وحدة الخنادق رغم تقاطعاتها

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 784 - 2004 / 3 / 25 - 09:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ان الجذور الاجتماعية والمصالح الطبقية المشتركة للفكر الشوفيني والقوى الظلامية يجعلهما في خندق واحد في صراعهما ضد القوى الديموقراطية وحركات التحرر القومية وموضوعة حق الشعوب في تقرير مصيرها، ويتخذ الايديولوجيتين نفس الاساليب والادوات رغم اختلاف الخطاب السياسي في عملية تزييف الحقائق وتشويه الوعي الاجتماعي والسياسي للجماهير والتي تمتهن ملكاتها العقلية من خلال استخدام احط وسائل الانتاج الفكري.
وذلك بعدم اكتفاءها باستخدام المثال لتوضيح المفاهيم وهي من الادوات التي يستخدمها علم المنطق وطرق التدريس لتعليم الاطفال وضعيفي التعلم ، بل تقوم بمطابقة المفاهيم بعملية اختزال قسرية وبشعة للمفردات السياسية والفلسفية والغاءها لجذورها التاريخية والمعرفية . فعلى سبيل المثال لا الحصر تم اختزال الشيوعية كفلسفةعملت وتعمل على تفسر المجتمع وتغييره بأنه الكفر كخطوة تلحقها فتاوى التحريم بالعمل في احزابها ومنظماتها .اما العلمانية فانها اصبحت بمعنى الالحاد وذلك لاجهاض اي مشروع لفصل الدين عن الدولة .
وبعد سقوط النظام الفاشي في بغداد والذي انتج بدوره مطابقاته الشوفينية مثل ( الفرس = المجوس ) و ( الكويت = الفرع) ( والحركة التحررية الكوردية = الجيب العميل ) ، وليتحول تلك الافرازات اللامعرفية للنظام المقبور ارثا يتجذر ويستند عليه الشوفينية الجديدة والقوى الظلامية المسيسة والتي عملت على اكمال ما لم يكتمل ان لم نقل انها بدأت باستخدام مفردات اكثر شوفينية وظلامية حيث اختزل جزء من الوطن العراقي ( كوردستان العراق ) بانها اسرائيل جديدة واصبح المشروع الفيدرالي تقسيما للبلاد والعباد والقانون المؤقت للحكم بانه وعد بلفور جديد .ويبقى الامر الاكثر غرابة هو اعتبار محاولة عودة الكورد الى مدينة كركوك بعد ان قام النظام الفاشي بترحيلهم واسكان المتعاونين معها ومع اجهزتة القمعية وسياساته العنصرية بانها تكريد للمدينة واستيطان فيها ، وما يثير الاف التساؤلات المشروعة لدى الكورد هو سبب تمسك بعض القوى التي ناضلت ضد الفاشية ورفضت سياساته اللاانسانية بصمتها او موافقتها على المشروع الفاشي بتغيير ديموغرافية كركوك .
ان الكورد انتظروا فتوى تحريم السكن في بيوتهم وقراهم و الذي اجبرهم النظام على تركها و تم اسكان من تعاون في تطبيق المشروع العنصري فيها
وما زال من اشترك بالدين والتاريخ والنضال المشترك والمصير الموحد ينتظر.
فكركوك بوصلة الاشياء وقراءتنا للاسماء ( انزعوا فيها العباءة الشوفينية ونحملها اخر برميل بترول على اكتافنا لكل مدن العراق )

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات