|
المطلوب أردنيا : في ضوء المتغيرات الأمريكية الجديدة
عدنان الأسمر
الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 08:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تشهد المنطقة العربية، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، مرحلة نوعية في تاريخ تطورها السياسي ناتجة عن جملة من المعطيات الأساسية وأهمها:
شخصية الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، فهو خطيب ومؤلف لثلاث كتب ومحاضر جامعي لمدة أربعة عشر عاما. كما أنه مسكون بحركة الحقوق المدنية في المجتمع الأمريكي، ومناهضة التمييز ضد السود، وأسير شعاراته الانتخابية في التغيير، والخروج من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والتي رتبت على الولايات المتحدة الأمريكية عجز هائل في الميزانية العامة، وما سوف ترتبه من تقليص النفقات العسكرية على القوات الأمريكية في الخارج، وتقليص المعونات النقدية الأمريكية الخارجية، بالإضافة إلى انتهاء مرحلة القطب الواحد والحرب الاستباقية والدبلوماسية الوقائية، وتصنيف الدول إلى محور الشر ودول مارقة. من المتوقع أن يعاد النظر في نظريات الدكتور أولمان، الصدمة والرعب، وفوكوياما نهاية التاريخ، وهانتنغتون صراع الحضارات، مما يرفع مستوى الحوار والدبلوماسية في السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة في المنطقة العربية مع إيران وسوريا. وقد يتم اعتماد أسلوب الحوار دون شروط مسبقة، أو التهديد بالقوة العسكرية، بل إيجاد مصالح مشتركة واحترام متبادل، بالإضافة إلى ركيزتين جديدتين كمقياس للعلاقة الجيدة والناعمة مع دول العالم، بما فيها الأردن، وهما الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتنمية ومستوى معيشة المواطنين.
ومن المتوقع الاستمرار في اعتماد الركائز الأخرى، المتمثلة في التواجد العسكري الأمريكي البري والبحري والجوي، وإيجاد صيغة تحالفيه بدون إعلان على المستويات السياسية والأمنية، بين ما يسمى بدول الاعتدال العربي والكيان الصهيوني، والاستمرار في حمايته ودعمه.
إلا أن المرعب والمخيف في سياسة الإدارة الحالية هو إنهاء عملية التسوية للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام. حيث أكد الرئيس في كلمة توليه مهامه على أن السلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين هو بمثابة عملية تفاوضية، تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في المنطقة. كما أن الإدارة الجديدة تؤمن بالشرق الأوسط الجديد ومضمومنه إعادة فك وتركيب الكيانات السياسية والعبث بالتركيبة الاجتماعية وإثارة الصراعات الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية. حيث سيكون شكل التدخل في الشؤون الداخلية في المرحلة القادمة تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومدى تحقيق الحكومات لمصالح شعوبها الاجتماعية والاقتصادية والخدمية. وهذا ما تضمنه مطلب تحالف المنظمات الحقوقية الأمريكية في مذكرة للرئيس الجديد خلال المائة يوم الأولى.
حيث يتوجب اعتماد معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان، وطبيعة علاقة الحكومات مع شعوبها، مؤشرات لتقديم الدعم الأمريكي لتلك الحكومات. فالإدارة الجديدة اعتمدت مضمون انابلوس والشرق الأوسط الجديد.
من هنا تأتي أهمية السياسات الوقائية رسميا وشعبيا في الأردن، والمتمثلة في ضرورة التأكيد على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والعربية. أي حل الدولتين بمعنى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة اللاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. كما يجب الحرص الدائم على تعزيز الوحدة الوطنية وعدم الانزلاق بالهوية الوطنية الأردنية إلى تحت الوطنية. بل ويجب محاصرة كل الدعوات والأفكار التي تعطي الفرصة للتدخل الخارجي.
كما يجب العمل على دعم المشروع الوطن الفلسطيني وخاصة في بعده السياسي والمتمثل بالتزام القيادات الفلسطينية بعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية على ارض 1967 ، والمصالحة الوطنية الفلسطينية، التي تحقق للشعب الفلسطيني وحدة الأرض - الضفة مع قطاع غزة، ووحدة المرجعية التمثيلية، وتجنيب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أية فتنة داخلية تعكس حالها حكما على الساحات العربية والدولية الخارجية.
كما يجب تعميق الإصلاح السياسي الديمقراطي، والتنمية البشرية الشاملة والاعتماد على الذات والتكامل العربي قدر الإمكان ومكافحة الفساد المالي والإداري. كما يجب التمييز جيدا بين استكمال برنامج الإصلاح السياسي، والإصلاح السياسي الذي يكشف رأس المصلحة الوطنية الأردنية، ويظهر أن المواطنين الأردنيين يعانون من مشكلات في الحقوق المدنية أو تفاوت في مستويات الخدمات الاقتصادية والتنموية، أو التمييز التعسفي الوظيفي، وخاصة إثارة ذلك في وسائل الإعلام المحلية أو الفضائيات، مما يبرز انقساما أفقيا أو عموديا في المجتمع الأردني، ويكون بمثابة ذرائع لاستحضار القوى الخارجية للتدخل في شؤون الوطن الداخلية، وخاصة المنظمات الدولية ذات العلاقة، مثل منظمة الشفافية الدولية أو المنظمات الحقوقية الدولية، أو اللجنة الدولية للدفاع عن الصحفيين، وغير ذلك كثير.
#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|