أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صابر معروف - الجامعات العراقية ....ظلال السياسة وخفوت البريق















المزيد.....

الجامعات العراقية ....ظلال السياسة وخفوت البريق


صابر معروف

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الجامعات العراقية ....ظلال السياسة وخفوت البريق
تميزت الجامعات العراقية في عقدي الخمسينات والستينات ببرامجها التعليمية الرصينة والمستنده على العلمية والمهنية العالية المدعومة بكل مستلزمات الرقي من اساتذة اكفاء وبنى تحتية هامة كالمختبرات والمكتبات والورش العملية اضافة الى متخصصين في مجال التخطيط والتنفيذ والمتابعةلرسم السياسات العلمية والعلاقات بالجامعات العالمية ومراكز البحوث ,وقد كانت جامعة بغداد هي الجامعة الام التي تخرجت منها العديد من الكوادر العلمية والادبية الكفوءة قبل ان تفتتح جامعات الموصل والبصرة والمستنصرية والسليمانية لتسير على نفس خطاها وان بمستويات متفاوتة ولتتوسع قاعدة التعليم الجامعي بشكل مدروس ليساهم في التحديث والتطوير من اجل بناء المؤسسات ورفدها بالكوادر المتخصصة في كافة المجالات , وقد ساهمت في كل ذلك اسماء كثيرة ومعروفة من العلماء والاساتذة العراقيين بعد تخرجهم من جامعات عالمية عريقة ونقل خبراتهم الى الاجيال العراقية من طلبة العراق الذين اضحوا كوادر علمية مرموقة لازال الكثير منهم متواصلين مع العلم في اكبر جامعات العالم.
لقد وضع البعثيون نصب اعينهم بعد انقلاب 1968 اهمية ادارة المؤسسات التعليمية في العراق وخاصة التعليم الجامعي وفق رؤيتهم لاهمية دورها في اشاعة مفاهيمهم الضيقة المستنده على قاعدة الولاء لفكر البعث وقيادته اولا دون الاهتمام بالكفاءة والمقدرة العلمية ,ولان واقع الحال في وقتها يشير الى ان الكوادر العلمية والمهنية في الجامعات العراقية في ذلك الوقت لايشكل البعثيون فيها نسبا تذكر فان برامجهم ركزت على اساليب التهديد والترغيب من اجل احتواء البعض وعزل المعارضين اضافة الى ارسال البعثات الى الخارج من الطلبة المنتمين الى الاتحاد الوطني الذراع الطلابي لحزب البعث بغض النظر عن المستوى العلمي ليعودو بعد سنوات بشهادات عليا من الخارج كي يكونو اساتذة للجامعات رغم ان نسبة كبيرة منهم لازالت الشكوك تحوم في اساليب اجتيازهم للدراسة في الجامعات التي درسو فيها ,وابتداءا من منتصف السبعينات كان جميع طلبة الدراسات العليا في الجامعات العراقية ملزمون بتقديم تاييد بانتمائهم الى الاتحاد الوطني كشرط اساس لقبولهم في الدراسات العليا.
بعد ارتقاء صدام لموقع الرئاسة في تموز 79 اكتملت حلقات تسييس التعليم العالي ودخوله ضمن اجتهادات القائد الضرورة ,وعندها كانت بدايات هجرة الاساتذه والكوادر العراقية في جميع الاختصاصات
لتشكل نزيفا عراقيا لازالت فصوله مستمرة الى الان ,ولتبدء خطوات الخراب العام مع بداية الثمانينات ونشوب الحرب العراقية الايرانية وبعدها الحصار والحروب الامريكية وفصلها الاخير باحتلال العراق وما حدث منذ 2003 الى الان ,ومع ان الخراب طال كل جوانب الحياة في العراق الا ان مالحق بالجامعات والتعليم بشكل عام كان قاسيا ومؤثرا ويحتاج الى جهد استثنائي ونوعي لتثبيت مؤشر الانحدار اولا وبداية اعادة البناء العلمي من اجل تعويض الخسارات الجسيمة وتحريك مؤشر التطور باجاه الصعود,
,ولان التعليم العالي يستند الى سلم التعليم الاولي والثانوي فان الاهتمام بهما يجب ان يكون استثنائيا وذلك بمعالجة ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس والاهتمام بالابنية المدرسية واعادة تقويم المناهج واعادة هيكلية الادارات العتليمية والاهتمام بالكوادر التعليمية وصولا الى انتظام السلم التعليمي لكي يعطينا في النهاية طالبا مؤهلا للدخول الى الجامعات والمعاهد العليا.
لقد استبشرنا خيرا كباقي ابناء شعبنا في ان الخلاص من الدكتاتورية سيفتح كل مجالات الحياة نحو الارحب والاجدى بعد سنوات الحرمان والاحتجاز القسري للحياة بكل جوانبها من قبل عصابات القتل والاجرام المتسلطه على رقاب الناس ,وبالتاكيد حلمنا بعودة جامعاتنا الى مستوياتها المشرفة التي كانت عليها قبل التدمير الفكري والنفسي الهائل الذي تعرضت له ,لكن ماحدث الى الان لايمكن ان نصل من خلاله الى مانطمح في نهضة علمية نلتحق من خلالها بركب العلم المتقدم سريعا وبدلا من ان نركز على توسيع جامعاتنا واكمال مستلزماتها الناقصة فوجئنا بافتتاح جامعات جديدة في المحافظات لاتشكل اي منها صورة حقيقية لمفهوم الجامعة لانها لاتعدوا اكثر من ابنية وقاعات وادارة وبعض الاضافات التي تعطي لكل كلية جزء من مبرر اسمها , والغريب ان بعض هذه الجامعات الجديدة لاتبعد عن بعضها سوى بضع عشرات من الكيلومترات تفصل بين محافظة واخرى ,ومثال على ذلك جامعتي بابل وكربلاء اضافة الى اتخاذ قرار في وزارة التعليم العالي بافتتاح جامعة قريبا في الفلوجة التي تبعد عن بغداد 50 كيلومترا وعن جامعة الرمادي 50 كيلومترا كذلك وهناك الكثير من الامثلة التي تدعم هذا الامر, اضافة الى ان هناك كليات نوعية كالطب والهندسة فتحت في المحافظات رغم ان هذه الكليات لايمكن ان تخرج اطباء او مهندسين دون ان تكون دراستهم النظرية والعملية مستوفية لكافة مستلزمات الشهادة التي سوف يحملنوها لان مهنتهم تتعلق بارواح الناس قبل ان تكون هي مجرد حصول على شهادة جامعية.
ان ملف انشاء جامعة يتطلب دراسات مفصلة حول كل مايتعلق باختيارات الموقع الجغرافي والبشري
وعلاقات ذلك بالبلد بشكل عام ,اضافة لدراسة كل مستلزمات الجامعة من اعداد الطلبة والاساتذه
والمنشأت كالقاعات الدراسية والمختبرات والورش التدريبية والحقول البحث العلمي والاقسام الداخلية والادارة والمؤسسات الحكومية الساندة واعداد الطلبة المتخرجين من المدارس واقرب الجامعات في المنطقة للوصول الى الجدوى المبتغاة من انشاء تلك الجامعة,لكن الذي حصل ولازال يحصل في العراق ان قرارات افتتاح الجامعات في المحافظات يعتمد على اراء المسؤولين في مجالس المحافظات دون ان يكون مركزيا من قبل وزارة التعليم العالي التي يفترض ان اختصاصييها في هذا المجال هم المعنيين في الامر ,وان كانت قرارات افتتاح جامعات في المحافظات العراقية صادرا من وزارة التعليم العالي العراقية فان ذلك هو المحزن فعلا والخطير مستقبلا والذي يجب ان تعيد الوزارة النظر به سريعا كي تستعيد الجامعات العراقية سمعتها الجيدة عالميا بعد ان انهارت طوال العقدين الماضيين من خلال عوامل كثيرة اخطرها ضعف المستوى العلمي لخريجيها.
لقد كان للكوادر العراقية العلمية المهاجرة سمعتها العالية في كل الاختصاصات في الدول التي استقرت فيها وقد واصلت هذه الكوادر عملها واجتهادها رغم ظروف الاغتراب القاسية التي لم يعتدها العراقيون ولازالت سمعة الاستاذ العراقي في الجامعات التي انتسب اليها في غاية الاحترام سواء في الدول العربية او الاجنبية ولكن رغم ذلك فان تلك الكوادر تعرضت ومازالت تتعرض لصنوف الابتزاز
في ماتستحق من رواتب لقاء ماتقدمة من جهود علمية وانسانية كبيرة نتيجة اضطرارها للعمل في تلك الدول ,لذلك المطلوب من الحكومة العراقية ووزارة التعليم العالي ان تتبنى ملف اعادة الكوادر العراقية العلمية والمهنية بالترافق مع ملف تصويب وضع الجامعات العراقية الجديدة واعادة الحياة للجامعات الكبيرة من خلال اكمال كافة نواقصها وعقد مؤتمر خاص وعاجل تساهم فيه كل الاطراف التي لها علاقة بالتعليم وتوفير كافة مستلزمات انجاحه وفسح المجال لمؤسسات علمية دولية وجامعات معروفة لتقديم ماتستطيع من مساعدات في هذا الجانب.
ان ثروات العراق الطبيعية والتي يزخر بها بلدنا الغالي لن يكون لها الفاعلية في بناءه دون ان يشارك ابناءه من علماء واساتذه جامعات واختصاصيين في كل الحقول العلمية والانسانية ,وهذا لن يحدث عن بعد بل بتوفير مناخات العمل الامن لعودة اهلنا من بلدان الاغتراب الذي يتحقق حين يضع السياسيون نصب اعينهم مصلحة الوطن اولا بعيدا عن الفرقة والمصلحة الشخصية او الفئوية وليعلم الجميع بان ذاكرة العراقيين تختزن الكثير من الالم والحزن الذي يتطلب من الجميع المشاركة في ازالته وبناء حياة هانئة هادئة لاجيالنا القادمة.



#صابر_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلا فالشيوعيون ابناء العراق
- الشيوعيون العراقيون وانتخابات المحافظات


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صابر معروف - الجامعات العراقية ....ظلال السياسة وخفوت البريق