أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدي بندق - كتاب البلطة والسنبلة - إطلالة على تحولات المصريين















المزيد.....

كتاب البلطة والسنبلة - إطلالة على تحولات المصريين


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 07:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الملخص
يقول فردينان دي سوسير : إن اللغة نسق من العلامات، وأية ضوضاء لا تعد بحد ذاتها لغة إلا حين تستخدم للتعبير عن الأفكار.
من هذا التحديد يمكننا أن نرى في اللغة وجهاً إيجابياً، وآخر سلبياً. الأول منهما يتبدى كعلامات وإشارات متفق عليها ، أما الثاني فيعبر عن انحطاط اللغة حين تصبح مجرد ضوضاء (حتى وإن عبرت عن أفكار)، وتمثل الأيديولوجية هذه الضوضاء منتجة ً بذلك وعياً زائفاً لأصحابها.. أولاً لأنها تحصر نفسها في الموقف الساكن الذي يعزلها عن حركة التاريخ في تدفقه وتغيره. وثانياً لأنها لا تشير إلى وقائع متكاملة على مستوى رؤية العالم، وإنما تعبر -جزئياً- عن مصالح أصحابها حسب، دون التفات إلى مصالح الآخرين، وثالثاً لكونها تشوه المعطيات "الواقعية" لكي تلائم سرير "بروكروست" الذي تصنعه على مقاس معين، طالبة من الكائنات الحية أن ترقد عليه، فإذا كانت الكائنات أطول حزت رؤوسها أو بترت أقدامها، وإذا كانت أقصر مطت أجسادها لتناسب السرير!
ونحن لا نتجاوز القصد إذا قلنا أننا –وقبل أن نبدأ العمل في هذا الكتاب- ألقينا بسرير بروكروست الذي يخصنا إلى غرفة "العاديات اللغوية"، إذ لا يوجد ما يسمى بـ"خارج البيت اللغوي"، وكان أملنا ألا يعكر على وعينا ضجيج الأيديولوجيا بينا نحن عاكفون بحثا ًعمن نكون نحن المصريين، وماذا نريد، وهل ترانا قادرين على تحقيق ما أردناه، وما هي العقبات الداخلية والخارجة التي تواجهنا وتحول دون مرادنا.. الخ.
في البداية كان لابد أن نستبعد هذا التوجه الأيديولوجي الدوجمائي، الذي ينسب شعباً بأسره إلى بيت كبير (برعو=الفرعون) أو إلى عرق (العروبة) أو إلى عائلة (الطولونيين، الفاطميين، الأيوبيين) أو إلى فئة أو طبقة (المماليك) أو حتى إلى دين (المسيحية، الإسلام) ذلك أنه حين ينسب الجذر إلى الفرع، والأقدم إلى الأحدث، والطبيعي إلى المصنوع؛ فإن الخلل الفكريَّ الناتج، لحري بأن يغطرش على كل محاولة هدفها التوصل إلى إجابة علمية عن الأسئلة التي سقناها آنفاً، جراء وقوع كل الإمكانيات العقلية في أحابيل الأيديولوجيا. وهذا هو ما ألفى بالمصريين في دوامات الحيرة والاضطراب عمر تاريخهم الممتد من عصر الأسرات الفرعونية وحتى يومنا هذا.
ولكن كيف استطاعت الأيديولوجيا أن تمارس سطوتها على الأذهان طوال هذه العصور؟ ذلك مرده إلى انقسام المجتمعات القديمة مع اكتشاف الزراعة وتكريس الملكية الخاصة لوسائل إنتاجها، وبالتالي ظهور المجتمع الطبقي وحيث احتاجت الطبقات المالكة إلى إضفاء صفة الشرعية على مكتسباتها، فلقد قامت باختراع الدولة.
فما هي الدولة؟
إنها جهاز سياسي، مهمته إضفاء صفة النظام على المجتمع، ومنعه من الوقوع في الفوضى، وذلك باتخاذها
العنف ( الشرعي ) لحماية المالكين، وتأمين أملاكهم وحياتهم بالضد على من وجدوا أنفسهم بلا ملكية، فاضطروا إلى العمل بالشروط المفروضة عليهم.
في البدء كان شيخ القبيلة هو الموكل إليه مهمة حل المنازعات، ولكن مع الوقت احتاج شيخ القبيلة هذا إلى تفرغ، وإعاشة، ثم إلى حراس خصوصيين، وحجَّاب ينظمون دخول أطراف النزاع إلى حضرته. وبهؤلاء صار شيخ القبيلة ملكاً، وصار يعاونه وزير أو وزراء. ورويداً رويداً انضم إلى حاشيته ساحر القبيلة فصار كاهناً ممثلاً للجانب المعنوي من السلطة، ورويداً رويداً تكاثر الحراس المسلحون فصاروا جهازاً للشرطة، وتألف بالتوازي معهم جهاز للدفاع عن البلاد فصار جيشاً، وهكذا اكتملت العناصر المادية للدولة بالملك والمؤسسة الإدارية، والمؤسسة الدينية، والمؤسسة العسكرية. واكتمل لها عنصرها المعنوي بالأيديولوجيا: مجموعة الأفكار والعقائد والمفاهيم الواجب أتباعها، والممنوع تجاوزها أو الخروج عليها، لأجل أن يستقيم النظام.
غير أن الدولة - مثلها مثل كل اختراع اصطنعته البشرية - لم تسلم من النقد، فمن الطوباويين والفوضويين (وأبرزهم باكونين) إلى الفلاسفة (أهمهم شلنج) إلى المفكرين الثوريين (إنجلز) وحتى مدرسة فرانكفورت الماركسية النقدية، ظهرت إشارات من زوايا مختلفة، تؤكد أن بإمكان الجنس البشري تجاوز فكرة الدولة وهيمنتها، لكي يتم التحرر من عناصر الزيف التي تروج لها وتكرسها. أما الديمقراطيون فلا يذهبون إلى إلغاء الدولة، بل لترويضها حسب. لكنهم بكتاباتهم لا يلتفتون إلى إشكالية Paradox مفادها أن الكتابة "إملاء" Dictation، وبالتالي فالكاتب "الديمقراطي" هو أيضاً دكتاتور، فكيف يتحدث دكتاتور عن الديمقراطية؟! وينطرح هذا السؤال على خلفية الواقع التاريخي الماثل وراءنا، فقد تأسس الاقتصاد على مبدأ الملكية الخاصة، ومنذ أن قامت الفلسفة على التسليم الانطولوجي بالحضور في هذا العالم باعتباره أعلى سقف لمظان الضرورة Necessity، وليس بوصفه أمراً عارضاً (مثل الدولة وغيرها) أمراً كان ممكناً ألا يحدث، أو كان ممكناً لغيره أن يوجد بدلاً منه، حيث نرى في ظاهرة الموت اقتران الحضور بالغياب. فهل يدرك الديمقراطيون أن المسألة برمتها تستدعي ضرورة تفكيك الظاهرة من جانبيها: الوجودي والمعرفي؟ وذلك من حيث أن التفكيك إنما يتحرك تلقائياً فور ظهور تناقض أصيل بالنص (والوجود أيضاً نص) يلتهم ذاته وثباته.
فمن تراه - قادراً- يقوم بهذا التفكيك؟ إنه المثقف العضوي.. ذلك الذي ينهض لأداء مهام وظيفته الثقافية (نقض المعرفة الخرافية، وإحلال المعرفة العلمية محلها) بصفته طليعة الكتل الاجتماعية الصاعدة، بإدراك منه أن المعرفة صنو السلطة Power. وبالطبع فإن المسألة لا تتعلق – حسب ُ- بالسلطة السياسية، بل بكل سلطة: كونية ً كانت، أم دينية، أو مجتمعية ثقافية. فمن نافلة القول التشديد على أن الجهل ضعف والمعرفة قوة. وينسحب هذا ليس على الأفراد فحسب، بل وأيضاً على الدول، وعلى الفروع المختلفة لحضارة الإنسان Homo-Sapience .
مدخلنا النظري إذن، هو اعتبار الحضارة كـُلاً واحداً، مثل شجرة لها فروع متعددة. يبلغ فيها الفرع الحضاري مرحلة الذبول ساعة أن يتوقف أصحابه عن إنتاج المعرفة. أجل قد تبقى فيه بعض الثمار صالحة لفترة، يستهلكها الناس إلى أن يصبح رصيدهم منه صفراً. عندئذ يسقط الفرع متيبساً وقد غاض ماؤه، وجف لحاؤه.
ذلك بالضبط ما حدث للفرع الحضاري الفرعوني. فمنذ القرن السابع عشر قبل الميلاد ولأكثر من ألف عام، راح المصريون يعيشون على ثمرات الماضي في العلم والفنون والإدارة، دون أن يضيفوا إليها شيئاً جوهرياً. بل لعل الدولة المصرية حين اندفعت إلى الفتوحات الكبرى في عصر الإمبراطورية (بدء من الأسرة الثامنة عشر) إنما كانت تحاول تعويض ما ُفقد داخلياً من عناصر الإبداع. ولكن هيهات، فالقوة العسكرية وحدها ليست مما يبني الحضارة أو يجددها. والمثال الأوضح على ذلك قبائل الهون والفندال وجيوش الجرمان في التاريخ القديم، وجحافل المغول والتتار في التاريخ الوسيط. أما الفرع الحضاري الروماني فقد اضمحل، وسقطت أوراقه جراء بلوغ روما ذروة الازدهار -بحسب المؤرخ إدوارد جيبون- وماذا بعد القمة غير الترف والاستمتاع الكسول اللذين يؤديان بدوريهما إلى البدانة، فالجمود، فالشيخوخة، فالموت؟ وهو نفس المعنى الذي استخلصه ابن خلدون في "المقدمة" تشخيصاً لسقوط الدول والأنظمة. وحدد منطوقه في عبارة "الترف مؤذن بخراب العمران".
الأمر ذاته فيما يتعلق بفرع "الحضارة" الإسلاميّ، ذلك الفرع الذي بلغ مكانة سامقة في العصور الوسطى، إلى أن توقف عطاؤه في القرن الحادي عشر الميلادي، حينما أعلن العرب المسلمون اكتفاءهم بما تحقق من إنجاز معرفي(مبتداه النص المقدس ومنتهاه تفسيره وتأويله)، فكان أن أعلنوا عن إغلاق باب الاجتهاد، الذي حاولت المعتزلة والفلاسفة النفاذ منه إلى ما هو أبعد من حدود "النص" فكان تهميشهم بل وتكفيرهم مؤشراً على بدء تراجع البحث العلمي، وتخلخل البني الثقافية، معبرا ً عن تآكل بنية المركزية السياسية، حيث صارت الخلافة الواحدة خلافات، والدولة الواحدة دويلات متصارعة. فكان ذلك كله وكأنه دعوة للحملات الصليبية أن تأتي لتبدد ما بقي من وحدة العالم الإسلامي لقرنين من الزمان. وكان لسقوط بغداد على يد المغول (1258 ميلادية) بمثابة إعلان النهاية لهذا الفرع الحضاري العظيم .
في هذا الوقت كان فرع الغرب الحضاري يخضر- تحت لواء البورجوازية الثورية - ناهضاً من ظلمة ويباس العصور الوسطى، ليزدهر ويثمر: علوما ً وصناعة واقتصاداً وفلسفات وفنونا ً وآدابا ً ، فيما بين عصر النهضة والقرن التاسع عشر، إلي إلى أن جرى عليه القانون "الجيبوني / الخلدوني " " حيث بدأ ضموره وتيبسه مع القرن العشرين ، حينما أعلنت الحداثة الأوربية عن نهايتها بمفارقتها لمبادئها ذاتها: العقلانية، والإيمان بجدارة الفرد وحقوقه الإنسانية، والثقة في أن التقدم مستمر إلى ما لا نهاية. وبغض النظر عن نبوءات توينبي واشبنجلر وبول كينيدي وغيرهم، وبغض النظر أيضاً عن الحروب العالمية والإقليمية التي يشنها الغرب، وعن استدعائه للفاشية وتوظيفه للإرهاب (الذي يزعم انه يحاربه) فإن أيديولوجيات ما بعد الحداثة تؤكد أن الغرب لم يعد قادراً على العطاء الفلسفي الذي باشره منذ ديكارت وكانط وحتى هيجل وهيدجر وحتى محاولة سارتر تطعيم الماركسية بالعنصر الذاتي ولكن لات حين .
الحديث عن مرحلة الحضارة القادمة هو غاية بحثنا ، ويتمحور كتابنا هذا حول ما يمكن أن يساهم به المصريون في تأسيس تلك المرحلة الحضارية القادمة : حضارة عالمية جديدة، أساسها تعميم العلم والتكنولوجيا (وليس عولمة السوق الذي هو الاسم الحركي للرأسمالية المتوحشة) وأما أعمدة هذه الحضارة القادمة فمقاربات المراكز الإنتاجية في تكاملها لا في تصارعها، وأما سقفها ففيه متسع لثقافات الأمم التي تثري بتنوعها معرفة الإنسان بنفسه وبالآخر المختلف، تبعاً لمبدأ القبول المتبادل، والاحترام المتكافئ، المبدأ الذي يؤدي طواعية إلى وحدة مصير الجنس البشري المعترف بالتنوع Diversity .
.... .... ....
فهل يمكن للمصريين -باعتبارهم الشعب الذي أنجز أول شكل حضاري في التاريخ- أن يسهموا في سقاية شجرة الحضارة العالمية الإنسانية القادمة؟ الأرجح أنهم قادرون على ذلك، بحكم الخبرة التاريخية، وبفضل الميمات Mimes الثقافية الإيجابية المتوارثة، شريطة حذف ومحو الأخرى السلبية، وما أكثرها!، ومن الواضح أن هذا المحو، وذلك الحذف، رهينان بإعمال النقد الذاتي بالمعنى العلمي للكلمة ،مع الالتفات إلى طابع التغير الدائم في الشخصية الفردية والقومية على السواء، وآية ذلك ما عرف عن الإنسان المصري- عبر العصور التاريخية المختلفة- من تدين دون تطرف، ومن وداعة تنبذ العنف، ومن صبر على المكاره إلى حد امتصاص الكوارث الكبرى، بفضل تجذره في التربة ونفوره من الترحال والتغرب، وهو ما يمكن لنا أن نرمز إليه برمز "السنبلة"، إلا أن متغيرات كثيرة رانت على هذه الشخصية، وبالذات منذ حكم العسكر البلاد في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث تحولت أحلام التحرر الوطني إلى كوابيس المعتقلات والتعذيب، والقمع السياسي الشامل، فكانت الهزيمة العسكرية في 1967 التي تلاها الانكسار النفسي للشعب ، في الوقت الذي ُفتح فيه الباب أمام الرأسمالية الطفيلية – في منتصف السبعينات - كي تعصف بالمكتسبات القليلة التي حققها الشعب بنضاله في المجالين الاقتصادي والاجتماعي( دون المجال السياسي يقينا ً ) بينما ُأطلق سراح المتطرفين الدينيين ليس برغبة تحريرهم من السجون والمعتقلات، بل لكي يضربوا، ويصفوا قوى المعارضة التقدمية من يساريين وقوميين وليبراليين، مفسحين الطريق للانفتاحيين الطفيليين ورموز الكومبرادور ليدشنوا عصر النهب الرهيب للرأسمال الوطني مادياً ومعنوياً، الأمر الذي أدى إلى ما يشبه الانهيار لمستويات معيشة الشعب على كافة الأصعدة.
في ظل هذا المناخ المضطرب، لم يكن غريباً أن تستبدل الشخصية ُ المصرية - في معظم نماذجها الشراسة بالوداعة، والتطرف بالاعتدال، والطقوس الشكلية بروح الدين ومعانيه وأخلاقياته، فحل الفساد محل الاستقامة، وعممت الرشوة بين البيروقراطيين مقابل تجذر الفقر في الأوساط الشعبية، فتضاعفت جرائم القتل لأسباب تافهة، وأصبح الاغتصاب مألوفاً، وتزايدت الفتن الطائفية، وصار توظيف "البلطجة" في مؤسسة الشأن العام، ، بالتوازي الإعلاني المذهل من جانب جماعة الأخوان المسلمين عن استعدادها لممارسة العنف بالضد على الدولة والمجتمع ، فضلاً عن تزايد عمليات قتل أطفال الشوارع ، والاغتصاب ، والتحرش الجنسي ، ، وحتى النساء تحول بعضهن إلى ممارسة العنف إلى حد القتل وتقطيع جثث الضحايا.. وهكذا يمكن القول بأن رمزاً جديداً قد رُكب في يد الشخصية المصرية، ذلك هو رمز "البلطة"، فهل كان هذا كامناً، موجوداً بالإمكان Potential منذ البداية، فخرج الآن إلى الوجود بالفعل؟ أم ترى البلطة والسنبلة وجهين لنفس العملة؟!

سؤال لا يمكن الإجابة عنه بغير الاستعانة بنتائج العلوم الإنسانية ،وبغير بناء نموذج ابستمولوجي يكون بمثابة الضوء الكاشف، لا يسلط فحسب على موضوع الدرس بل وأيضاً على الدارس نفسه ، به يعرف أي الأدوات التحليلية يستخدم وأي النتائج المنظورة يعتبرها الأكثر احتمالا ً . فمثلاً بالنسبة للأدوات التحليلية هل يعتمد على نظرية الليبيدو الفرويدية أم يأخذ بنهج علم النفس الاجتماعي كما أسس له إيريك فروم ؟ وفيما يتعلق بالنتائج، فهل ينتظرها الباحث "محايداً" بارداً على طريقة الوضعية؟ أم تراه يستبق الإجابة، عاملاً على أن يسفر البحث (بالجهد الباحث نفسه)عن إمكانية تخلي الشخصية المصرية عن ثنائية السنبلة والبلطة. آملا ً أن يُستبدل بها: الكتاب (=العلم) والجهاز Device (=التكنولوجيا) إذ يوجه الباحث الأنظار إلى حقيقتين.. الأولى -وهي تتعلق بالمضمون- تثبت أنه بدون الكتاب والجهاز، فلا أمل إطلاقا في أن نسهم نحن المصريين في بناء الحضارة العالمية القادمة. وأما الثانية فمنهجية تعي أن التحول - بما هو كذلك - قابل للنفي، لا بمعنى الارتداد إلى الحالة الأولى بل بمعنى التجاوز والعلو الدائمين. وفي هذا السياق فإن عملية إخضاع موضوع للبحث في حد ذاتها، إنما هو إجراء يشي بأن تحولا ً فيه لابد سيحدث، تماماً كما يتبين علماء الفيزياء أنهم بمجرد أن يسلطوا شعاعاً من الضوء ليدرسوا موضع الإلكترون، فإن هذا الموضع قد يتغير بتأثير الشعاع الصادم الكاشف. فهل يدرك علم الاجتماع (المصري) تلك الحقيقة؟!

كتاب : البلطة والسنبلة – إطلالة على تحولات المصريين
تأليف: مهدي بندق
الناشر : دار تحديات ثقافية – الإسكندرية 2008



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرام الأسياد بين الكفيل والأجير
- النصر الحمساوي بلغة الخبراء العسكريين
- حرب غزة : ثقافة الإبادة الجماعية ضد ثقافة الإنتحار الجماعي
- إلى أين يذهب أهل غزة ؟
- رومولوس العربي يبيع غزة
- قصيدة : القادمون للهلاك
- إسرائيل تعلن الحرب الثقافية على اليونسكو
- الحوار المتمدن يصحح الممارسة اللغوية المعاصرة
- حوار مع الشاعر المفكر مهدي بندق - أجراه وائل السمري
- التفكيك ضرورة حياتية للعالم العربي
- قراءة يسارية في أزمة الرأسمالية العالمية
- سقوط امبراطورية اليانكي
- التعديلات الدستورية القادمة في مصر
- تفكيك الثقافة العربية بين المفكرين والمؤرخين الجدد 2
- تفكيك الثقافة العربية بين المفكرين والمؤرخين الجدد 1/2
- هيا بنا نتفلسف x هيا بنا نغيّر العالم
- ثقافة الإرهاب الفكريّ : الجذور والثمار
- كتاب البلطة والسنبلة - نقد النقد
- مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء ، بل أمامها صوب البحر
- كيف يعرقل المثقف التقليدى مسيرة الديمقراطية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدي بندق - كتاب البلطة والسنبلة - إطلالة على تحولات المصريين