أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - حقيقة لا بد منها














المزيد.....

حقيقة لا بد منها


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 784 - 2004 / 3 / 25 - 08:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مللت من الكلام حول الأحداث الدامية التي شهدتها المدن الكوردية في سورية بالإضافة إلى بعض أحياء دمشق وضاقت نفسي من تكرار سرد الوقائع التي أدت إلى تلك الحوادث الأليمة لا لأنها لا تستحق الكلام عنها بل على الذين خاضوا تلك اللحظات أن يؤلفوا كتب وروايات عنها ولكن وفقط لأن ذلك لا ولن يجدي نفعاً ما دام هناك شخصيات لا مبالية بعظمة الأحداث التي جرت وتصغير الإعلام الرسمي السوري من عظمتها وهولها والتي لازال يكتم عنها الأنفاس بل بدأت منذ يومها الأول باعتقال الآلاف من أبناء شعبنا الكوردي في سوريا.

أتساءل: ما هي الدوافع التي أدت إلى تلك الأحداث؟
ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت المحافظ وقائد شرطة المحافظة وأمين فرع حزب البعث إلى أن يشنوا حرباً على الأكراد؟ وقالوا بالحرف ( رشوهن هذا تمرد كوردي ).
ماهي الأسباب التي أدت انقلاب مبارة لكرة القدم إلى مجزرة حقيقية بكل معنى الكلمة؟
أسئلة سهلة الإجابة عنها بلسان القتلة وغير ممكنة الإجابة بلسان من فقد ابنه أو أخاه أو صديقه ...الخ في مصادمات عنيفة لم يستفد أحد منها إلا الذين خططوا لها.

بعد مرور أكثر من أربعين سنة على فرض القوانين والأحكام العرفية وحالة الطوارئ التي استمرت أكثر من حدها وتغيرت ظروف سوريا والمنطقة بأسرها والعالم كله ظل السوريون تحت وطأة الأحكام الطارئة وحكم العسكر والأمن والمفارز والفروع بقي السوريون يحلمون أن يستدعوا إلى أي فرع أمني بورقة استدعاء ولا بهاتف حقير يأتي أغلب الأحيان بعد منتصف الليل أو يتربص به رجال الأمن وهو يدخل منزله عائداً من عمله أو من مشوار خاص ظل السوريون يحلمون مدة أربعين سنة أن يوافق الأمن على توظفيهم بدون تحقيقات وتساؤلات تكون غبية أحياناً كأن يتهم المسيحي بأنه من جماعة الأخوان المسلمين أو العربي بأنه متهم بانتمائه لحزب كوردي أو يتهم الكوردي بأنه عميل أو كان عميلاً للبعث اليمني العراقي.

بعد مرور أكثر من أربعين عاماً يتمنى العريس أن يتزوج ويكمل مراسيم زواجه دون أن يذهب ليطالب السلطات بورقة هي تصريح له بأن يقيم حفل زفافه مر أكثر من أربعين سنة ولازال المواطن السوري يتمنى أن يحصل على جواز للسفر دون أن يمرمره الأمنيون المتسلطون مر أكثر من أربعين سنة ويتمنى الكوردي أن يعترف به كإنسان أخر من قومية أخرى يعيش على أرض سورية الحبيبة سورية التي دافع ويدافع وسيدافع عنها ضد كل دخيل أو غازٍ أو محتل ولا يريد سوى الاعتراف به كإنسان ليس عربي بل خلقه الله عز وجل كوردياً لا يد له ولا دخل له في اختيار قوميته.

ظل الكوردي سنين طويلة ليقال عنه بأنه كوردي موجود على أرض سورية ويعيش عليها منذ ولادة سورية وإنه شريك في الوجود السوري وينتمي إلى العائلة السورية المختلفة الأشكال والألوان منتمي إلى هذا الفسيفساء مع غيره من النسيج الاجتماعي السوري وإنه لم يأتي من الدول المجاورة كما يهذي الكثير من المسئولين لطالما حيرتني هذه الهلوسات مادامت سورية الطبيعية تضم إلى نفسها ديار بكر وعنتاب و نصيبين وماردين والمدن الأخرى على الشريط الحدودي السوري التركي وتقر كل القيادات السورية بهجرة الأكراد من تركية إليها فهذا الكلام ينافي المنطق والعقل فإما أن يتنازلوا عن ملكية الحقيقية لتلك المناطق التي مزقتها دول الاستعمار وأبعدتها عن سورية الأم أو يعترفون بوجود الأكراد ضمن سورية الطبيعية وما كانت هجرة الأكراد من ماردين ونصيبين إلى القامشلي والحسكة وعامودا إلا كهجرة ابن إدلب إلى حلب وحمص وكهجرة ابن درعا والسويداء إلى دمشق والأجدر بهم أن لا يكرروا مثل هذه الهلوسات.

الاحتقان السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي قبل كل شيء هي التي فجرت تلك الأزمة وسياسات العسكر اللا مسئولة وانتهاكات الحقوق الإنسانية للمواطن هي التي دفعت يهؤلاء إلى إحراق المؤسسات الحكومية التي لم يحس الكوردي ولا مرة بأنها تمثله أو تخدم مصلحته بل كانت دائما نقطة سوداء ووصمة عار في جبينه لأنه ذاق الويلات منها و نال ما نال من التحقير والإذلال والتصغير وحتى القتل.

تلك المآسي والكثير غيرها أدت إلى تفجير تلك القنبلة الموقوتة والتي لم تحصد سوى عشرات الشهداء ومئات القتلى وآلاف المعتقلين ومآسي لا تنسى وآمال ظلت ضائعة وأحلام لم ولن تتحقق مادام الوضع هكذا.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإذا القامشلي سئلت بأي ذنب قتلت
- حرية المرأة والقوانين الدولية
- عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة
- حقد عربي أم عربي حاقد ميشيل كيلو نموذجاً
- سجالات رخيصة على طاولة مستديرة
- فدرالية كوردستان أدنى من الحد الأدنى
- إسلام متطرف أم تطرف إسلامي
- تحية عطرة إلى شهداء المجزرة
- الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة
- الفجر الأحمر
- المؤامرات الدولية بحق الأمة الكوردية
- تجاوزات يومية لمواد دستورية
- الحوار المتمدن حوار للتمدن
- رسول حمزاتوف ........... وداعاً
- حضارة على أنقاض حضارات
- اللغو في الكلام
- الكورد بين مبادئ الإسلام وظلم المسلمين
- حبر على ورق
- الكورد والمواثيق الدولية


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - حقيقة لا بد منها