|
بريطانيا لا تجرؤ على إستضافة الحرية
صموئيل تاوضروس
الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:15
المحور:
حقوق الانسان
رغم أن نائب البرلمان والسياسي الهولندي خيرت فيلدرز تلقى دعوة من أحد أعضاء مجلس اللوردات البريطاني لكي يعرض فيلمه الشهير "فتنة" بمجلس اللوردات إلا أن وزارة الداخلية البريطانية قد أصدرت أمراً بمنع خيرت فيلدرز من من دخول البلاد بحجة أن آراءه "تهدد الانسجام والسلم الاجتماعي والنظام العام" وهي عبارة فضفاضة ومبهمة لا يمكن لأحد أن يفهمها وربما كان الأحرى لوزارة الداخلية البريطانية أن تقول أن السبب يرجع إلى "آراء فيلدرز عن الاسلام والتي لا تعجب حالياً الحكومة البريطانية"
خيرت فيلدرز وهو سياسي وعضو برلمان إحدى بلدان الاتحاد الأوروبي (هولندا) وصل إلى مطار هيثرو بعد ظهر الخميس 12 فبراير 2009 إلا ان السلطات البريطانية احتجزته في المطار قبل ترحيله عائداً الى بلاده. وقد إعتبر بعض الصحفيين أن هذا المنع يعتبر صدمة كبرى ولكنها ليست بمستغربة عن الحكومة البريطانية التي تسير منذ فترة في التعبير عن آراء نشاز.
ورغم علم السيد/ فيلدرز المسبق بأنه سوف يتم منعه من دخول انجلترا إلا أنه أصر على ركوب الطائرة والتوجه فعلا إلى مطار هيثرو حتى يضع حكومة انجلترا على المحك لتكون إما مع حرية التعبير عن الرأي وإما مع الخضوع للابتزاز.
السياسي والبرلماني الهولندي وصف، وهو يهم بمغادرة هيثرو، رئيس الوزراء البريطاني "جوردن براون" بأنه "اكبر جبان في اوروبا".
ويرجع هذا المنع بسبب عرض فيلم فتنة وهو الفيلم الذي يستغرق عرضه 17 دقيقة وهو مجرد تجميع لبعض جمل من القرآن وتجميع لحقائق وأحداث إرهابية حدثت بالفعل ولا يستطيع أحد إنكارها أو تكذيبها. ولأن العديد من دور السينما ووسائل الاعلام المرئية رفضت بث فيلم فيلدرز "فتنة" فقد قام بعرضه على الانترنت.
وبالطبع هناك حرية لمن يريد أن يرد على فيلم "فتنة" أو على أي رأي مماثل عن الاسلام. فلم تمنع أوروبا أحد من حق الرد على مثل هذه النوعية من الآراء ولكن العجز عن الرد هو شئ آخر. ولا يمكن إنكار أن أوروبا تسمح بحرية عرض الرأي والرأي الآخر وليس مثل الدول الاسلامية التي يتم في وسائل إعلامها مهاجمة المسيحية والازدراء بها والتهكم عليها دون أن تسمح بحق الرد.
وكما أن الدعوة التي وجهت للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز جاءت من أحد اللوردات فإنه أيضاً جاءت حملة الرفض من مجلس اللوردات أيضاً حيث قام اللورد "احمد نظير" المعروف بتبنيه للقضايا الاسلامية بتزعم حملة "لحث" الحكومة البريطانية لعملية المنع هذه.
"اللورد" أحمد نظير هو أول مسلم يحصل على لقب "لورد" وقد أدى القسم على القرآن بدل الانجيل وذلك في العام 1998.
يذكر أن انجلترا سمحت لشخصيات مثل السيد ابراهيم موسوي، الناطق الرسمي باسم ما يسمى "حزب الله" المدرج على قائمة الارهاب بالدخول إلى أراضيها في مايو الماضي والقاء محاضرة مما يستدعي التساؤل عن المعايير التي تتبعها إنجلترا في السماح والمنع من الدخول لأراضيها وهل هي معايير موضوعية أم هي مسألة تقارب للعالم الاسلامي على حساب الحريات؟
أيضاً من اللازم ذكر أن بريطانيا منعت بعض شيوخ التطرف من الدخول لأراضيها مؤخراً ومنهم "القرضاوي". ولكن إذا ما قارنا من جهة بين شخص (مثل النائب الهولندي) الذي له رأ ي عن الاسلام وقد عرضه في فيلم يشرح وجهة نظره ومن يريد أن يقتنع بها فهو حر ومن لا يريد أن يقتنع فله الحرية أيضا. ومن جهة أخرى نجد شيوخ يصدرون فتوى تجيز قتل المدنيين والأبرياء وهذه الفتاوى يمكن ترجمتها على إنها أعمال تحريض جنائي ولها قوة ملزمة لدى أتباع هذه "الديانة" ليتضح لنا الفرق الشاسع بين شيوخ الارهاب ومن يفضحون هذا الارهاب ولكن يبدو أن بريطانيا ليست من الشجاعة أن تواجه الحقيقة بل إنها فضلت لعب لعبة التوازنات التي سئمنا منها والتي تتلخص في سذاجة منع البعض من هنا والبعض من هناك.
يذكر أيضا أن بريطانيا قد أعطت "ملاذ آمن" لكثير من الارهابيين قبل أحداث سبتمبر وهذه السياسة عرضت انجلترا وأوروبا للخطر الذي لم يفق عليه العالم إلا بعد أحداث سبتمبر 2001. حيث بدأت بعدها ملاحقة الارهابيين وقد حظيت بريطانيا بالنصيب الأكبر من تواجد الارهابيين على أرضها (بسبب سياستها السابقة) فعلى سبيل المثال فقد إعتقلت بريطانيا في عام 2007 أكثر من 200 شخص من المتطرفين الاسلاميين وكان ذلك بزيادة مقدارها 30% عن العام الذي سبقه أما الدول الأوروبية مجتمعة فقد إعتقلت 201 شخص في نفس العام (2007) للاشتباه بارتكابهم نشاطات ارهابية من بينهم 91 شخصاً في فرنسا.
وقد أدركت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) التواجد الملحوظ للارهابيين في انجلترا بسبب تواجد جالية باكستانية كبيرة هناك مما أهل بريطانيا لتكون مصدر هام لجمع المعلومات عن نشاط الارهاب.
نحن الآن أصبحنا نشهد تراجع الحريات ولا يوجد مواجهة للحجة بالحجة بل يوجد إرهاب إسلامي للمجتمعات التي يشكل المسلمون أغلب سكانها وإبتزاز إسلامي لما تبقى من دول العالم الذي قبل الكثير منهم الخضوع بطريقة مذلة ومهينة لهذا الابتزاز. فاسهل شئ أن يقول المسلمون أن أحد الأفلام "مسئ للاسلام" أو أن "أحد مواقع الانترنت" "مسئ" أو إحدى القنوات التليفزيونة "مسيئة" أو أن أحدى الروايات "مسيئة" وبدلا من مناقشة الأمور بطريقة حيادية وعادلة نجد أن الكثيرين يسجدون لرغبات المسلمين إما عن خوف وإما عن جهل وإما عن ضمائر خربة فاسدة مستعدة أن تبيع كل ما هو غال بارخص الأثمان.
صموئيل تاوضروس أحد المسيئين لأعداء حقوق الانسان
#صموئيل_تاوضروس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمراء الظلام يسخرون الاعلام لخدمة حماس
-
القضية القبطية قضية إنسانية كريمة وليست قضية سياسية كريهة
-
وعود تتحطم فوق هضبة المقطم
-
حقائق غائبة
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|