أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟














المزيد.....


ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


وإذن مَن الذى قتلها؟ تلك الجميلةَ التى وقفَ الخلقُ ينظرون جميعًا، كيف تبنى قواعدَ المجدِ زمنا. أنهيتُ مقالى قبل السابق بسؤال هو: ماذا دهى الجميلةَ، التى ظلّتْ على فتنتها حتى الستينيات الماضية؟

كيف سمحنا أن نمشى بالمقلوب؟ نظرية «التطوّر والارتقاء«، تقولُ إنْه لابد أنْ يفرزَ الراهنُ نماذجَ أرقى من أم كلثوم وعبد الوهاب وزكى نجيب محمود وطه حسين، ومشرّفة، وأضرابهم من الدُّر النادر الكريم الذى بثقتْه مَحارةٌ حُرّة خصبة اسمها: مصر!

فهل أتجاوزُ لو مددتُ السؤالَ على أقصاه لأقول: إن تلك النظريةَ ذاتَها تُحتِّم أن يفرزَ راهنُنا حضارةً أرقى من حضارة الفراعنة؟ هذا منطقُ الأمور،. لكنَّ التاريخَ عبثىٌ أرعنُ كما يقول ميرلو بونتى.

يذهب البعضُ إلى أن سببَ القبح فى مصرَ الراهنةِ يعودُ إلى ثورة يوليو التى أسسّتِ الحكمَ العسكريَّ فى مصرَ، ويرى البعضُ أن السببَ يعود للزعماءِ الذين تعاقبوا على مصر؛ كلٌّ هدمَ ركنًا من أركان جمالها حتى تقوّضتْ. البعضُ يقول الانفتاح، وآخرون، قالوا هو المدُّ السلفيّ، والنموذج البترو-دولارى الذى شوّه مصرَ التى كانت منارةً للجمال والعلم حتى الأمس القريب.

لكن أعجبَ ما وصلنى هو التالي، الذى على غرابتِه يحملُ وجهةَ نظرٍ جديرةً بالتأمّل. يقول، شخصٌ لم يصرح باسمه:

{عطفا على ما نكرره من صعود طبقة طفيلية بأخلاقها وفنونها ومفرداتها اللغوية، وهو صحيح، إلا أننى أجد سببا لئيما دفعت به شرائح كبيرة من الطبقة الدنيا للانتقام من المجتمع بعد أن تنكر للبسطاء والفقراء. هؤلاء قرروا احتلال المجتمع بثقافة وفنون ومفردات منحطة، وبمصطلحات اليوم «بيئة».

وصرنا نشاهد أكبر عملية «تبييء» المجتمع من أشخاص يتحركون بوعى ويدركون ما يفعلونه.(هنا ذكر أسماءَ بعض من يكرسون هذا التخريب من وجهة نظره). الأمر يبدو لى أخطر من مجرد طبقة طفيلية صعدت.

إنها الحرب. فاسدون يفتقرون إلى الموهبة يتحكمون فى الأمور ولا يسمحون إلا بظهور عديمى الموهبة أو حتى الحرفة، فينتقم المجتمع باعتماد السوقية منهاج حياة. إنه السباق فى النزول إلى الحضيض. لقد رفضتم كل ما هو جميل وراق، فلنصبغ العصر بكل ما هو منحط وسوقي.}

ولا يجوز أن نطرحَ مسألةَ قَتْلِ الجمال فى مصر دون أن نشيرَ إلى روايةٍ حديثة سرّبتْ هذه الفكرة، وإنْ على نحوٍ رمزيٍّ غير مباشر. فكرة «اغتيال» مصر. بالأحرى اغتيال جمالِها. رواية «ميس إيجيبت». حين ابتكرت سهير المصادفة، الشاعرةُ والروائية، شخصيةَ «نِفِرْت جاد»، الفتاة الفاتنة المرشّحَة لمنصِبِ «ملكة جمال مصر»،
إلا أن يدًا خبيثة قتلتها ومثّلت بجسدها. ذاك أن القاتلَ لم يقصد إزهاقَ الروحَ، وفقط، بل إن مقصدَه الأوّلَ هو محوُ الجمال. وهو قتلٌ مضاعفٌ، قتْلٌ خسيس. لم تكشف المؤلفةُ رموزَ شخوصِها، وإلا غدت الرواية بيانا مباشرا وهو شرك لم تقع فيه، لكن القراءةَ الواعية لن يَخفى عليها أن الجميلةَ لم تكن سوى مصر،
وأن اليدَ التى شوّهتْ جمالها، وإن ظلّ القاتلُ مجهولا حتى نهاية الرواية، ليست إلا ما أفرزه حكمُ العسكر الذى أعقب ثورة يوليو، وما تلاه من سياساتِ انفتاحٍ، ثم ضرْب المثقفين بالمدِّ السلفىّ الذى أفقرَ الوعى، وقوّضَ هيكلَ المجتمعِ، ومحا توْقَ الناسِ للجمال.المصري اليوم٩/ ٢/ ٢٠٠٩



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة
- من أين يأتيهم النومُ بليلٍ!
- هنا فَلسطين!
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!
- سارة
- المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
- أغنيةٌ إلى فينسينت
- هذه ليستْ تفاحة!
- هذه هي الكواليس، سيدي الرئيس
- أنا مؤمن والمؤمن مُصاب، بس انتم لأ!
- ليلةُ غفران
- ليلةٌ تضيئُها النجوم
- الرغيفُ أمْ القيثارة؟
- أنتِ جميعُ أسبابي!


المزيد.....




- السعودية تنفذ -القصاص- وتعلن إعدام مواطن كاشفة كيف قتل مقيما ...
- أسماء الأسرى المقرر تحريرهم ضمن الدفعة الثالثة بصفقة طوفان ا ...
- ترامب ينشئ مركز احتجاز للمهاجرين في غوانتانامو.. وكوبا تندد ...
- تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين -حماس- وإسرائيل
- ترامب يوجه بإرسال 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى غوانتانامو.. وكو ...
- أمر تنفيذي لترامب لاحتجاز ما يصل لـ-30- ألف مهاجر في -غوانتا ...
- ترامب يقرر تحويل غوانتانامو إلى مركز احتجاز لعشرات الآلاف من ...
- الجمهوريون يحثون ترامب على معاقبة الجنائية الدولية لإصدارها ...
- -تصرف وحشي-.. رئيس كوبا يندد بخطة ترامب لاحتجاز مهاجرين في غ ...
- وفد قيادي من حماس يلتقي أردوغان في أنقرة ويبحث آخر التطورات ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟