|
هل هناك فرق ؟؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد برر السابقون واللاحقون من رجال الدين والعلماء المختصين ( هكذا يُسمونهم ) المسلمين الطريقة التي يختارون فيها الخليفة ( الحاكم ) بحيث جعلوا مجريات الاحداث وحُكم التاريخ الطبيعي والمنطقي أحكاماً شرعية لابد للمسلم أن يلتزم بها وأثقلوا كاهل المسلمين العوام باحكام إضافية علماً بان هذه الاحكام ليس فيها أي سند شرعي لا من الكتاب ولا من السُنة ( فيما يخص المسلمين ) . لم يحدد النبي من هو خليفته ؟ لم يرد أي نص شرعي كيف يتم إنتخاب الحاكم ؟ إنما تمت معالجة الاختيار بعد وفاة النبي بطريقة نستطيع أن نقول عنها عشوائية في بداية الامر. ماحدث في سقيفة بني ساعدة معلوم للجميع وخرج المسلمين منقسمين في من يخلف النبي في الحكم . تم إختيار ابي بكر بالطريقة التي شهدت احداثها السقيفة وهذا أول الغيث ثم بعد ذلك عهد إبي بكر لعمر بن الخطاب عند دنو أجله وهنا قال العلماء ( يجوز للخليفة أن يعهد لاي شخص يختاره ) . بعد حادثة عمر بن الخطاب في محاولة الاغتيال التي أدت الى موته أختار 6 من الصحابة ( مبشرين بالجنة ) وهنا ايضا قال العلماء يجوز للخليفة أن يختار مجموعة تتفق فيما بينها على واحد .. جرت الاحداث وعثمان خليفة المسلمين ثم علي بعد مقتل عثمان الى أن وصل الامر الى معاوية ( واخترع هولاء السادة طريقة الاستيلاء على الحكم بالغصب والاكراه وقالوا اذا تمكن شخص ما بالقهر والغلبة فيجوز أن يكون خليفة للمسلمين ) وورث معاوية ولده يزيد ( ثم برزوا لنا مرة اخرى سادتنا العلماء وقالوا يجوز أن يُورث الخليفة إبنه ) وهكذا دواليك لم يعجز هولاء عن النفاق والادهى أن الناس تصدق هولاء الظلمة الذين يُبررون للحاكم كلً شيء في سبيل مصالحهم . لكا مرحلة تاريخية تبرير علماً بان هذه الاقاويل هي لرجال عاديين رفعناهم بكسلنا وعجزنا وتوقفنا عن التفكير الى مرتبة تقرب من الحد الذي لاينبغي لاحد أن يناقشهم وقالوا أن العلماء ورثة الانبياء مع العلم أن ابو حنيفة قال ( همْ رجال ونحن رجال) .. لقد وضعوا شروطاً غبية خدعوا فيها شعوبهم وأنه لابد أن تتوفر شروط ومستلزمات لهولاء العلماء وكانهم اكتشفوا مجاهل الكون كل ذلك بسبب الاتكالية والاستسلام لشعوبنا ثم توقفنا عند هذا الحد واستسلمنا طائعين.. في تراثنا نجد أن هناك مجلدات ضخمة وشروحات أضخم حول كيفية الوضوء ولكننا لانجد إلا صفحات قليلة حول أهم وأخطر مسالة الا وهي طريقة تنصيب الحاكم وكانما الامر فيه من السهولة التي لاتتطلب أي عمل وجهد من إجل ذلك .. وعلى هذا المنوال والى اليوم تتكرر الطريقة نفسها عدا بعض الاستثناءات بالرغم من مرور 14 قرن . ليس هناك فرق بين خليفة المسلمين وحاكم المسلمين اليوم ( رئيس ملك أمير ) أن امير المؤمنين كامير الكافرين.... اذا كان الكتاب والسنة ( المصدرين التشريعيين ) والذي لابد للمسلم أن يلتزم بهما حتى ينجو في الدنيا والاخرة ؟ فاين نجد ماقاله هولاء المتخصصين ؟ لقد اخترعوا مصادر اخرى ( ليت انها نفعتنا) للتشريع كالاجماع عند أهل السنة والعصمة عند الشيعة ومضوا يكررون ويُعيدون وعلى مر التاريخ وكانما ماقالوه هو الحقيقة بعينها والتي لاشك فيها. أن عدم تحديد الطريقة المُثلى للحاكم لاقديماً ولاحديثاً قذفت بالمسلمين الى مهاوي وكوارث نزلت بشعوبهم الى درجة لاتُحتمل ولازالت الادوار التي لعبها السابقون تتكرر عند اللاحقون وهكذا ... سوف انقل لكم نص خطبة معاوية في عام الجماعة ( لغرض إكتمال الصورة) : لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة تلقاه رجال قريش فقالوا : الحمد لله الذي أعز نصرك وأعلى كعبك) فوالله مارد عليهم بشيء حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فأني والله ماوليتها بمحبة علمتها منكم ولامسرة بولايتي ولكن جالدتكم بسيفي هذا مجالدة ولقد رضيت لكم نفسي على عمل ابن ابي قحافة ( يقصد ابو بكر الصديق) وأردتها على عمل عمر فنفرت من ذلك نفاراً شديداً وأردتها مثل ثنيات عثمان ( وفي رواية اخرى سنيات) فأبت عليَ فسلكت بها طريقاً لي ولكم فيه منفعة ( مواكلة حسنة ومشاربة جميلة) فان لم تجدوني خيركم فاني خير لكم ولاية والله لااحمل سيفي على من لاسيف له وان لم يكن منكم الا مايستشفي به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له دبر اذني وتحت قدمي وان لم تجدوني اقوم بحقكم كله فاقبلوا مني بعضه فان اتاكم مني خير فاقبلوه فان السيل اذا زاد عنى واذا قل اغنى واياكم والفتنة فانها تفسد المعيشة وتكدر النعمة .. ثم نزل ... لم يتغير شيء هذا هو حال امير المؤمنين وفي نفس الوقت خالهم لان اخته ام حبيبة زوجة للنبي وهذا هو حال الشعوب الاسلامية منذ ذلك التاريخ ... ولكن بالمقابل وحالياً وفي العالم الاخر ( الكافر) الذي ليس له سند شرعي لا من الكتاب ولا من السُنة سوف ننقل لكم مايلي حتى تتوضح الصورة لديكم : غونزاليس زعيم الحزب في اسبانيا سحب ترشيحه من الانتخابات مع العلم أن حظه كان قوياً في الفوز فسالوه لماذا ؟؟ فقال لاني شعرت في لحظة ما أن الحزب لايستطيع أن يستغني عني فقلت : ان هذا الشيء يؤرث الدكتاتورية ولذلك انسحبت ؟؟؟ هل هناك فرق ؟؟؟
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكل حادثة حديث ...
-
إياكم وعيد الحب ؟؟
-
رسائل إسلامية ...
-
أليس الاعتراف بالخطأ فضيلة ؟
-
الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب ...
-
عبدالله بن سبأ اليهودي ونظرية المؤامرة
-
اختلاف الاراء...
-
الدكتورة وفاء سلطان والمقال الاخير ..
-
ماذا لوآمن الشيطان ؟
-
هل نحن متعصبون؟
-
تعليق السيد نادر قريط على مقالة الدكتور كامل النجار(اله السم
...
-
الدكتورة وفاء سلطان أولاً وأخيراً
-
العرب ظاهرة صوتية.
-
أسئلة الى أهل ألقرأن ؟
-
رجال الدين ( وعاظ السلاطين).
-
غزة والقرضاوي أو القرضاوي وغزة؟
-
هشاشة التعليقات عند البعض
-
غزة من جديد
-
كيف نكون احراراً
-
الوهابية (ألسلفية)
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|