أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الإسلام السياسي














المزيد.....


الإسلام السياسي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 01:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذاع صيت هذا المصطلح وأنتشر في الإعلام بُعيد الثورة الإيرانية ، ومعناه ببساطة هو الدمج الإكراهي بين الإسلام والسياسة ، أي هو الدمج والمزاوجه بين الخيرالمطلق وضده .

فالإسلام كما أفهمه أو كما هو وارد في الكتاب المجيد [ عبارة عن مجموعة قيم ومُثل ] ، والسياسة كما هي مدونه في المعاجم [ وتعني فن الممكن ] هذا الممكن في الأشياء المتعامل فيها وبهذا يمكننا إلغاء القيم على حساب المصالح وهنا نستعير كلام قديم جديد وجدناه في كتاب الأمير لميكافيلي .

ومن هنا أو قل لذلك يكون الدمج هذا غير منطقي لأنه يُراكب بين الحلال والحرام في الدائرة الواحدة وفي الشيء الواحد ، وهذا كما ترون إضرار متعمد بوحدة الدين ووحدة المشروع الإلهي ، الذي بنى ويبني قواعده على أساس الصراط المستقيم أو على أساس مجموعة الوصايا الواردة في جميع كتب السماء التي توصي بعدم الكذب ، وتظل توصيك بان لاتقتل في عشرة كاملة من الوصايا .


والسياسة في مبانيها العامة لا تمنع من الكذب !! بل هو الدارج فيها سواء في خطابها العام أو في ثقافتها المحكية من الكلام و المواثيق والوعود إلخ إلخ إلخ !!! ، وتحويل الإسلام لكي يكون كذلك هو المرفوض من قبل الله كمبدأ وكمحتوى ، وللتذكير فقط نقول إننا في مناسبة متقدمة كتبنا : بإن الرسول محمد - ص - لم يؤسس للدولة ولم يمارس السياسة بمعناه الميكافيلي بل كان يعيش حركة الدعوة يمارسها في صورة الأمر والنهي ، وهذا الكلام منا يجري في سياق الواقع المحكوم من قبل الله والوحي عبر السور والآيات كقوله تعالى : - ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه - إذن هذا هو الضابط في حركة الرسول - ص - ، ومن جاؤا بعد الرسول عاشوا حركة الصراع المحلي القبلي ولم يتسنى لهم تأسيس الدولة بمفهومها الدقيق .



لهذا نقول إن تحويل الدين على غير ماهو مطلوب منه إضرار بالدين وإضرار بالناس التابعين له وهو تعويم للفكر المطلق المنافي لمعنى التبرير حسب الشرط الموضوعي ، الذي يكثر في ظله النفاق والدجل والحياة بأكثر من وجه واحد ، أي إنه يكون الفعل الذي يُنهي الشفافية في القول والعمل مما يعني سيادة كل شيء وتبرير كل شيء ، وهذا هو عينه الذي أنتج جيل من الوضاعين من رواة الأخبار وهو نفسه الذي خرج لنا فقهاء ممن أباحوا سلطة الحاكم الظالم - حتى وإن ضرب الظهر وأنتهك العرض - فعلى الناس السمع والطاعة ، في ممارسة وتهريج تم فيه ومن خلاله تحليل الحرام وتحريم الحلال كل هذا وغيره يتم وفق رغبة و مزاج الحاكم السياسي .




هذا السلوك الديماغوجي رأيناه بكثافة في تاريخ الإسلام السياسي مع الدولة الأموية وماتلاها من حكم السلاطين والخلفاء الملوك ، ولازال هذا الفن الخاسر يمارس دوره ودعايته في تذويب ما بقي من قيم دينية نبيلة ساهمت في إرتباط الناس بالدين وبالله ، لكن هذا التحويل السياسي للدين باعد بين الله وبين الناس وشكل خروقات واضحة في معنى ومفهوم الصراط المستقيم ووصاياه العشرة المبثوثة في كتب السماء المتنوعة .




ولكي تصحح العلاقة تلك يجب فك الإرتباط القهري أو الدمج الإكراهي بين السياسة وبين الإسلام ، ويجب الضغط بإتجاه خلق واقع سياسي صحيح خالي من روح التزوير الإيديولوجي الذي يروج له مع غياب مشاريع في التنمية والإصلاح والعمل .




وتجربة الإنتخابات المحلية للبلدات العراقية الأخيرة عاشت هذا السلوك ، في إستغلال خطير للدين وقيمه في مجالات العمل السياسي ، ولكون ذلك يُشكل عبء واضح مارس البعض تزوير في خطاب التغطية .




والتصحيح الذي نقصده هو فعل إجرائي مزدوج التركيب ومتعلقه الإنسان الذي يجب ان يخرج بإرادته من دائرة الإنجرار دون وعي لخطاب الإسلام السياسي ، ومحاكمات الفعل من خلال الواقع لا من خلال التضليل والتهريج والتغرير الذي مافتئ دعاة الإسلام السياسي يمارسونه في كل المناسبات ومن دون تمييز من الشعارات إلى العبادات والممارسات الطقسية ناهيك عن التعميه اليوميه والحديث فيها يطول .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة
- وحدة الليبراليين في العراق


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الإسلام السياسي