أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - البقاء فوق الخراب ليس إنتصار














المزيد.....

البقاء فوق الخراب ليس إنتصار


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 07:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ زمن عبد الناصر أصبحت لا توجد في منطقتنا هزائم ، و لم يعد لدينا مهزومين ، نحن لسنا ألمان و لا أرجنتينيين ، و المهزومين لدينا أبطال ماداموا لازالوا في السلطة ، فالعبرة في النصر أصبحت بالبقاء و ليست بأي إعتبار منطقي أخر مثل تحقيق الأهداف ، و لولا القرآن الكريم و الحديث الشريف و السيرة النبوية ، لأعتبرت أجيال هذا العصر معركة أحد إنتصار أخر للمسلمين ، فبمنطق المنطقة اليوم ، منطق أن البقاء في الحكم برغم ثقل الهزائم هو معيار النصر - منطق عبد الناصر و عرفات و صدام و حماس و غيرهم - لم ينجح المكيون في القضاء على الكيان الإسلامي بالمدينة المنورة ، و ظل الرسول ، صلى الله عليه و سلم ، على رأس ذلك الكيان الإسلامي الوليد ، برغم الهزيمة .
أعلم إنني في القلة التي تسير عكس التيار الرائج الأن و المزاج الشعبي السائد على الساحة العربية و الإسلامية و المصرية ، و لكنني لم أترك بيتي و أخرج من مصر ، و أتعرض للمخاطر بالخارج ، لأنافق في رومانيا ، و سأظل أقول الحقيقة كما أراها .
سأظل من القلة التي تسير عكس إتجاه الزفة الحالية ، لأن معياري الشخصي هو المعيار القديم ، المعيار الأصيل ، معيار أن الذهاب لمعركة لا ضرورة لخوضها هو جريمة كبرى ، و تزداد كبراً عندما تكون الخسارة شبه مؤكدة .
لهذا أؤمن بأنه مثلما ستسأل الموؤدة بأي ذنب قتلت ، فإنني لا أشك بأن كل طفل قتل في غزة في الحرب الأخيرة ، سيسأل بأي ذنب قتل ، و لكنه لن يسأل فقط السياسيين و العسكريين الإسرائيليين ، و لكن أيضاً السياسيين و العسكريين في حماس و الجهاد الإسلامي و غيرهما من المنظمات النشطة في غزة ، و كذلك سيسأل القادة الروحيين لتلك المنظمات و الذين شرعنوا أفعالها ، و كذلك القادة السياسيين و العسكريين و الروحيين من خارج غزة ، و الذين شجعوا حماس و غيرها من المنظمات على الدخول في حرب بلا هدف .
أن ما يدمي قلبي ليس فقط الخسائر البشرية و الدمار المادي ، و لكن أيضا الغباء الإستراتيجي الذي أرتكبته حماس ، عندما تركت أعدائها يوجهونها إلى حيث منفعتهم الشخصية .
لقد أصبح اليوم من المؤكد أن مبارك يسلح حماس ، الدلائل على ذلك ليست فقط شريط فيديو إسرائيلي ، و لا رفض مبارك لوجود مراقبين ، و لكن أيضا بالحساب العقلي .
لقد ضرب مبارك عدة أهداف بحجر واحد ، فكل صاروخ يطلق إنما هو تأكيد للعالم على أن حماس و الإخوان و كل الإسلام السياسي ، ليسوا إلا جماعات عنف لا تصلح لقيادة الدول ، و أن على العالم الحر مساندته و أبنه لأنه لا بديل لهما على الساحة المصرية .
لقد كان على حماس أن تدرك بأن صواريخ مبارك ليست أبداً لمصلحتها و لا لمصلحة الغزاويين و لا كل الفلسطينيين .
إنني أسأل حماس : لماذا لا تضعين مبارك موضع الإختبار ؟
لماذا لا تنهجين نهج السلام ، و تركزين على التنمية و الإعمار ، و تكون الرفاهية و العدالة هما غايتك ؟
أطلبي من مبارك المعونة المادية و الفنية للإعمار ، و لتحسين الخدمات الصحية ، و للقضاء على الأمية ، و للتنقيب عن الغاز الطبيعي و غيره من الموارد الطبيعية في غزة و مياهها الإقليمية ، فقد إكتشفت إسرائيل لتوها مكامن للغاز الطبيعي لديها ، فربما يكون في غزة أيضا ، و لتري هل الذي يمدك بالسلاح سيقبل أن يمدك بالمعونة الفنية من أجل التنمية و الرفاهية .
لقد كنت أتمنى أن تكون غزة ، في ظل حماس ، منطقة نموذجية لحكم القانون و إستباب الأمن و إنعدام الأمية و للخدمات الصحية و التعليمية و التأمينية الإجتماعية المثالية ، و واحة للتصنيع و التجارة ، و مثال للتسامح الديني و حماية حقوق الإنسان .
كنت أتمنى أن تكون غزة نموذج رائع يقول للعالم : لا تخاف من الإسلام السياسي ، لا تصدق الأكاذيب التي تروج عنه ، الشعوب العربية تعرف معنى القانون و تحترم حقوق الإنسان ، و تؤمن بالسلام ، و تسعى للرفاهية ، مثلها مثل أي شعب في العالم .
لكن حماس و من ورائهم جماعة الإخوان فشلوا في الإختبار ، و ساروا في طريق لا يلوح فيه بصيص أمل .
إننا في حزب كل مصر نقول للطاغية : أنك و إن نجحت في إفساد حماس و الإخوان ، فإنك لن تنجح في إفسادنا ، فطريقنا مختلف عنهم و عنك منذ البدء ، طريقنا طريق السلام و التسامح و الحرية و العدل و المساواة و الرفاهية و الإعتزاز بتراثنا مع إنفتاحنا على العالم .
و للشعب المصري نقول : رأيتم طريق الإخوان ، طريق الحماس الأعمى ، طريق مهادنة السلطة في الداخل من أجل دعم مغامرات غير محسوبة بالخارج ، كرست حكم الفقر و الإستبداد في مصر ، و حكم الدمار و الخراب في غزة ، فلكم الخيرة بين الإخوان و من ذهب ليتحالف معهم ، و بيننا .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية
- سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقر ...
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى
- أثر أحداث غزة على مصر ، الإخوان أكبر الفائزين و آل مبارك أكب ...
- لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟ لما ...
- إلى غزة قدمنا العرض الأسخى ، و الأكثر واقعية و ديمومة
- الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، و لكن أين نقف نحن ؟
- آل مبارك الأسرة الثانية و الثلاثين الفرعونية ، بدعة المواطنة ...
- الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟


المزيد.....




- قادة يهود في بريطانيا يرفعون الشعار ضد نتنياهو
- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي
- الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا -على طريق القداس ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على نايل سات وعرب سات بأشارة ...
- اللواء سلامي: الجيش مع حرس الثورة الإسلامية سور منيع للبلاد ...
- عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - البقاء فوق الخراب ليس إنتصار