عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 09:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ بدء الاحتلال عام 2003 والعراق الجريح يخوض معارك سياسيه ودينيه لا تعد ولا تحصى !! .. أولها انتخاب مجلس الحكم الأول مرورا بنار الفتنه المذهبية وآخرها انتخابات مجالس المحافظات التي انتهت قبل أيام .. معارك كثيرة لم يحصد منها المواطن العراقي سوى المزيد من الفقر والجوع والفساد !!
وأسئلتي في بداية المقال .. هل يبقى العراقيون يعيشون في دوامة المعارك السياسية والدينية وبطونهم خاوية ؟! هل تبقى العقلية العراقية مليئة بثقافة هذه المعارك وخاليه من ثقافة المعارك الاقتصادية ؟ ألا يكفى العراقيون الدماء الغزيرة التي سالت بسبب هذه المعارك ؟ هل يبقى العراقيون رافعي الرايات البيضاء لأمراض الفقر والجوع والفساد ؟ هل يبقى مفهوم الدين عند العراقيين لا يتعدى الحزن والبكاء والآلام والحروب والغزوات ؟ متى يصادق البرلمان العراقي على ميزانية 2009 ؟ وأخيرا .. متى يصحو العراقيون وتبدأ معاركهم الاقتصادية بطرق أبواب العمل والأعمار والبناء ؟
إن الغرض من هذا المقال هو مطالبة حكومة المالكي لبدء صوله نوعيه جديدة أسميتها الصولة الاقتصادية ومهمتها النهوض بالاقتصاد العراقي.
لقد كانت صولات المالكي على المليشيات والإرهاب مشهود لها ومثمره أدت إلى فرض سلطة القانون وتحسين الوضع الأمني .. لذا فهو مطالب بصوله أخرى ولكن هذه المرة اقتصاديه ونتمنى أن تكون هي الأخرى مثمره وتنقذ العراقيون من داء الفقر والجوع والفساد .
ولا يخفى على احد بان هناك تحسن امني ملموس تشهده الساحة العراقية وخصوصا بعد نجاح التجربة الانتخابية الديمقراطية الأخيرة وحدوث توازنات سياسيه جديدة في مجالس المحافظات .. لذا فان شماعة الإرهاب والأمن أصبحت ملغيه ولا تبرير يعيق بدء هذه الصولة .
إن الاختيار الدقيق من قبل حزب الدعوة لشعار دولة القانون كان سببا كبيرا للنصر في الانتخابات الأخيرة ولكن اختيار الشعار وحده لا يكفى وعليهم أن يفهموا بان استقرار هذه الدولة مرتبط ارتباطا وثيقا بنهضة اقتصادها الذي سيخفف من حدة المعارك السياسية والدينية.
لذا حان الوقت لتبدأ حكومة المالكي صولتها الاقتصادية بدءا بأخطر أعدائها وهو الفساد الإداري والمالي الذي أصبح سلاحا فتاكا ومعرقلا لكل النشاطات التي تتعلق بالإعمار والبناء وإعادة الحيوية والنشاط لكافة مؤسسات الإنتاج في القطاع الخاص والعام.
إن مصداقية شعارات المالكي تبدأ من استعداد حكومته الحقيقي للقضاء على هذا العدو وإنها ملزمه بتدميره ولا اعتقد أنها عاجزة عن ذلك .
ولابد من القول بصراحة وبدون خوف .. إن العراقيين اليوم يطالبون المالكي وحكومته بمطاردة جميع أقطاب الفساد الإداري والمالي والتشهير بهم والقضاء عليهم حتى لو اقتضى الأمر نصب المشانق وتعليق أجسادهم على أبواب المؤسسات العاملين فيها ليكونوا عبره للآخرين !
وأخيرا مبروك لقائمة المالكي الفوز بالانتخابات وسيبقى شعب العراق ينتظر صولتهم الاقتصادية !!
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟