أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - استحقاقات ما بعد الانتخابات ..














المزيد.....

استحقاقات ما بعد الانتخابات ..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أراني متفقا مع جميع من أكدوا على أهمة الانتخابات العراقية الأخيرة وتقييم نتائجها إيجابيا، وكنت قد أبديت ملاحظات أولية عن الموضوع في مقالي الأخير بإيلاف تحت عنوان [ العراق من بوش إلى أوباما 2-2].

إن النتائج بداية تغيير وانعطاف في مزاج جماهير واسعة من المواطنين، الذين جذبتهم الشعارات الوطنية في الحملة الانتخابية وليس الدعوات الطائفية، فقد صوت الناخبون في محافظات ومناطق عديدة لشعارات سيادة القانون، والخدمات، والحكم المركزي القوي، ومكافحة الطائفية والمحاصصة، ومن بين النتائج، نود الإشارة الخاصة لنجاح قائمة المالكي في بغداد والبصرة، وما يعنيه، بالنسبة للبصرة والجنوب، من فشل مشروع إقليم الجنوب أو إقليم البصرة، يضاف نجاح قائمة الدكتور علاوي العلمانية. كما أن لنجاح السياسي العلماني السيد يوسف الحبوبي في كربلاء مغزى كبير، فقد فاز في معقل الأحزاب الدينية، مما يدل على بداية ميل قوي نحو القوائم السياسية غير الدينية، ومما أشار له المعلقون أيضا كثافة التصويت في المناطق الغربية ونينوى، التي كانت مراكز مقاطعة وعنف.

أجل، كانت النتائج هامة جدا، ودليل بداية انعطاف لصالح الأمل في التغيير بعد أعوام من الفوضى والتفجيرات والاحتراب الطائفي والتطهير الديني والفساد وتدهور الخدمات الأساسية.
أمام هذه النتائج، يجب الحذر من إصدار أحكام قاطعة، فاصلة، باتجاه المبالغة في مغزى ما حدث، وكأنما صار العراق ديمقراطيا بالفعل. نعم بداية انعطاف ولكن المسيرة طويلة جدا، والعقبات كبرى، واستحقاقات ما بعد الانتخابات شديدة التعقيد والتشابكات.

إن في مقدمة هذه الاستحقاقات:
1- مواصلة تدريب وتقوية قواتنا المسلحة وقوات الأمن، وتطهير سلك الشرطة، ومواصلة العمل الفعال لضمان الاستقرار الأمني، الذي لا يزال يواجه الأخطار؛
2 - الانكباب الفوري الجدي على إصلاح الخدمات، وتوفير الأعمال، ورفع المستوى المعيشي للمواطنين؛
3 – مكافحة الفساد جديا ومحاسبة الفاسدين، ولذا نؤيد الدعوة إلى منع أعضاء المجالس المنحلة للسفر لغرض النظر في حالات كل من أعضائها، ومحاسبة من تثبت عليه تهم خطيرة كالفساد أو تشجيع الاغتيالات على أساس الهوية؛
4 - مكافحة الطائفية، ووضع الخطط الواقعية للخروج من نفق المحاصصة؛
5 -- إعادة النظر في الدستور بما يقوي صلاحيات العاصمة الاتحادية، وبما يلغي الإشارة لأحكام الشريعة،. وهنا نود التأكيد مجددا على وجوب الاستنارة بتجارب الدول الفيدرالية الغربية من حيث منح صلاحيات محلية واسعة للمحافظات والمناطق، وحصر القضايا المركزية، كالثروات الوطنية، والسياسة الخارجية، والدفاع، وبرامج التعليم في أيدي الحكومة المركزية. هنا أيضا، لابد من استدراك أن الحكومة المركزية في حالة كحالة العراق لا يجب أن تعني حصر كل الصلاحيات في يد شخص رئيس الوزراء.
6 – سياسة جديدة لصالح الأقليات الدينية التي جرى بفظاظة تهميشها في القانون الانتخابي الذي يجب تعديله؛
7 – العمل لوقف التدخل الإيراني واسع النطاق؛
8 – وهذا هام جدا، العودة لقانون الأحوال المدنية رقم 188 لعام 1959 لعبد الكريم قاسم، ومما له مغزاه استقالة الوزيرة الخاصة بالمرأة العراقية لأن وزارتها لم تستطع، حسب قولها، فعل شيء يذكر للمرأة التي تحملت الأعباء الكبرى من الآلام منذ زمن صدام وليومنا، وقد ذهلنا عندما قرانا عن استمرار وتوسع جرائم قتل المرأة باسم."غسل العار"، ولاسيما في البصرة حيث وصل سعر قتل المرأة إلى 100 دولار!!

إن أية واحدة من هذه الاستحقاقات وغيرها لا تعالج بسهولة، وبلا عراقيل كبيرة، نظرا لاستمرار هيمنة الأحزاب الدينية، والعشائرية، والتخلف الاجتماعي.
لقد برهن المالكي على كونه رجلا وطنيا حريصا على مصالح البلد وأمن المواطنين، وإن رفع قائمته لشعارات مدنية ووطنية عامة، وضد الطائفية والمحاصصة، خطوة إيجابية كبرى، نأمل أن تنعكس في القرارات والسياسات العملية، وفي تشكيل مكتبه بالذات. إن العراق بحاجة لكفاءات إدارية وتقنية لتكنوقراط وطنيين نزيهين، بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية، والمالكي مدعو للبحث عن أمثال هؤلاء والاستفادة من خبرهم وتوصياتهم.

لا نعرف كيف ستتم التحالفات الجديدة، وعلى أي أساس، وكيف ستحل عقد الخلاف مع الجبهة الكردستانية، إذ على ذلك ستتوقف المسيرة حتى الانتخابات العامة. العراق هو في مناخ ديمقراطي، ولكن النظام لا يزال نصف ديمقراطي، إن صح التعبير، لكونه قائما على المحاصصة، ولهيمنة التيارات الدينية.

إن النتائج الباهرة للانتخابات المحلية قد عززت تجارب الموطنين الانتخابية، ويجب تشجيع هذه الممارسة الديمقراطية، آملين أن تأتي الانتخابات العامة بنتائج أكبر، وبما يضع العراق على سكة الديمقراطية المدنية، وصولا لها متكاملة بعد سنوات تالية، فالطريق لا يزال طويلا، ولكن فلنتسلح بالأمل والتفاؤل.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية
- أوقفوا المجازر الجديدة ضد المسيحيين في الموصل!
- مسيحي -أقلياتي- أستاذا في ثانوية النجف!
- عراق اليوم وعراق أمس، وما بينهما إيران!
- لكيلا ننسى سلمان شكر
- متاجرة رخيصة ونفاق مزمن!
- 11 سبتمبر في الانتخابات الأمريكية
- فضح التوسعية الإيرانية ودجل المحامين!
- منغصات في المستشفيات
- اغتيال دنيء، ويوم آت لأعداء الفكر، والنور..
- مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!
- تداعيات العمر (9)
- إيران، و-ملأ الفراغ- في العراق!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - استحقاقات ما بعد الانتخابات ..