أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - بين القرن التاسع عشر والعشرين














المزيد.....


بين القرن التاسع عشر والعشرين


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وقف العالم ممزقاً موزعاً بين قرنى التاسع عشر والعشرين تاركاً للأجيال المقبلة تقدير أشد محنة اجتازها فى تاريخه الطويل. وإن بلغت محنة الإنسانية أوجها في القرن التاسع عشر، فهذا لم يعن بحال انحسارها فى القرن العشرين كل ماهنالك أن الآلام المروعة التى تحملتها الإنسانية طوال العصور الأولى والوسطى تجمعت وكوّنت ركاماً هائلاً في القرن التاسع عشر رغم التنفس النسبي الذي تنفسته الإنسانية في أجزاء منها بقيام بعض حركات الإصلاح المحلية. فالحروب على مختلف أنواعها استمرت الى العصور الوسطى متمادية فى النخريب والإفناء آتية على الحرث والنسل دون وازع ولا ضمير ولهيبها يشتد يوماً بعدد يوم لهول الوقود الجديد الذي يطرحه في آتونها دواماً عامل تطور الفكر الشيطانى بكل مخترعاته الجهنمية. ولذلك نقدم له عرضاً مختصراً لهذه المراحل وكيف تحملت النضال القاسي بين تطور الحياة والقوى المناهضة لهذا التطور.
ففي القرن الرابع عشر ترجم "ويكلف" - مات سنة 1384 - التوراة الى اللغة الإنكليزية فارتاعت الكنيسة لهذا العمل وعدته اعتداء صارخاً على حرمة كتاب الله.
وفي القرن الخامس عشر اخترع جوتمبرغ الألماني - مات سنة 1468 - المطبعة ولعبت دورها الخطير في التطور الفكري العام، وبواسطتها نشر الكتاب المقدس والمخطوطات القديمة باللغات المختلفة، وخرجت الأسرار من صدر الكنيسة الى أيدي الناس مما أثار سخط الكنيسة ومحاربتها لهذه البدعة.
وفي نفس هذا القرن اكتشفت أمريكا (1492) فتمت نظرية كروية الأرض.
وفي القرن السادس عشر قام لوثر - 1483 - 1546 - بحركته وجرت الدماء أنهاراً بين الكاثوليك والبروتستانت.
وفي القرن السابع عشر اخترع "جاليليو" - 1564 - 1642 - التلسكوب وأتى بنظريته الجديدة التي قضت على النظرية البطليموسية القديمة. وكادت الكنيسة تقضي عليه بالموت حرقاً لولا مسايرته لها، فاكتفت بسجنه ثلاث سنوات.
وفي نفس القرن ايضا تأسس وثبت نظام الحكم الدستوري في إنكلترا عقب ثورة 1688. وفيه ايضا اندلع لهيب الحرب الدينية في المانيا المعروفة بحرب الثلاثين، 1618 - 1648.
وظهرت في القرن السابع عشر ايضا نظريات جديدة تقول بضرورة قبول الشيء بعد التجربة، وعدم الأخذ بالشيء الا بعد التحقق وقبول العقل له. وعرفت هذه الحركة في التاريخ باسم "نزعة الشك" وكان على رأسها فرنسيس بيكون 1561 - 1625، وديكارت 1596 - 1650 وغيرهما.
وفي القرن الثامن عشر حدثت الثورة الفرنسية التي هدفت الى حرية الفرد السياسية والدينية وذلك في سنة 1793 بزعامة فولتير وجان جاك روسو وغيرهما. وفي نفس القرن (1783) استقلت الولايات المتحدة ولعبت دورها في محاربة الرق في أمريكا - وتلعب دورها اليوم على مسرح الحياة العامة.
وفي القرن التاسع عشر قام لابلاس الفرنسي - مات سنة 1827 - يقول بنظرية سقيمة ترمي الى الاستغناء عن الاعتقاد بالله.
وفي نفس القرن وضع داروين كتابه في أصل الأنواع 1859، وتلاه سبنسر فعمم نظرية التطور على الأخلاق والعادات والى جانب هذه الحركات الفكرية قامت حركة العمال في أوربا لتأمين حياتها وخاصة بعد ظهور الماكينات والآلات الحديثة التي ابتكرتها النهضة الصناعية ورأى العمال فيها تهديدا لهم، وبرزت النظريات الاقتصادية كالاشتراكية وغيرها.
وظهرت الحركة النسوية في أمريكا وأوربا، واتخذت طابع العنف في إنكلترا وطالبت النساء بحقوقهن كاملة ومساواتهن بالرجال.
من هذا يتبين انه بينما كان الغرب يتجه نحو التقدم العلمي والصناعي والفكري كان يتعثر في الناحية الروحية، فان ما جرى فيه اتخذ في أغلب حالاته صور العنف والصراع.
على ان حالة الشرق كانت أقل بكثير من حالة الغرب، فلم يكن في الشرق نهضات في القرون الوسطى، وأخذت روحانيته التي كانت سبباً في منعته وعزته تتضاءل حتى زالت، فانتشر الفساد في ربوعه وعمّت الفوضى، وضاعت منه العزة والكرامة، وانعدم القانون، وسيطرت عوامل الاثرة والأنانية، واختفى كل نور للرجاء. واننا نترك للتاريخ يتحدث عن كل هذا.
فهذه الأمراض والعلل التي فتكت بهيكل العالم وأزمنت لا بد لها من طبيب حاذق لعلاجها. ولكم تحركت عقول الفلاسفة والحكماء والملوك والوزراء وأرادت تحقيق الإصلاح بين شعوبها على الأقل، وذلك عن طريق الدين، فحاولت أن تبتكر ديناً يكون أسهل وأقرب الى الأذواق والعقول، وأليق بالعصر ومقتضياته. وهذه قصص المزدكية في أيام كسرى ( قباز ) وسعد الدولة اليهودي واورغون خان المغولي في ايران، وعلاء الدين الخلجي في الهند، والثورة الفرنسية، فقد حاولوا الإصلاح عن طريق تشريع دين سهل مقبول، ولكنهم فشلوا فيما حاولوه. لأنه فضلاً عن قصور العقل البشري مهما بلغ من نضج، وانه هو ذاته يحتاج الى الإصلاح، فان الإصلاح الشامل لا يكون الا من فيض السماء بظهور الطبيب الحاذق الذي يعرف الداء والدواء.
"فانظروا العالم كهيكل إنسان انه خلق صحيحا كاملا فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة وما طابت نفسه في يوم بل اشتد مرضه بما وقع تحت تصرف أطباء غير حاذقة... وان طاب عضو من أعضائه في عصر من الأعصار بطبيب حاذق بقيت أعضاء أخرى في ما كان... كلما أتى ذاك السبب الأعظم وأشرق ذاك النور من مشرق القدم منعه المتطببون وصاروا سحاباً بينه وبين العالم لذا ما طاب مرضه وبقي في سقمه الى الحين".بهاءالله




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات تاريخ من نور
- ماهية النظام العالمي الجديد
- من أسباب تخلف العالم العربي وسبل الخروج منها
- يا أهل الشرق والغرب هلموا لنزع السلاح وكفانا حروب وعنف وأهلا ...
- السلام هو الأساس في حياة الإنسان
- العولمة والمجتمع البهائي في العالم الإسلامي
- السلام العالمي وعد حق من الله للبشرية
- جناحا الإنسانية
- الطبيعيين ومقولة-(أن الطبيعة خالقة للإنسان)
- محو التعصّبات بجميع أنواعها
- الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين
- هشاشة النهج السياسي
- المنظورات الروحانية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- تحريف الكتب
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخي ...
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-4 -القرآن الكريم
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُ ...
- أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - بين القرن التاسع عشر والعشرين