ملحمة غزة .. بين الربح و الخسارة ...

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 06:38
المحور: القضية الفلسطينية
    

مازال الكثيرون من العرب يشككون في انتصار حماس والقوى المقاومة في ملحمة غزة .. وهذا ليس بغريب في عالم اختلطت فيه المصالح القومية و العربية والمصالح الفردية و الذاتية .. البعض من دولنا العربية الكبرى قد شاركت الكيان الصهيوني في عدوانه علي غزة .. سواء مشاركة مباشرة أو من وراء الكواليس .. البعض أتته الشجاعة و اعترف بذلك والبعض الثاني تحفظ علي ذلك .. وآخرون ..فضلوا السكوت عن الكلام أو الحركة ..!!!
مصر العروبة مصر الإسلام خسرت الكثير في ملحمة غزة ...خسرت ولائها المطلق للقضايا العربية و خاصة القضية الرئيسية و هي قضية فلسطين .. خسرت حني دور المحايد بدل الموالي للقضية الفلسطينية .. والخسارة ألكبري عندما قامت إحدى الشركات و في أثناء الغزو علي غزة بتزويد الجيش الصهيوني بالغذاء ..!!! ما يقارب 400 طن من الأغذية المجمدة ..!!! لقد أحكمت مصر الحصار علي غزة .. فضربت بشعار القومية العربية عرض الحائط .. ونقضت الأحكام الدولية وخاصة اتفاقية جنيف ..فيما يتعلق بمعبر رفح الشبه مغلق من الجانب المصري بالرغم من ذلك التكرار الغريب من قبل الرئيس المصري بان معبر رفح لم يغلق ..!! فخسرت مصر النظام الكثير من مصداقيته و بالمقابل ربح الشعب المصري العظيم الكثير الكثير بوقوفه المشرف بعكس نظام الحكم ..المستنكر لاعتداءات المجرمة علي قطاع غزة ...

اعترف الكيان الصهيوني بهزيمته في هذه الملحمة فلم يستطع وقف المقاومة الباسلة و لم يستطع إيقاف الصواريخ المباركة ..وخرج مهزوما يجر أذيال خيبته.. نعم لقد ارتكب الكثير من الجرائم من قتل و تدمير وسفك دماء .. فخسر سياسيا و إعلاميا وأدبيا فسقط ذلك القناع فظهر ذلك الوجه القبيح الدموي للعالم بأسره .. فخسر كافة ادعاءته .. وبشهادة كتابه و مفكريه

فشل مؤتمر شرم الشيخ و فشل مؤتمر الكويت وفشل لقاء دول الاعتدال ( الاعتلال ) مصر و الأردن و السعودية و الأردن واليمن ..وجميع دول مجلس التعاون .. وفشلت السعودية في مساعيها ورشاوى لبعض الدول العربية لإفشال مؤتمر الدوحة .. بالمقابل ربح مؤتمر الدوحة .. فقد جمدت العلاقة الاقتصادية مع الكيان الصهيوني ..

فشل المفتين الإسلاميين في إطلاق فتواهم المسيسة .. فشلت فتوى تحريم الاعتصامات والمظاهرات من جهة وفشلت فتوى تحريم مقاطعة البضائع الصهيونية و الأمريكية ..
وربحت تلك الوقفة الإسلامية المشرفة برئاسة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتحرك لنصرة أهل فلسطين الذين يتعرضون للمجازر الإسرائيلية ، مدافعًا عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فشل الرئيس عباس في موقفه من ملحمة غزة .. بسبب كثرة احتضانه لرئيس الوزراء الصهيوني و لكثرة قبلاته الحارة علي خد وزيرة الخارجية الصهيونية ..وقد ثبت تورطه الغير مباشر في حصار و محرقة غزة ..وخاصة عندما رفض التوقيع علي إقامة الدعوى القضائية بما يتعلق جرائم الحرب ضد قيادة الكيان الصهيوني ..

فشلت القيادات والأنظمة العربية " دول الاعتدال / الاعتلال " وخسرت الرهان بهزيمة حماس .. وعجزت مصر و الأردن عن تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ...!!

وبالمقابل ظهرت قوى ليست عربية و لكنها كانت أكثر ولاء للقضية الفلسطينية و أكثر دعما لغزه العزة .. ظهر البطل التركي رئيس وزراء تركيا " ارذوغان " عندما رفض ادعاءات الرئيس الصهيوني في دافوس .. وظهر البطل الفنزويلي " تشافيز " عندما طرد سفير الكيان الصهيوني من بلدة ..

استطاعت ملحمة غزة إن تجدد تلك الجذوة وإعادة روح المقاومة في نفوس الشعوب العربية و الإسلامية .. واستطاعت من تعرية الكيان المغتصب الصهيوني شعبيا و إعلاميا وسياسيا ..

استطاعت ملحمة غزة من تعرية ما يسمي بالجامعة العربية التي لم تكن سوى مقهى شعبي يتسامر فيه المسئولون العرب قضاياهم السطحية والاستسلامية .. وفشل علي رأسهم أمينها العام الذي شارك رئيس الكيان الصهيوني الندوة برغم من الادعاءات الكاذبة .. و برغم من انسحاب رئيس وزراء تركيا " ارذوغان " احتجاجا علي أكاذيب المجرم شمعون بيريز ..

استطاعت الملحمة المباركة كشف زيف الأمم المتحدة وازدواجية المعايير المتبعة وضعف وهوان وذل الدول العربية " المعتدلة " ..

استطاعت الملحمة المباركة في غزة من كشف زيف الكثير من الكتاب والمفكرين " العرب " .. المرتزقة .. والتي تزخر صفحة وزارة الخارجية الصهيونية الالكترونية بأسمائهم البارزة ..

غزة انتصرت برغم من كل الجراح وبرغم من كل الشهداء و برغم من الدمار و برغم من الصواريخ و القنابل المحرمة .. وبرغم من التخاذل و الهوان العربي الرسمي .. غزة المقاومة انتصرت .. انتصرت ..انتصرت ..

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات