أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - قضية الفرص الضائعة














المزيد.....

قضية الفرص الضائعة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 07:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا شك أن القضية الفلسطينية تختلف عن كل القضايا التاريخية فى أنها تجسد المأساة الإنسانية وتتضمن فرصا للحل أضاعها أصحابها سعيا وراء الشعارات أو الدولارات. الغريب أن العرب والفلسطينيين لم يتعلموا من دروس التاريخ ومازالوا يهدرون الفرصة تلو الأخرى حتى تعقدت المشكلة على أرض الواقع. لقد أصاب الرئيس مبارك كبد الحقيقة حين وصف قضية الشرق الأوسط بقضية الفرص الضائعة منذ 1948م حتى الآن.

لقد أضاع العرب عدة فرص لتأسيس الدولة الفلسطينية. أولها حين وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 1947م على قرار رقم 181 الذى يتضمن خطة لحل الصراع العربى اليهودى من خلال تقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية. وحسب الخطة—أو الفرصة المهدرة— فإن الدولة العربية التى تضم مدينة يافا تبلغ مساحتها حوالى 43% من فلسطين التاريخية. أما الدولة اليهودية التى بلغ عدد سكانها 32% فتحصل على حوالى 56% من الأراضى الفلسطينية بما فى ذلك صحراء النجف. ونظرا لأهميتها الدينية فستبقى القدس بما فى ذلك بيت لحم تحت الوصاية الدولية.

ما يثير الدهشة أن القيادات اليهودية التى كانت تتطلع إلى المزيد رحبت بما نالوه وفق قرار التقسيم وشعرت بالفرحة جراء الاعتراف الدولى بالدولة الوليدة. أما العرب فقد عبروا عن عدم الرضا بالتقسيم غير العادل وخاضوا حربا لتدمير الدولة العبرية فى عام 1948م غير أنهم فشلوا فى ذلك ووافقوا على توقيع اتفاقيات هدنة منفصلة مع الكيان الإسرائيلى عام 1949م. ونصت الاتفاقيات أن حدود إسرائيل الجديدة بعد استقلال الأردن فى عام 1946م سوف تبلغ 78% من مساحة فلسطين. وكما هو واضح من هذه الاتفاقيات فإن مساحة إسرائيل قد زادت حوالى 50% مما كانت عليه فى قرار التقسيم. ويا ليت العرب اكتفوا بما نالته إسرائيل من أراض عربية بل خاضوا حربا فاشلة أخرى فى 1967م حيث قدموا لإسرائيل هدايا جديدة هى أرض سيناء وقطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان ليزداد العمق الاستراتيجي لإسرائيل ليصل إلى 300 كم فى الجنوب و60كم فى الشرق و20كم فى الشمال.

ثم توالت الفرص الضائعة لحل القضية ومنها مؤتمر جنيف فى 21 ديسمبر 1973م حيث أعتقد المصريون والأمريكيون والأردنيون والسوفيت أن هذا المؤتمر سوف يتوصل إلى اتفاق دولى من شأنه وضع الحلول للقضية الفلسطينية وأن الفلسطينيين سوف ينجحون فى اختيار الممثل الشرعى لهم فى المحافل الدولية. لقد كانت مصر ترغب فى أن تمثل منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطينى فى مؤتمر جنيف غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد رفضتا مشاركة المنظمة فى المؤتمر لأنها لم تكن تعترف بحق إسرائيل فى الوجود. أما السوريون فقد رهنوا مشاركتهم بالتواجد الفلسطينى فى المؤتمر. وفور تولى كارتر مقاليد الأمور فى البيت الأبيض فى عام 1977م عقد مقابلات استطلاعية مع القادة العرب توصل من خلالها إلى خطة أساسية لإنعاش مباحثات السلام وفق مؤتمر جنيف الذى نص على ضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضى المحتلة بما فى ذلك الضفة الغربية. وسرعان ما لاحت فى الأفق آخر فرصة جيدة عندما توجه السادات إلى الكنيست الإسرائيلى فى 20 نوفمبر 1977م حيث قدم إطارا لحل المشكلة الفلسطينية ولاسترداد كافة الاراضى المحتلة وفق قرارات الأمم المتحدة 242 و338 ولم تكن المستوطنات فى الضفة وغزة حينذاك سوى 18 مستوطنة حيث كان من السهل تفكيكها وإزالتها كما حدث فى سيناء غير أن العرب رفضوا مائدة المفاوضات وآثروا ترديد الشعارات .

لقد ازدادت القضية تعقيدا الآن خاصة بعد أن تضاعفت أعداد المستوطنات فى الآراضى الفلسطينية. فوفقا لتقرير لجنة مجلس الأمن فى عام 1979، فإن الفترة من 1967م حتى مايو 1979م قد شهدت إقامة 79 مستوطنة فى الضفة الغربية وسبع مستوطنات فى غزة. لقد زادت الآراضى الفلسطينية التى صادرتها سلطات الاحتلال فى الضفة من 27% فى مايو 1979م لتصبح 3و33% فى سبتمبر 1980م. وحسب الدراسة التى نشرتها الجورزاليم بوست فى 27 يناير 2009م فإن عدد المبانى المشيدة فى الضفة الغربية حديثا قد بلغ 1257 فى عام 2008م بينما كان العدد 800 مبنى حديث فى عام 2007 أى بزيادة قدرها 57.12%. كما أن الدراسة تشير إلى زيادة معدل سكان المستوطنات فى الضفة من 270 ألفا فى عام 2007م إلى 285 ألفا فى عام 2008م.

لقد أضاع العرب عدة فرص لحل القضية الفلسطينية واليوم يهدر الفلسطينيون ما تبقى من فرص لإنشاء الدولة الفلسطينية على 22% من مساحة فلسطين التاريخية بعد أن كانت المساحة المتاحة 43% فى الأربعينيات. روز اليوسف، عدد 1093، 9 فبراير 2009م، ص9.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة


المزيد.....




- انسداد بالشرايين ونوبة قلبية وسط زلزال مفاجئ.. رحلة رجل إلى ...
- حليف أردوغان: المعارضة تحاول إثارة الفوضى في تركيا
- ماسك يتهم -معهد السلام الأمريكي- بحذف بيانات مالية لإخفاء جر ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف هاجمت محطتي كهرباء في بيلغورود واب ...
- هل تضرب طهران تل أبيب؟ إسرائيل تتوقع حدوث هجوم استباقي بسبب ...
- كذبة نيسان: تعرف على أبرز خمس أكاذيب أُطلقت بالمناسبة
- ترامب: واثق من -تنفيذ- بوتين نصيبه من الاتفاق بشأن أوكرانيا ...
- مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك ...
- إقامة الأجانب الحاصلين على تأشيرة إلكترونية في روسيا تمدد إل ...
- مصدر: الجيش الروسي وجه ضربة استباقية لقوات أوكرانية حاولت اج ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - قضية الفرص الضائعة