها في اللغة السياسية التي كانت شبه مغلقة حتى وقت قريب.
إلاّ أنّ اللوحة لم تكتمل بعد. ومع البطء الشديد في وتيرة عملية الإصلاح والتغيير ـ لدرجة أنّه ونتيجة لوتيرته البطيئة يبدو وكأّنه ناجم عن ضغوط خارجية ـ فإنّه ما أن تلوح بارقة أمل، أو نقطة مضيئة، حتى تحاصر وتعاني من هجوم، يخيل لمتابع الأحداث وكأنّه يشن من قبل أشباح اعتادت السيادة في الحالة الاستثنائية الطارئة، ولا يمكنها العيش خارجها، وترى في كل بقعة ضوء فضح لعورتها.. ونتيجة لذلك تتوالى أحداث تبين النظرة الموضوعية إليها وكأنّها مسلسل أقرب إلى الخيال الذي يصعب تصديقه والقبول به.. حلقته الأخيرة كانت قرار حجب موقع النشرة الوطنية، وديموقراطية النهج "كلنا شركاء في الوطن" التي يشرف عليها عضو المؤتمر القطري الأخير لحزب البعث في سوريا المهندس أيمن عبد النور!!!
تأتي هذه الحلقة في مسلسل اللامعقول، بعد حلقات متوالية سنضطر لذكرها وكأننا نكرر ذاتنا وفكرنا، نتيجة بؤس الحالة السياسية التي نمر بها، من دون أن نستطيع التقدم على طريق التغيير والإصلاح الموعود:
ـ رواد ربيع دمشق وفي طليعتهم البروفيسور عارف دليلة عميد كلية الاقتصاد والنائب رياض سيف وزملاؤهما، يعتقلون ويحاكمون في محكمة أمن الدولة، ويودعون الزنزانة..
ـ مشاركون في اعتصامات سلمية أمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء عرب وأكراد يطالبون بالاصلاحات ورفع الغبن عن المكتومين في إحصاء 1962 يعتقلون..
ـ صحيفة الدومري تغلق.
ـ ناشطون ومثقفون ينوون حضور محاضرة في منتدى عبد الرحمن الكواكبي في حلب يعتقلون ويحالون إلى المحكمة العسكرية لنيتهم حضور محاضرة..
ـ ناشطون يعتصمون سلمياً أمام مجلس الشعب يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ يعتقلون، وتطال الاعتقالات بعض من كان في مقهى الروضة المجاور لمكان الاعتصام..
ـ أحداث مؤسفة تتجاوز مدينة القامشلي بعض أسبابها كامن منذ زمن دون معالجة، تسمح لـ "مندسن" باستغلالها وإزهاق أرواح أبرياء من الأخوة الأكراد والشرطة..
ـ وها هو قرار حجب نشرة "كلنا شركاء في الوطن" يزيد اللامعقول غموضاً، والأكثر غرابة في هذا القرار أن يصدر عن الجهات التي يفترض أن تكون في طليعة المنادين والفاعلين في طريق الإصلاح، فهل يعقل أن من يعمل في مجال المعلوماتية يجهل متطلبات وألف باء عصر المعلوماتية، الذي من السذاجة فيه محاولة حجب الشمس بالعصا..
ـ ترى هل نستطيع التكهن بالحلقة التالية.. وفي صالح من يجري كل ذلك، وكيف يتم تبنيه؟!!
حبذا لو أنّ الجهة التي تتخذ مثل هذه القرارات تظهر للنور وتتكرم علينا بتبيان الأسباب الموجبة لها، وتتلطف بالسماح لأبناء شعبنا بمناقشتها في مثل هذه القضايا التي تمس أمن ومصير الجميع، علّنا تستفيد جميعاً ونجنب مجتمعنا الكثير من القضايا التي تضعفه أمام التحديات الجمة التي تواجهه..

هل هناك من يريد دفع الوطن إلى التهلكة:
يعتقد البعض أن تلك القرارات تخدم هيبة الحكومة! ونحن نرى في ذلك إضعافاً لهيبة الحكومة والوطن.. كلنا يعلم أن جهات مختلفة تعد ملفات خاصة للضغط على بلادنا، ومثل هذه القضايا تخدم أولئك، وتقدم لهم مادة لتشويه سمعة بلادنا وزيادة الضغط عليها، فضلاً عن أنّها تضعف التلاحم والوحدة الوطنية.. فهل هناك من يدعي الوطنية بيننا ويسعى لتقديم خدمة للمتربصين بوطننا؟!
من الملفت للانتباه أنّه عند مناقشة هذه الأمور مع مختلف الشخصيات الفاعلة والمثقفة في المجتمع بمن فيهم شخصيات مسئولة، نسمع آراء تثلج الصدر، ونجد إجماعاً على استغراب بل واستهجان مسألة حصول هذه الأمور التي تضعف البلاد!! فلماذا، وكيف تحصل إذاً؟!!
ويتساءل البعض عن سبب الصمت حيال هذه الأمور. فمن المعروف أنّ مبدأ الحرية الأكاديمية المقر دولياً يحرم اعتقال أكاديمي بسبب آرائه؟ ومع ذلك يصمت الكثيرون من دكاترة الجامعات والمفكرين والمثقفين على اعتقال زميل لهم وآخرين! السبب الأساسي لهذا الصمت هو التطبيق الطويل لقوانين الطوارئ التي تربت بسببها أجيال في أجواء الخوف والرعب، لدرجة أنّه في مثل هذه الأجواء، من غير المستغرب أن لا يجيب الكثير من أعضاء حزب حاكم بثقة وتجرد على استبيان لتقصي آرائهم في سبل تطوير حزبهم!!
أجل إنّ فرض قوانين الطوارئ لفترة زمنية طويلة، دون مبرر مقنع، يضعف الشعب ويخلق حالة من الخوف والضعف، ترهق البلاد.. من الضروري التمعن في آلية العمل التي تقود إلى هذه القرارات والإجراءات التي تضعف البلاد.. والمخرج السليم في رأينا يكمن في إجراء التغيير والإصلاح اللازم على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والفكرية، لإيجاد حالة ديموقراطية عصرية تسمح لطاقات المجتمع أن تتفتح لتحصينه من كل ما يضعفه في مواجهة قضاياه المصيرية على طريق التنمية، والتقدم الاجتماعي وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
وفي هذا المجال من المفيد تبيان أن الوطن يحتاج لطاقات جميع أبنائه، ونشرة "كلنا شركاء في الوطن" من المنارات المضيئة في هذه المرحلة، وإطفاؤها لن يفيد إلاّ من يسعى لهيمنة الظلام في عصر لم يعد فيه للظلام من مستقبل..
إنّه لمن المفيد أن نقرأ هذه الأحداث قراءة تاريخية.
ماذا سيقول التاريخ عن هذه المرحلة، وعن أبطالها من كافة الأطراف؟
ألن يسخر منا أحفادنا عندما سيقرأون صفحات تاريخية حول إحالة نشطاء ودكاترة جامعات إلى المحاكم العسكرية بسبب آرائهم أو النية في حضور محاضرة، وقرارات بإغلاق صحف وحجب نشرات تبشر بالوعي والديموقراطية؟! .. كل ذلك وسط صمت أشبه بصمت المقابر!!
فهلاّ رحمنا أنفسنا من حكم التاريخ؟!!!
طرطوس 24/3/2004 شاهر أحمد نصر
[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف ...
- أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ ...
- صدى
- هل أصبحت صيغة الحكم من خلال الجبهة وحدها تلعب دوراً معرقلاً ...
- لنفكر بعقل بارد وقلب حار مناقشة موضوعات المؤتمر الـسادس للحز ...
- منطلقات حزب البعث في سورية تحتاج إلى قراءة عصرية للتاريخ(*) ...
- منطلقات حزب البعث في سورية تحتاج إلى قراءة عصرية للتاريخ(*)3 ...
- المعارضة عنوان الأوطان ومصدر قوة لدولة القانون
- وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ - دعوة للتمس ...
- إلغاء قوانين الطوارئ شرط ضروري للمناقشة الموضوعية لفكر حزب ا ...
- من الأشعار الأخيرة لرسول حمزاتوف
- المجتمع المدني ضرورة اجتماعية ووطنية
- الاستراتيجية الأمريكية، والقصور العربي، في السياسة الخارجية
- رسالة مفتوحةإلى: المناضل، عميد كلية الاقتصاد السابق، الدكتور ...
- عصر المعلوماتية 2-2
- عصر المعلوماتية
- الحوار المتمدن عنوان الأممية الحرة
- من متطلبات الدخول السليم في عصر المعلوماتية
- قانون الأحزاب السياسية من وسائل الإصلاح السياسي الديموقراطي
- مشكلة العرب والمسلمين ليست مع اليهود كيهود


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - مسلسل اللامعقول في زمن الصمت