|
خذلان - الاخوان - من جديد
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 09:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مازالت أوساط المعارضة الوطنية السورية تتداول في مابينها أصداء السقطة المدوية لقيادة الاخوان المسلمين السوريين وخطوتها الارتدادية في الاعلان عن – تعليق – معارضتها للنظام التي لم تفاجىء العارفين ببواطن الأمور من المتابعين لخطى تلك القيادة منذ أعوام باتجاه التواصل والتفاهم مع النظام عبر توسيط من يتمتع معه بعلاقات حميمية مثل اخوان مصر واخوان الأردن وحركة حماس أما حكومة تركيا الاسلامية التي طلب منها التوسط فيقال بانها قبلت دون ابداء الحماس اللازم لانشغالها بالملف السوري الاسرائيلي ومتابعة المفاوضات غير المباشرة أولا وعدم ايلائها قيمة تذكر لقصة الاخوان السوريين من حيث الدور والوزن في المعادلة السورية وكان آخر الوسطاء رئيس اخوان العراق نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي حصل على وعد من الرئيس السوري في زيارته الأخيرة الى دمشق بالاهتمام بالموضوع وعلى أثره قامت قيادة الاخوان في لندن باصدار بيان التوبة – النصوح – تلك في السابع من كانون الثاني المنصرم . في لقائه الصحفي مع وكالة - انترناسيونال يونايتد برس – في الخامس من الشهر الجاري عشية اجتماع الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني كشف السيد عبد الحليم خدام بوضوح عن ملابسات موقف الاخوان وصبه في مصلحة نظام الاستبداد ورفض غالبية الأعضاء لذلك المنحى المخالف لميثاق الجبهة ونهجها وضرورة احالة موضوعهم الى المؤتمر العام صاحب الصلاحية التنظيمية في اتخاذ الاجراء المناسب . أصيب ممثلو قيادة الاخوان في الأمانة العامة بالخذلان مرة أخرى لدى حضورهم غير المرغوب فيه الى اجتماع الأمانة الأخير عندما ووجهوا بأغلبية رافضة لعملتهم الغادرة ومساءلة قاسية لخطوتهم التراجعية المنافية لأصول التحالفات الجبهوية والمناقضة لبرنامج التغيير الديموقراطيي الرامي الى اسقاط النظام والذي كانوا من الموقعين عليه وهم جاؤوا على مايبدو لاقناع الآخرين بموقفهم وأصبحوا متهمين في موقع لايحسد عليه وهو وضع قد يجلب لهم المزيد من الانقسامات الداخلية في الأيام القادمة . ان نظرة فاحصة لسلوك قيادة الاخوان السوريين في الفترة الأخيرة تظهر مدى حجم المأزق الذي يعانونه ومن تجلياته : 1 – أعلن الاخوان أمام الملأ عن – تعليق – معارضتهم وهذا يعني اذا صدقوا أنه لم يعد لهم أية علاقة بأي شيء له صلة بالمعارضة لحين حصول عكس – التعليق – في حين نرى مراقبهم العام يشارك اجتماع الأمانة العامة ببروكسل وكأن شيئا لم يكن محاولا بكل قواه الالتفاف على زملائه السابقين بمناورة مفضوحة بعد تلقي الاتهام والمساءلة طالبا امهالهم فترة زمنية لأن الخلاف على أشده في قيادتهم ومهددا باعلان الانسحاب النهائي - وكأنهم لم ينسحبوا بعد – اذا ما تطرق البلاغ الختامي للاجتماع من قريب أو بعيد الى موضوع الاخوان المسلمين أو اذا تضمن أية ادانة لموقف حركة حماس من مسألة المرجعية البديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية . 2 – غالبية أعضاء الأمانة العامة تتصدى لمناورة المراقب العام وتقرر تضمين البلاغ الختامي الصادر في السابع من شباط الجاري الفقرة التالية : " و قد درست الأمانة العامة بيان جماعة الإخوان المسلمين في سورية الصادر بتاريخ 7 كانون الثاني 2009 و المتضمن تعليق أنشطتهم المعارضة فأرتأت الأكثرية أنه لا ينسجم مع ميثاق الجبهة " 3 – غالبية الأمانة العامة تستهجن الشرط الثاني للمراقب العام وتسجل في البلاغ الفقرة التالية : " و كان ملفتا تصريح السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس و الذي أعلن فيه عن العمل لبناء مرجعية فلسطينية جديدة غير منظمة التحرير الفلسطيني قاطعا الطريق على كل المحاولات المبذولة عربيا و فلسطينيا لعودة الحوار الفلسطيني و إستعادة الوحدة الفلسطينية ". 4 – كما تضمن البلاغ فقرات ذات معنى كتفنيد مباشر لسلوك قيادة الاخوان المسلمين وموقفها المؤيد لسياسة النظام السوري تجاه أحداث غزة كما جاء في الفقرة التالية من البلاغ : " و مما لفت نظر الراي العام العربي أن كلا من إيران والنظام السوري ساهم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للذبح بحملة من الشعارات و الخطب فقط في الوقت الذي كانت الأعمال العدوانية الوحشية تصب قنابلها على رؤوس الفلسطينيين في قطاع غزة ". 5 – من دون الدخول في تفاصيل قرارات وتوصيات اجتماع الأمانة العامة السرية بخصوص خطوة قيادة الاخوان الغادرة نسمح لأنفسنا القول بأنه وحسب الموقف العام لأعضاء جبهة الخلاص فان الاخوان المسلمين سينالون جزاءهم العادل في المؤتمر العام بغض النظر اذا كانت قيادتهم ستظل في لندن حتى ذلك الحين أم ستحط الرحال في دمشق الأسد بعد أن كانوا في السابق في بغداد صدام . التساؤل المطروح الآن : هل ستمضي قيادة الاخوان أو قسم منها في – تعليق – المعارضة والتحاور مع النظام ؟ هل ستعود قيادة الاخوان أو قسم منها الى الرشد وتعلن الاعتذار على فعلتها الغادرة ؟ وماذا عن دور وتأثير جماعة حماة المبعدة من مراكز القيادة بزعامة المراقب العام السابق السيد عدنان سعدالدين بعد انقلاب جماعة حلب ؟ هل سينفذ المراقب العام تهديده بالانسحاب من جبهة الخلاص بعد أن ضربت الأمانة العامة شروطه عرض الحائط ؟ قد تحمل الأيام والأسابيع القادمة أجوبة ما .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاخوان المسلمون : تعليق - معارضة - أم تعليق الطربوش
-
مفاوضات - غير مباشرة ! - مع الكرد أيضا
-
دفاعا عن منظمة التحرير الفلسطينية
-
عنزة .. ولو طارت
-
المتحول في حروب الشرق الأوسط
-
فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -
-
وداعا محمود أمين العالم
-
تعقيب على بيان الاخوان المسلمين
-
اطمئنواحماس بخير تحت أنقاض غزة المنكوبة
-
نتضامن مع فلسطين ونرفض نهج – حماس -
-
الحل : ترميم البيت الكردي
-
- حذاء - الدمار الشامل
-
نهاية جنرال
-
ظاهرة الحوار المتمدن
-
غزوة بومباي
-
عندما يستغرب نائب الرئيس
-
- ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
-
- نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
-
هذه هي ثقافتهم
-
حدود - التغيير - في عهد أوباما
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|