أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟















المزيد.....

مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 09:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا تزال نظرية ماركس تمثل الأساس المتين لإحداث الثورة الاجتماعية رغم كل التحوّلات التي شهدها العالم منذ إنهيار الدولة السوفيتية وحتى يومنا الحاضر ، وما تمر به الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية او قوى اليسار الثوري بشكل عام تدفع المرء للتساؤل حول جدوى بقاء الكثير من الأحزاب أسيرة خطاب مٌعيّن تجاوزهُ الزمن ودفع به الى خانة القديم أمام هول التطوّر الذي يحدث بشكل متسارع في معطيات الحياة اليومية والذي أدخل مصطلحات جديدة على تفاصيل العملية السيّاسية وكذلك الاقتصادية والاجتماعية حتى أصبح التعامل معها أمراً ضروريّاً لكل الأحزاب بما فيها تلك الدينية والقومية السائدة في عصرنا الحالي ...
وعندما يتعامل المرء مع معطيات علمية حديثة ينبغي عليه وضع ذلك كأساس لأيّ تحرّك يهدف الى إعادة دراسة الفكر الماركسي وجعله أطاراً عاما يصب فيه جوهر ذلك التحرّك ، فالتغيير الجوهري في طبيعة النظام الرأسمالي جاء عبر إستفادة ذلك النظام من أخطاءه في مواجهة الطبقة العاملة في البلدان المتقدمة أولاً وكذلك من خلال صراعهِ مع المعسكر الاشتراكي أثناء الحرب الباردة وسخرت العديد من الأنظمة الرأسمالية موارد ضخمة وطاقات بشرية هائلة لجعل برامجها تتقدّم على طروحات اليسار الأوربي وكذلك الأحزاب الماركسية التقليدية في تلك البلدان وأماكن عديدة أخرى في العالم ..
يقول لينين ( إننا نقف كليّاً على أساس نظرية ماركس ..فهي التي حوّلت للمرّة الاولى الاشتراكية من طوباوية الى علم ، وأرست هذا العلم على أسس ثابتة ورسمت الطريق الذي ينبغي السير فيه مع تطوير هذا العلم بإستمرار ومع دراسته وتعميقه بجميع تفاصيله ) * .. والتركيز على هذه المقولة يشير الى أن لينين نفسهُ طالبَ بتطوير هذا العلم ودراستهِ بإستمرار وتعميقهِ بجميع تفاصيلهِ أي أنّهُ لا يمكن غضّ النظر عن دراسة التطوّرات الحاصلة ومواكبتها ومطابقتها مع الفكر الماركسي بشكل يعمّق من معانيها وخدمتها للطبقة العاملة التي بإمكانها القيام بالثورة الاجتماعية وتغيير الواقع جذرياً في مجتمعاتنا ، غير أنَّ الواقع الاجتماعي والاقتصادي في أغلب بلدان الشرق الأوسط والعالم يوحي بأنَّ الأرضية الملائمة لنشوء طبقة عاملة تؤدي هذا الغرض لا تزال غير متوفّرة لا سيما في العراق موضوع هذا البحث !
وهناك عوامل عديدة تعيق ظهور طبقة عاملة واعية وثورية قادرة على إحداث التغيير في الظروف التي يعيشها بلدنا في الوقت الحالي لا سيما انه يعيش ظروف إستثنائية فرضها العامل الدولي قبل كل شئ وابتلى بها الشعب الذي إنقسم في تفسيره للحالة بين تحرير وإحتلال وبين عملية ديمقراطية وأخرى كارتونية ، ومن بين هذهِ العوامل تراجع الحالة المعيشية التي دفعت أغلب أبناء العراق للبحث عن أكثر من فرصة عمل لتمكين أسرِهم من العيش في الحد الأدنى لمتطلبات الحياة وجائت هذه طبعاً على حساب تطوير الحياة الفكرية والثقافية والتسلح بالوعي المطلوب القادر على مواجهة التحديّات في الحياة اليومية بدلاً من الاستسلام والخضوع الذي ساد الحالة في أغلب فترات العراق السياسية ...
المواطن العراقي في هذهِ الحالة يكون معذوراً وتعود حالة القصور هنا الى إنعدام التوجيه الإعلامي عند القوى المعارضة او ضعفها في الاستفادة من الاعلام بالطريقة الملائمة التي تسلح هذا المواطن وتعجّل من تخلصهِ من الوضع المُزري الذي يعيشه ُ ، وتراجع الحياة المادية أسهم بشكل مباشر في تراجع قيمة العلم والدراسة بشكل عام وأصبحت هناك أولويات في صدارة التفكير دفعت بقيم حسّاسة ومهمّة لتقدّم اي مجتمع الى الخلف . أفرز التخلي عن العلم والاهتمام به حالة من غياب الارادة الشعبية التي أصبحت غير قادرة على إستيعاب أن مهمة تغيير المجتمع نحو الأفضل تتطلب التسلح بالوعي والبوّابة الحقيقية لهذا الوعي هو العلم نفسه ...
وهنا لعب نظام حكم صدام حسين الدور الأبرز في تحطيم مرتكزات التطوّر في العراق منذ الوهلة الأولى لسيطرتهِ على الحكم في العراق ، من خلال إعتماده على نشر منظومة من القيم الرجعية متكاملة لتحطيم عزيمة القوى التي كانت تعارضه ، ومن البديهي هنا الأعتراف بأنَّ صدام حسين لم يكن يمتلك لا ذكاءاً ولا وعياًعميقاً يؤهله لمواجهة معارضيه بهذهِ الطرق بل أنَّ أطرافاً دولية كانت تساعده في هذهِ المهمة وتكشف له طبيعة الخطوات التي ينبغي عليه السير بها كي يتغلب عليهم ، ولعبت الحروب التي شنّها على كل من ايران والكويت دوراً مكملاً في إعادة المجتمع العراقي الى الخلف لان تلك الحروب لم تكن قائمة على أسس قانونية ومنطقية مشروعة تخص مصير الشعب العراقي وحياته بل كانت مغامرات شخصية ساهمت في جعل العراق بلداً متخلفاً مليئاً بالأمراض الاجتماعية والسيّاسية والإقتصادية وسهّلت عمليّاً إضعاف المعارضة من خلال وضعها في موقف مع او ضد أثناء الحرب ، في الوقت الذي أصبحَ الشعب معزولاً غير قادراً على التعبير عن موقفهِ بسبب القمع السيّاسي والإرهاب الذي مارسهُ نظام صدام أثناء تلك الفترة من تاريخ العراق ..
هل تمكن الحزب الشيوعي العراقي من إستيعاب طبيعة العلاقة السائدة بين صدام والاتحاد السوفيتي؟
الجواب بكل تأكيد ..كلا ولو إفترضنا جدلاً ان التحالف بين البعث والشيوعي في تلك الفترة تم على أساس التوصيات السوفيتية ولم يكن الحزب الشيوعي العراقي يرغب في الخروج من المنظومة الأممية للشيوعية او يرغب بإزعاج القيادة السوفيتية لماذا لم يُحدّد موقفاً واضحاً من التعامل مع تلك القيادة بعد إنقلاب صدام على تحالفهم ودفعوا الألوف من أنصارهم الى ساحات الإعدام والموت ؟ كان بإمكان الحزب الشيوعي العراقي منذ تلك الفترة الأعلان عن إبتعاده عن التأثيرات الدولية والخضوع لها أمام وضع سيّاسي كالذي عاشوه في تلك الفترة ، كان بإمكانه أن يأخذ منحاً وطنياً خالصاً في تعامله مع الطرفين صدام والسوفيت لان المعادلة غدت واضحة للجميع وهي ان هناك نظام حكم دكتاتوري يعادي تطلعات الشعب للعيش بأمان وإستقرار ينبغي إسقاطه مهما كلف الثمن ودون الاعتماد على قوى خارجية مع ذلك سنتجاهل التبريرات التي تتحدث عن الظروف الدولية التي تحكمت بالقرار آنذاك ، ونتجه نحو الدعم اللامحدود الذي قدّمه السوفيت لصدام من أسلحة متطوّرة الى تدريب أجهزة مخابراته في موسكو الى حمايته من عمليات الاغتيال والانقلابات العسكرية وجعل المعارضة العراقية قوى هامشية مكروهة لدى الشارع العراقي رغم انها كانت في تلك الفترة قوى سيّاسية نشطة وتمتلك طروحات واقعية لكنها كانت تتعارض والمشاريع الغربية الأطلسية في المنطقة لهذا أسهم العامل الدولي في إضعافها الى أقصى الحدود ...
هذا الدعم اللامحدود كان ينبغي ان يكون دافعاً قويّاً لقيادة الحركة الشيوعية في العراق لان تتخذ موقفاً صلباً من الذين كانوا يوفروا الدعم والاسناد لنظام مجرم كنظام صدام حتى ولو كانت تلك القوة هي الاتحاد السوفيتي نفسه .. مع ذلك لم يتخذ الحزب أيَّ موقف لا من قريب ولا من بعيد وأراد ان تسير العلاقة الأممية مع السوفيت على شجيّتها حتى دون توجيه الأسئلة للقادة السوفيت ما هي علاقتكم بهذا المجرم ؟ لماذا تدعموه ؟ لماذا تقدّموا له كل هذا العون ؟ ان مجرّد طرح هذه الاسئلة على السوفيت من قِبَل أي شيوعي عراقي كانت تعني عمليّاً أنه خائن ينبغي تصفيتهِ !!!
التحالفات السياسية هي الاخرى لم تتوقف عند ذلك التحالف المشؤوم مع صدام بل تجاوزها الى تحالفات أخرى مع جود أثناء حرب الانصار لاسقاط الدكتاتورية ، وعادةً ما تكون هذه السيّاسة وسيلة لاستيعاب وإحتواء أطراف سياسية تضع العراقيل أمام الحزب للوصول الى أهدافه لكن الذي جرى في تلك الفترة كان العكس تماماً وانتهى الأمر الى ان يكون الحزب الطرف الأضعف في تلك التحالفات ...
سقط صدّام وانتهى نظام حكمهِ الى غير رجعة وتعرّض العراق للاحتلال ولم يكن هناك مفر أمام جميع القوى السيّاسية من الاشتراك في العملية السيّاسية التي أنشأتها الولايات المتحدة في العراق ، حتى تلك القوى التي ترى في الولايات المتحدة الشيطان الأكبر والتي كانت تعيش في ايران وسوريا كالمجلس الاسلامي الأعلى وحزب الدعوة وغيرها فهذه القوى لم تكن ترغب في ان تفوتها فرصة السيطرة على الحكم والانتقام من رموز الدكتاتورية لذلك اشترك الحزب الشيوعي العراقي من هذا المنطلق في العملية السياسية وفهو لايعادي الولايات المتحدة طالما ان الدولة الشيوعية الاولى في عالم اليوم (الصين) تقيم أفضل العلاقات معه وكذلك تفعل كل من فيتنام وكوريا الشمالية وحتى وريثة الدولة السوفيتية ( روسيا الاتحادية) إذاً لا عيب في الانخراط في العملية السياسية التي أشرف على إدارتها المحتل نفسه فالحزب الشيوعي العراقي ليس إستثناءاً من تلك المعادلات الدولية التي انبلجت بعد نهاية الحرب الباردة ..
برزت مع دخول الحزب تلك العملية تحدّيات كثيرة لم تكن في أجندة الحزب الداخلية بعد ان أصبح حزباً يؤمن بالديمقراطية البرلمانية والتداول السلمي للسلطة ومن بين هذه التحدّيات الطريقة التي يمكن للحزب الشيوعي التعامل بها مع الشارع العراقي ، فالحالة الجديدة تتطلب موارد هائلة لمواكبة النشاط الاعلامي المكثف الذي تقوم به الأطراف الأخرى في العملية السيّاسية والتي تتلقى الدعم من دول الجوار وحتى من الطرف الأمريكي بينما يعتمد الحزب الشيوعي على ميزانية بسيطة للغاية لا يمكنها مجاراة حتى أصغر الاحزاب اللبرالية على الساحة كحزب الأمة العراقي ! وكذلك ظهور الفوضى في المجتمع العراقي بعد حل مؤسستي الجيش والشرطة وتصاعد التفجيرات والقتل الطائفي والعنصري في البلاد حتى أصبح الخطاب الموّجه الى الجماهير والمصطلحات المستخدمة فيه تشابه تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة والاحزاب السياسية الموالية لها على الساحة ..
حتى ذلك يمكن ان يكون بديهياً في ظل المعطيات السابقة لكن إبتعاد فئات واسعة من القاعدة الجماهيرية للحزب ومغادرة معظمهم للعراق له ما يبرّره ولم يتطرّق اليه الحزب ذات يوم منذ سقوط صدام وهو ان الحزب لم يتعامل بواقعية مع الآراء القادمة له من الشارع العراقي والتي كانت تتحدّث عن إبتعاد قيادة الحزب عن هذا الشارع ولا تعير آذاناً صاغية لجميع الآراء والبيانات التي كانت تناقش واقع الحالة وسبل إيجاد الحلول الملائمة لها ...
يقول لينين ( لا يمكن ان يقوم حزب اشتراكي صلب دون ان تكون له نظرية ثورية ) * وهذا الشئ إذا ما تم تطبيقه على واقعنا العراقي فإنه يجعل الحزب الشيوعي أمام مهمّات ضخمة للغاية كي يُبيّن لجماهيره ان الفكر الاشتراكي الذي يستمد ديمومته منه هو الذي يجب ان يحرّك الجماهير نحو التفاعل مع الحالة الجديدة التي ظهرت في البلاد وبمقدار ما تبذل من جهود في نشر توعية سياسية من هذا القبيل تحصل على نتائج على أرض الواقع وهو واقع الحال الذي وصلته الافكار الاشتراكية في عصرنا فإذا كانت هناك أصوات عملت داخل الحزب الشيوعي لسنوات طويلة تقول ان الشيوعية انتهت وماتت حتى دون ان تكلف نفسها عناء الاجابةعلى سؤال واحد لا غير وهو هل وصل اي مجتمع على سطح كوكبنا الى المجتمع الشيوعي ؟؟ فما الذي يمكن ان يقوله العامل البسيط الذي لم يتمكن من فهم طبيعة البرامج والاهداف التي تتوخاها الاحزاب الاشتراكية له ؟
ان هناك جهوداً جبّارة يجب ان تبذل كي يتمكن المواطن العراقي من وضع ثقتهِ باليسار وأحزابه ومن ضمن هذه الجهود خلق وعي سياسي واجتماعي يؤهل الانسان لوضع صوته الانتخابي في المكان المناسب ومن ناحية أخرى يجب ان تبذل جهود جبّارة لتعرية القوى التي تمارس التضليل والتزوير ونشر الدعايات المعادية للاحزاب الجماهيرية كما حدث مع الشيوعي بالتحديد ...
لا يمكن اعتبار تلك الخطوات التي بدأ بها الحزب في العملية السياسية سيئة للغاية لانها البداية والشعب العراقي لا تزال حالة من الانفعالية العاطفية الدينية تسيطر عليه وحتى يتأكد من انها غير قادرة على تحقيق شئ له سيمضي وقتاً وهذا الوقت سيكون صعباً ليس على الحزب الشيوعي فحسب بل على باقي قوى اليسار بشكل عام ، لان تحقيق الأمن والاستقرار وتوفير فرص عمل لنصف المجتمع العاطل والقضاء على الفساد ورموزه والقضاء على الأميّة التي غدت معدلاتها مخيفة في بلادنا والاستعداد لحالات أشد خطورة مما هو عليه الوضع الآن كلها أولويات ينبغي على الحزب الشيوعي وقوى اليسار الأخرى التعامل معها بمنتهى الجدّية كي لا تشكل عوامل أخرى للإخفاق مستقبلاً ...
ما يثير إستغراب أغلب الشيوعيون واليساريون في العراق هو تحالف الحزب الشيوعي مع أحزاب قومية ودينية ويعتبر هذا الأمر بديهياً وتجسيد للعمل الديمقراطي بينما يسّد الحزب الطريق على تحالف مع الأحزاب اليسارية الماركسية التي لا تنخرط في العملية السياسية وربما تعاديها ، مع ذلك يستطيع الحزب خوض غمار تحالفات من هذا النوع يعمق تأثيره في الساحة السيّاسية ويجعل ثقله واضحاً ..
ان الإنتخابات الأخيرة للمحافظات العراقية أثبتت أن الحزب بحاجة قبل كل شئ لثورة إعلامية يشنّها داخل المجتمع العراقي ، يفضح من خلالها تلك الاساليب التي يمارسها شركاؤه في العملية السياسية والتي تنحدر الى مستوى متدني من الطروحات ويفضح العناصر المرتشية والطائفية والفاسدة و بنفس الطريقة التي أقدم عيها بعض قادة الاحزاب التي نالت أصواتاً أكثر من الحزب رغم انها حديثة العهد ولم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها لكنها وضعت يدها على جراحات فئات واسعة من أبناء الشعب ..
لم يخسر الحزب أصوات الشعب العراقي لان المدّ الديني والقومي والطائفي يتصاعد في العراق بل لان الحملة الاعلامية وطروحات الحزب لم ترتقي لذلك المستوى الذي يؤهل المواطن العراقي لاستيعابه ووضع ثقته به ..لم تبذل جهود كافية لإحداث ذلك التأثير سواء كان هذا الكلام رأياً شخصياً او حتى حقيقة على أرض الواقع ويبقى السؤال الأبرز عند أغلبنا هو ما الذي يمنع تعميق الديمقراطية داخل الحزب الشيوعي اذا كان الحزب يؤمن أصلاً بالديمقراطية البرلمانية ؟؟
ليس ذلك فحسب بل سأطرح مجموعة من التساؤلات علها تجد إجابة داخل أروقة الحزب ومجموعة هذهِ التساؤلات لا بدَّ لها من دفع الحزب للإستعداد للمراحل القادمة من تاريخ العراق ...
ــ هل يمكن للحزب الاستفادة من تجارب أحزاب أخرى حصدت أصوات الناخبين دون لجوءها للشعارات الدينية والطائفية ؟؟
ــ هل تكفي صحيفة طريق الشعب ورسالة العراق والثقافة الجديدة للتأثير في المواطن العراقي دون إصدار عشرات من الصحف والمجلات الموازية على الأقل لتعميق وعي المواطن العراقي بمواضيع مهمة وحسّاسة تخص مصيره وترتبط بالعملية الانتخابية ؟؟
ــ هل يضع الحزب الشيوعي في حساباته الإنسحاب الامريكي من العراق والمرحلة التي ستليه ؟
ــ كيف سيكون موقف الحزب من قيام انقلاب عسكري ربما تعدّهُ الولايات المتحدة نفسها وتطيح بالعملية السياسية الباهظة التكاليف والتي تعمل فيها أحزاب تعلم الولايات المتحدة ان ولاء معظمها في الخفاء يتجه لايران وأطراف إقليمية أخرى ؟؟
ــ هل إستعد الحزب الشيوعي لمواجهة اجتياح تيّار ديني بقوة السلاح بعد الانسحاب الامريكي للساحة وطرده لجميع الاحزاب من الساحة كما فعلت طالبان أفغانستان ؟؟
ــ هل إستعد الحزب لانفراد أحد الاطراف بالعملية السياسية وقيامه بتغيير المعادلة أصلاً في العراق؟
انها جزء من مجموعة من الأسئلة التي تدور في خلد أغلب المتعاطفين مع الحزب وكي يكون التعبير موضوعيّاً أكثر ان هذهِ الأسئلة تجعل المرء يفقد الأمل في وصول الحزب الى شاطئ الامان حتى في العملية السياسية ..
ان الانخراط في العملية السياسية والديمقراطية في العراق قرار يعود للحزب وحده وهو يتحمّل أمام أنصاره تبعات هذهِ الخطوة مثلما نرى أن أيّةِ عملية سياسية تديرها الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها لا من قريب ولا من بعيد لانها زرعت هذا النوع من الديمقراطيات في بلدان عديدة أدّت في النهاية الى تدمير الاحزاب الماركسية التقليدية في تلك الدول بإستثناء بعض الحالات التي تمكن فيها اليساريون من التغلب على الاعيب الامريكان ووصلوا الى الحكم بشعارات مختلفة نوعاً ما ...
ان الخريطة السياسية في عراق اليوم تعّج بالفوضى وبالأحزاب التي تحمل شعارات سطحية لا تستند الى مبادئ عامة وتحصل معضمها على الاصوات رغم ذلك لكنها ستذوب تدريجيّاً بحكم التطوّر ولن يبقى لها مكاناً في المستقبل المتظور لان طموحات الناخب العراقي ستتعمق كلما إزداد خبرة وممارسة هذا في الحالات الطبيعية أما حالات الاستثناء التي تضمّنتها الاسئلة فهي تفتح الأبواب لحوار من نوع آخر وطرح سياسي آخر ...




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعُد لينين بيننا !!
- سقوط الارادة الدولية ...
- حادثة المؤتمر الصحفي لبوش بشكل معاكس ...
- مكافحة العنصرية والأيدلوجية الدموية ...
- ما الذي ننتظرهُ من الإنتخابات المقبلة ...
- الفرصة الكبرى لليسار السياسي الأمريكي ..
- ثورة اكتوبر ...ودولة المجالس العمالية
- سفراء الولايات المتحدة وأشواك اليسار المتمرّد
- الموضوعية ...في وسائل الاعلام الغربية
- حول عودة المهجّرين قسرياً ...
- الثوابت الفكرية للاتحاد الاوربي ...
- الهدف من الإتفاقية الأمريكية مع العراق ...
- دراسة في واقع ألسياسة ألأمريكية .
- ألمكان ألأكثر بؤساً في ألعالم ...
- ألمشروع ألروسي ألجديد للشرق ألأوسط ...
- ألعولمة ... وألمصدر ألفعلي للإنتاج
- ألحركات أليسارية ..وألقواسم ألمشتركة مع معارضي ألعولمة
- جوانب مُظلمة في الحرب الأمريكية على الإرهاب
- ألمرأة ... وألسيّاسة وفقدان ألأنوثة
- ألأحزاب ألماركسيّة ... ووسائل ألإعلام


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟