|
لكل حادثة حديث ...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 08:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنا لست سياسياً ( ولا ولم ولن ) أنتمي الى أي حزب لانني أومن بمقولة جواهر لال نهرو ( الحزب في الشرق نقمة وفي الغرب نعمة) ثم أن طبيعتي لاتتلائم مع الاحزاب .. قد يقول قائل ماهذه النرجسية حتى تتحدث عن نفسك ونحن نقول فقط للتوضيح حتى لاندخل في سين وجيم وقد يكون نهرو مخطئاً .. تتعالى الاصوات دائماً وتُرفع شعارات من قبل جمهور عريض من الكُتاب والمثقفين ( ومعهم جمهور عريض من الشعوب الاسلامية والعربية ) على أن مااُخذ بالقوة لايُسترد الا بالقوة وأن المقاومة هي الحل الامثل لتحرير كافة التراب المغتصب وفي كل مكان ولكن حسب مايقول هولاء السادة أن الحكام همْ السبب وأنهم خونة ومتواطين مع الغرب وأن امريكا بواسطة المخابرات المركزية هي التي جلبتهم لكراسي الحكم ولولا هولاء الحكام لاستطعنا أن نحقق الشعارات المرفوعة مع العلم أن القوانين والاعراف الدولية تكفل حق المقاومة ( أخشى أن يُفسر كلامي أنني من المؤيدين لحكامنا الافاضل ) .. سوف لن اُطيل عليكم في هذه المقدمة البسيطة ولناخذ مثالين فقط من حكامنا الذين ارادوا أن يُحرروا كامل التراب ( وهمْ غير خونة وأنما وطنيين جاءوا من أجل شعوبهم ) ؟؟ الاول : جمال عبد الناصر.. في ستينات القرن الماضي دخل عبد الناصر الحرب مع اليمن .. هل تعلمون كم تبعد اليمن عن مصر ( 2500 كم ) ؟؟ يقول اللواء اركان حرب جمال حماد ( قرأ بيان ثورة يوليو عام 1952 أو الذي اعد البيان ) من على شاشة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر من تقديم الاعلامي احمد منصور: هذا الشيء كلفنا الكثير واستنزفنا كل طاقتنا العسكرية في سبيل امداد الخطوط والتحضير اللوجستي وكافة المُسميات ( التي لااعرف عنها شيئاً) حتى أن علاقتنا مع السعودية توترت بسبب اشتراك اليمن والسعودية فيما بينهما من حدود... من المعلوم بداهة أن عدو عبد الناصر يبعد عن القاهرة بضعة كيلو مترات اذا ماتم مقارنتها مع اليمن فلماذا ذهب الى اليمن ؟ ولماذا استزف قوات جيشه التي كان سيحرر بها الارض ؟ هذا بالاضافة الى التجهيزات العسكرية الكاملة التي تحطمت من دبابات وآليات ومدرعات وأسماء اخرى ؟ أليس من الحكمة أن يتوجه بكل قوته الى عدوه القريب ؟ هل يستطيع السادة الافاضل من مُشجعي ابو خالد أن يقولوا لنا ماهي تبررياتهم ؟ النكسة ؟ الهزيمة؟الانتكاسة ؟ أي مُسمى تُريدون هذا ماحدث في عام 1967 وخلال ساعات وليس ايام ( يُسمونها حرب الايام الستة) قامت اسرائيل بتدمير كلِ شيء؟ أين القاهر وأين الظافر ( صواريخ عبد الناصر) ؟ أين اسرائيل وقد توعدها بانه سوف يرميها في البحر ؟ أليس غالبية الجماهير والمثقفين من الامتين الاسلامية والعربية كانوا مع عبد الناصر ؟ ولكن ماذا حدث ؟ هل تعلمون ؟ نحن هنا ليس بصدد الدخول في التفاصيل لان الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقولون؟ الثاني : صدام حسين .. الذي يعتبر بلده ليس من دول المواجهة ولكن بالرغم من ذلك اراد ان يحرق اسرائيل بالكيمياوي المزدوج ويقول فقط ( لو اعطونا شبرا من الارض ويفتحوا لنا الحدود ) يقصد امام اسرائيل ؟ ولكن ماذا فعل وبدلا من ان يحرر الارض غزا الكويت في عام 1990 ( هنا سوف ندخل في التفاصيل الصغيرة من اجل اكتمال الرؤية .. ( 200000 الى 700000 قتيل) الارقام لم تجد من يُحصيها فتفاوتت عدا الاسلحة والاليات وكافة التجهيزات العسكرية التي لم يبقى منها شيء. خسر العراق 230 بليون دولار وخسرت الكويت 168 بليون دولار ( من ضمنها إطفاء وإصلاح آبار النفط التي اشعلها العراقيون ) عدا مائة الف طلعة جوية من قبل التحالف ألقت حمولة 88 ألف طن من الذخيرة على العراقيين ؟ من اجل عيون ابو عدي ؟ هل تصدقون ؟؟ أين اليمن وأين اسرائيل ؟ أين الكويت وأين اسرائيل ؟ أخشى أن يقول لنا السادة (أن تحرير فلسطين يمر عبر هذين البلدين ) ؟؟؟ هل فعلا الذين يرفعون شعار التحرير من والى على وعي كامل بما يقولون ؟ أين هي الاستعدادات ؟ هل نحن حكاما وشعوبا قادرين على ذلك المخاض العسير ؟ اين هي الامكانيات ؟ وحتى اذا توفرت ماذا نستطيع ان نفعل بها ؟ من خلال مايلي سوف تعرفون ماهو قصدي : تقارير المخابرات الامريكية تقدر ثمن السلاح الذي استوردته شبه الجزيرة العربية فقط منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي ( بالف مليار ) دولار بينما مااستوردته اسرائيل خلال نفس المدة ( 30) مليار دولار وهو رقم يقل عما استوردته سوريا ومصر والعراق كل على حدى... أن حجم الانفاق العسكري السنوي في الخليج وحده يقارب 3 أضعاف حجم الانفاق العسكري في اسرائيل طوال حياتها ... في عقد الثمانينات استهلكت الدول الرئيسية في الشرق الاوسط 40% من مبيعات السلاح في العالم مقابل 10% لحلف الناتو و11% لحلف وارسو ( طبقاً لاحصائيات وكالة مراقبة التسلح ونزع السلاح ) ... هل توضحت الصورة الان أم لازال هناك غموض ؟ لنقرأ الارقام التالية ( فترة الصراع) : 17016 دبابة لدى العرب مقابل 6600 لدى اسرائيل .. 20771 مدرعة لدى العرب مقابل 12000 لدى اسرائيل.. 7046 مدفعية ميدان مقابل 1500 .. 2937 طائرة مقابل 879 .. 400 هيلو كوبتر مقابل 75 .. 297 سفينة حربية مقابل 58 .. 7923 هاون مقابل 1200 .. تعداد الجيش 2687000 مقابل 786000 لدى اسرائيل .. كم خسر العرب ؟ 425000 شهيد ( فلسطين لبنان مصر سوريا الاردن) 374000 جريح ( فلسطين لبنان مصر) 231627 مُعوق ( فلسطين لبنان مصر )... أما اسرائيل فمن لديه الارقام ؟؟ هل تعلمون ؟؟ سوف نتركها خوفاً من المهانة ؟ وخوفاً على شعور أصحاب تحرير الارض ؟ من خلال ماأوردناه اعلاه من الارقام والبيانات ؟؟ هل نستطيع أن نقول ماهكذا تورد الابل ؟ .... أن الذي لايستطيع أن يبني شعوباً بكامل مواصفات الشعوب المتقدمة والمتحضرة لايستطيع أن يحرر الارض مهما أمتلك من سلاح ومن جيوش ومن يصدق أن مايعتبره عدوه سوف يبيعوه سلاحاً لكي ينتصر على ذلك العدو فهو اما جاهل او مجنون او وصولي ( نعتبر الغرب عدو لنا ومتى سوف نلغي الاعتبار لااحد يدري ).. ان الشعوب التي لازالت تلهث وراء لقمة العيش لاتستطيع ان تحمل السلاح وتنتصر .. ان الحكام والشعوب التي لاتتقارب او تتوافق رؤاهم لايستطيعوا ان ينتزعوا الارض المغصوبة .. ان الشعوب التي تطفو مجاريها ومياه الصرف الصحي في شوارعها لاتعرف معنى التحرير الحقيقي.. ان الشعوب التي تمتلك اعلى نسبة امية لاتعرف من هو عدوها .. ان المثقفين الذين ينادون بهذه الافكار ( الشعارات) ليسوا على دراية كاملة بما يقولون وانما لغاية في نفس يعقوب .. ان الشعوب التي يمتلك اثرياءها 270 قناة اباحية على الاقمار الاصطناعية المختلفة لايبالون بمن يموت في غزة والعراق وغيرها.. ان الشعوب التي يشتري ملوكها وامراءها خيولا بملايين الدولارات لايكترثون حقيقة بما يحصل في الاراضي المغتصبة او المحتلة.. ان رفع شعار تحرير الاراضي من الاعداء من قبل مثقفينا ونحن بهذه الحالة المزرية هو استغباء للاخرين وضحك على الذقون لشعوب غالبيتها مُغيبة.. بالمقابل : ان الذي ينتصر هو من يُحاسب رئيس وزراءه على الرشى والاختلاس.. ان الذي ينتصر هو الذي يؤفر لشعبه كافة مستلزمات واحتياجات العصر.. ان الذي ينتصر هو من ينفق ملايين الدولارات على العلم والاختراعات والاكتشافات .. ان الذي ينتصر هو من يكتشف الادوية للعلاج ويصنع مركبة فضائية ويفعل المعجزات.. ان الذي ينتصر هو غيرنا ؟ نحن لنا الهزائم ؟؟ نحن لنا المأسي ؟ نحن لنا اشياء اخرى غير موجودة في مكان اخر بالعالم . الخلاصة : هل يتمنى احداً ما أن تُدمر بلاده ؟ أو أن يُقتل شبابها ؟ أو أن تترمل نساءها ؟ أو أن تُمحى البسمة من على شفاه الابطال ؟؟ أنها الماساة ياسادتي ؟؟ رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ... ايها السادة الافاضل كم اتمنى ان تتدارسوا الحقائق والنظر بعين العقل دون تعصب ودون ان تاخذكم العزة بالاثم لان هذا هو المهم .... هناك الكثير من الخطوات التي لابد أن نرتقي اليها حتى نُصبح مؤهلين ثم بعد ذلك ؟؟؟ لكل حادثة حديث ....
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إياكم وعيد الحب ؟؟
-
رسائل إسلامية ...
-
أليس الاعتراف بالخطأ فضيلة ؟
-
الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب ...
-
عبدالله بن سبأ اليهودي ونظرية المؤامرة
-
اختلاف الاراء...
-
الدكتورة وفاء سلطان والمقال الاخير ..
-
ماذا لوآمن الشيطان ؟
-
هل نحن متعصبون؟
-
تعليق السيد نادر قريط على مقالة الدكتور كامل النجار(اله السم
...
-
الدكتورة وفاء سلطان أولاً وأخيراً
-
العرب ظاهرة صوتية.
-
أسئلة الى أهل ألقرأن ؟
-
رجال الدين ( وعاظ السلاطين).
-
غزة والقرضاوي أو القرضاوي وغزة؟
-
هشاشة التعليقات عند البعض
-
غزة من جديد
-
كيف نكون احراراً
-
الوهابية (ألسلفية)
-
هل اعداءونا سبب تخلُفُنا؟؟
المزيد.....
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|