أستراليا تحترق ..ورجل دين يتمرقص

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    

حتى كتابة سطوري البائسة هذه فأن حرائق ولاية فيكتوريا الأسترالية قد أدت الى موت 181 طفل وامرأة ورجل ،وتدمير 1000 منزل ،وحرق 340 الف هيكتار من الغابات،وتشريد الألاف من الأستراليين ،وتعطيل الحياة البرلمانية والسياسية،وتجميد النقاش والجدل لإيجاد الحلول للتصدي للأزمة الأقتصادية التي بدأت استراليا تعاني منها بشكل لايخفى فهناك اكثر من نصف مليون سوف يلتحقون بصفوف البطالة ...اضافة الى فيضانات ولاية كوينزلاند التي تناساها الإعلام لأنها أقل ضررا ،ولم تتسبب في الموت ،وإن تسببت فأنه يبدو لي ان الموت وسط المياه غرقا ً أخف وطأة من الموت في جحيم الحرائق ،لذا نرى الأديان تهدد بالنيران وليس بالمياه حين تنذر بني البشر بيوم الحساب .
وسط بكاء وعويل ضحايا الحرائق الذين فقدوا منازلهم وكنوزهم الروحية وبيئاتهم الشفافة الخضراء ،يقف كيفن راد رئيس الوزراء الأسترالي وهو يبكي ويحتضن رجلا ً ينوح هو الآخر ليقول له : نحن هنا ،ثم يعلن إنه سوف يتم البناء فورا أمام البرلمان ، وتنقل كل وكالات الأرض مصورات وتسجيلات عن حجم الخراب الأسود لقارة مسالمة خضراء ،ويتبادل الأستراليون رسائل المواساة والتعازي ،فيما يدعوا أهم الكتاب والأكاديميين لمعالجة مشكلة الحرائق واسبابها...،يظهر رجل دين بائس فيقول هذه عقوبة خصوصية من الرب لـ(ولاية فيكتوريا الأسترالية ).
الباستور داني نالياه راعي كنسية (The Catch the Fire) في ملبورن يقول (انه وفي ليل الحادي والعشرين من شهر اوكتوبر الماضي حلمت بأن الرب قد خلع الجسد عن الروح القدس )وهذا يعني ان النيران سوف تلتهم استراليا وخاصة ولاية فيكتوريا ،لأن برلمان الولاية قد أقر بقتل الأجنّة البشرية ،أي حق إجهاض النساء . نفس القس ماسك النار نالياه كان قد دعى في السابق دعوات عنصرية مثيرة للجدل ضد المسلمين الأستراليين ،وعلى ما أظن ومن خلال فهمي للدين ،أي دين ، على انه مصلحة تجارية سهلة المنال ، فأن ماسك النار يريد من دعوته غير التلقائية تلك ،اعدادا اخرى من الأبرياء السذج المتضررين بالحرائق للإلتحاق بدينه الجديد،فهذا هو الرب يعاقبكم لأنكم تسمحون بواسطة برلمانكم تمرير (إجهاض المرأة) ،وكأن المرأة التي تريد أن تجهض حملها بحاجة الى قرار برلماني ،لا أعرف لماذ أغلب رجال الدين يتمتعون بغباء شديد يحسدون عليه ،لذا نراهم يعمرون طويلا ً ولهم أتباع لايحسدون عليهم .

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات