أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أغيلاس ياسين - تفكيك القاعدة















المزيد.....

تفكيك القاعدة


أغيلاس ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 01:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل فعلا يحتاج الأمر لكل هذا العتاد وهذه الترسانة من الرجال والذخائر..بحث يكلف ملايين الدولارات وغارة ل " طالبان " تكلف الخزينة الامريكية أرقاما متسلسلة..كيف لحفنة من الدهماء أن تتحدى " المملكة العظمى " وتقودها للاعتراف بعسر الانتصار؟ ..هل الارهابيون فعلا جبابرة أم من لدن قوى خارقة – كما يدعون- هم مدعومون؟.
- هل انتصرت استراتيجيات البدو على نظم الاستشعار الاستخباراتية ؟
-هل " المولى عمر " أقوى من " الاف. بي . اي – سي . أي . ايه – بنتاغون - ام . اي . فايف..." ؟
-هل ممجدوا الخلافة وعصر السيف والرماح عندما تسبق الثقة الكلمات منهم في الخطب على حق أم هم غوغاء حالمون ؟
- من نصيب من ستكون صرخة النصر النهائية ؟ ..اني أستعجلك القرار أيها الزمان وأحثك على الحسم والتبيان .
هناك خلل واضح ..خلل جلي..هناك فجوة سحيقة القرار . كل أجهزة أوروبا وأمريكا ..كل الخبراء وتلك المراكز ، حملة الشهادات وأنبغ الأكادميين وخيرة الاستراتجيين وأدق ما ابتكرته العقول من معدات التقانة والرصد والتتبع ..كل هذه الجهود تتقدم بخطى رضيع يتعلم المشي والمتفائلون من القوم يعزون النفس ..يمنونها وعليها يكذبون ويقولون أن الارهاب لا يجتذب الحشود ولا يضم الى صفوفه جديد القطعان . فلينبشوا اذا أكثر العقول الاسلامية وداعة ليعيدوا تمحيص ما أخطأوه وليغربلوا ما سبق منهم من كلام وأحلام.
ان استراتيجية ( اعداد الاحتياطي ) من الارهابيين المستقبليين جارية على قدم وساق والمسير هاهنا حثيث ولعلكم تتساءلون . كيف .. من ..أين ؟؟؟
نعم هو أخطبوط عملاق أخطأته مساطر الخلق ولم ترتب أعضاءه قوانين الطبيعة ، هذا الاخطبوط خلق منه باديء الأمر الرأس وفي وفيما لحق من الأوان ظهرت منه الأذرع وبما أنه أخطبوط " طفرة" فان أذرعه ليست متصلة بالرأس منه لكن المحدد البيولوجي يظل هو القاسم المشترك وفي يوم ما وبفعل وحدة مصدر الانتماء سوف يلتئم شمل هذا الكائن اذا لم يقضى – والان – على الرأس منه وباقي الأعضاء.
يا سادة ..لا أبغي ان أكون استعراضيا لكني أحاول التماس أقرب الأمثلة لما عليه الأمر حقيقة . أليس تنظيم القاعدة ( والقاعدة هنا هي المركز والرمز كمنظمة ذات شخصية مستقلة ونقطة تسيير ( ولو عن بعد) (ولو عن طريق الالهام). ) وهذا المركز قد شبهناه في ما أسلفنا ب "رأس الأخطبوط " وهناك بالطبع ما انتشر من جماعات وانصار في باقي الأقطار والامصار وهذه هي أذرع هذا" الاخطبوط " ( حتى لا أكون تعميميا فاني أقصد العلاقة التبادلية المادية –الروحية بين القاعدة وباقي فروع الارهاب بعد الفترة التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر كنقطة تحول أو ميلاد جديد في تاريخ الارهاب الجهادي المستند على الشريعة الاسلامية ) ،اذن ستبقى القاعدة هي " الملهم الاكبر" وحتى وان تلاشت في المكان فانها ستمتد عبر الفكر والوجدان .
الميديا..الأنترنيت ..المدارس .. المساجد...كلها مخترقة من طرف الخطاب الظلامي وأسياد الدم والبارود ( المهاجرون ) هجرو المدينة والديانة .. هجروا الأنوار والديار . لكن لماذا ؟
ليقنعوا الأمة أنهم مستضعفون ورغم أنهم حفنة الا أنهم منتصرون لأنهم حزب الله والقوم الناجون وبحبل الله هم وحدهم المتمسكون. هذا ما اليه يهدفون وبأمثال هذا الحديث " ( يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ) " هم يستشهدون .

أعلم..نعم أعلم أن هذا الكلام لا طائل من ورائه يرجى ولا غاية تنشد وأنني أردد أسطوانة سمعها القوم فملوها وعن ظهر قلب حفظوها . لكن ما تم اغفاله أن" القاعدة" هي بالدرجة الأولى( "شخصية مستقلة "، " رمز "، " خطاب "...) وكما أن للشخصية الفزيائية أو البشرية أسس وركائز تحفظ لها وجودها ودعائم تساعدها على تجددها الدينامي عبر السيرورة الحياتية فان " منظمة القاعدة " تماثلها هذا الشأن .
ان اغفال الاسلام بصفته " ديانة " في محاولات تشريح وفهم " القاعدة " هو خطأ "فادح" و الاكتفاء بانكار انتمائها اليه هو خطأ " اكثر فداحة " ولن تكون له جدوى بل العكس فان هذا يخدم مصالح القاعدة التي تروم نشر " اسلام ممسوخ " بعد أن سرقت" النسخة الأصلية " وعدلتها باستخدام أشد المصادر تطرفا ورجعية والاستناد على قاعدة فكرية ضاربة جذورها ومتشبثة بما تلاشى وباد كفكر " ابن تيمية " و " أئمة الحنابلة " ومن شابههم النهج والمنوال . وان أبسط دور يتخذه " الاسلام الحق " داخل هذا المضمار في ما يقابل " الاسلام الباطل الممسوخ" - الذي أنتج الارهاب وشرذم الأمم - هو دور شخص مسالم و وديع لا ينوي ايذاءك ولا مسك بسوء لكنه ( ومن غير قصد ) يزود خصمك بالعتاد ويعينه عليك ليربح الحرب ضدك ( ودائما دون أن يقصد ذلك ) . وحتى يكون الكلام هنا جليا بينا سنبسط الأمور أكثر .
ان الايمان هو التصديق المطلق بالله وما يترتب عنه حسب مفهوم شامل ولن نتطرق للتدقيقات الفقهية فالكل بها يعلم ، هذا الايمان تمت مصادرته أو الالتفاف عليه من طرف الاسلام المتشدد الذي يتبنى القتال بالسيف ومرادفاته وتم تحويره لاحراج المؤمن . لكن كيف تمت هذه العملية ؟ وما هو نوع هذا الاحراج ؟
- بالنسبة للمسلم تعد شهادة " لا الاه الا الله " مفتاحا للجنة ونجاة من النار ..ولا شيء أكثر، انها واضحة (انها كونية الاسلام وعالميته ويسره) . لكنهم ( هم ) أضافوا من عندهم أسنانا لهذا المفتاح ..( ما من مفتاح الا وله أسنان ) وبالطبع هذه الاسنان كانت من صنعهم وليس من أصل المفتاح انها التفافة بارعة ..اذن الان صارت لدينا لوازم لن تتم " الطبخة " بدونها وباعة اللوازم هنا هم " أولائك" ولا أحد غيرهم وسيخبروك :

تقول "لا الاه الا الله" هكذا .. هل فعلت ما يقتضيه منك هذا الأمر ؟.. هل اقتديت بسنة الحبيب ؟.. هل نصرته ؟ ...انهم يجعلون ادراك المسلم موجها صوب نقطة من الصعب ادراكها عميقة في التاريخ ومتدثرة في قرون الزمان التي غبرت فيُجهد هذا المسلم عقله لمحاولة ادراك " الرسول " ..يحاول جاهدا معانقة تلك الحقبة التي وجد فيها وحتى لو تطلب الأمر ممارسة سلوكات عنيفة ضد الذات كرد فعل متولد عن " ذنب التقصير " الذي جعلوه يحس به . أترى لو مات فرد في عائلة ما وبكته باقي الأفراد الا واحدا لم يستثر منه هذا الحادث عاطفة ولم يحرك منه مدمعا، ألن يُتخذ وطبقا لسلوكه هذا هزؤا ، وبما أن العقل البشري معد لتلافي ما يهدده واقصاء الاخطار فان هذا الفرد سينخرط في " البكائيات " التي ستجاوز حد الادعاء بعد أن تستدعي من " لا شعور " الفرد ما يساند ظهور هذه الحالة وبالتالي وبعد برهة ستطغى وتسود . ( المتشددون يدركون هذا وخاصة عندما يوجهون النصح ب ( ملازمة حلقات الذكر ) المفخخة بالتمجيد الرجعي وحديث الجهاد والسيوف ) يعلمون أن العقول ستنصاع وتخنع خصوصا عندما يُتبّل الحديث وتتخلله استشهادات بلمحات من " الرعب المقدس والأهوال والفزع " أو " النعيم الفردوسي "...، ما نريد في هذه العجالة أن نركز عليه ، هو أمر التطوير المنهجي الفكري الذي يروم اعادة انتاج الاسلام ..اسلام تكون فيه "القاعدة" هي القلب والمركز وبها القوم على دينهم يستدلون .".اسلام مقاتل " يكون فيه ( " الاستشهاد " ، " الغزوة " ،" الغنائم " ،" السبايا والأسرى " ، " أهل الذمة " ، " الجزية"...) هي "صك الخلاص" الوحيد ويكون فيه الدم والحياة البشرية قربانا يُفدى به المسلم من " فزع القبر " وينال به " حور العين " ...
طوبى لكم أيها الغرباء وأشجار الجنة وحدها ما تستحقون من عطايا ...
طوبى لكم أيها " القابضون على الجمر " ..
طوبى لكم يا من تصلحون اذا فسد الناس..
طوبى لكم يا من تفرون من الفتن
"أَنَّ الإِسْلام بَدَأَ فِي آحَاد مِنْ النَّاس وَقِلَّة ، ثُمَّ اِنْتَشَرَ وَظَهَرَ ، ثُمَّ سَيَلْحَقُهُ النَّقْص وَالإِخْلال ، حَتَّى لا يَبْقَى إِلا فِي آحَاد وَقِلَّة أَيْضًا كَمَا بَدَأَ "
........................... وهم في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلحون إذا فسد الناس، وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، وهم الذين يفرون بدينهم من الفتن، وهم النزاع من القبائل لأنهم قلوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والاثنان وقد لا يوجد في بعض القبائل منهم أحد كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك.
لهذا اذن اتخذتم من الكهوف مساكنا ومن الجبال المهاجع والأوكار لتشنوا حربكم على المرتدين والكفار وبحكم الله تستبدلون كل دستور وضعي وكل حاكم طاغية جبار .أليس هذا ما تنشدون بعد أن سرقتم الدين وعجزنا عن استعادته.
لقد أجدتم الدور ..لا أملك الا أن أعجب بكم فقد التففتم على عقول المسلمين وخنستم كما يخنس الطير فلا تطاله من القناصة نبال .



#أغيلاس_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي اسلام نتحدث
- قدست يا غيبهم..انهم يعبدونك
- التنوير ..والتعتيم


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أغيلاس ياسين - تفكيك القاعدة