أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - العدو يترنح ونحن نتساقط














المزيد.....

العدو يترنح ونحن نتساقط


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الثقافة السياسية السائدة منذ عشرات السنوات هناك دائما" عدو" يترنح": الرجعية ـ كانت ـ تترنح، والامبريالية تترنح، الاستعمار والتخلف والامية والجوع والخوف، الملكية وحكم العوائل وسيطرة الضباط، وقصيدة الكلاسيك تترنح، الحداثة تترنح، العولمة والسلف الصالح، والغرام المتخلف، وعدو التشابه والرفيق والافتتاحية والجدار والشعار والبرنامج والمؤتمر يترنح.

الكل في حالة ترنح.

الاصالة والتجديد، الثورة والثورة المضادة، اليسار يقول اليمين مترنح وبالعكس، مجالس النواب عبر كل الحقب تترنح، الثكنات والانقلابات، المشانق والقوانين، الحدائق العامة والسواحل، الصيد النهري والقوارب، الفنادق الكبرى والصغرى تترنح تحت ثقل السياح ـ سياح الكواكب ـ التاريخ القديم والحديث، حمورابي يترنح من جور القوانين الحديثة، كلكامش يترنح من وجع الاسنان والمارينز وجيل البناطيل الممزقة من الخلف، عشتار وتموز والاساطير تترنح من ضراوة التفكيك والبنيوية، ديرة عفج تترنح من معامل الاحذية الحديثة، مواقع ومنابر وصحف ومؤسسات تترنح من قبض اجرة العازف والترويج لمشروع الاحتلال رغم كثافة الشعارات الثورية، الكواكب تترنح من غرام القصائد، الليل يترنح من وجع الايام، نوري سعيد يترنح في قبره من سطحية المؤسسة، المؤسسة الوطنية تترنح من مسلحي الطابق الاول الذين يرفعون السلاح على مسلحي الطابق الثاني من الحزب المعارض وهؤلاء يرفعون السلاح ضد مسلحي الطابق الثالث من حزب اخر وهلم جرا.

لاجئو شمال اوروبا يترنحون من قسوة لاجئي قلب اوروبا لأنهم لم يهربوا قبلهم لأن الهروب من الوطن تحول الى عقيدة اخلاقية وسياسية وفيه اقدمية كالجيش والشرطة، ودفانو مقابر الجنوب يترنحون من كثرة الموتى وضيق الارض، شعراء الستينات يترنحون تحت ضربات جيل الثمانينات وهؤلاء في عداء مع قصيدة الجماهير والرعاة والخبز لان هذه المفردات تجرح حياء الشعر، الجنوب يترنح تحت مشاريع الفيدرالية، والشمال كذلك، الفيدراليون يترنحون وغيرهم ايضا، نحن جميعا نترنح.

من لا يترنح؟ جاسوس وقابض صرماية ومريض نفسيا وتاريخيا . لنترنح اذن.

الصهيونية كانت تترنح وماتزال، واسرائيل ايضا، الرأسمالية وثورة الطريق الجديد والهيبز واشتراكية الطريق الواحد وماركوز يترنح كذلك ومعه عبد الكريم قاسم والملك فيصل ـ وكل فيصل على وجه الارض ـ الارض والاشجار والغيوم والخطوط الجوية والمسرح والفن يترنح والنقد ايضا، المجتمع يترنح.

الفرق العسكرية تترنح اليوم تحت ثقل الارهاب والمقاومة، والفرق الموسيقية تترنح تحت وطأة القبيلة، الشيوخ يترنحون تحت ضربات الحداثة التي تترنح بدورها تحت ضربات الاصولية والسلفية وهذه بدورها تترنح من ضغط الاقمار الصناعية والانترنت ودكاكين الحلاقة.

الحلاقون يترنحون من قلة الكحل والزبائن، الصحف تترنح من قلة الدعم، الأمل يترنح من كثرة اليأس. الكل يترنح. من لا يترنح عليه أن يترنح. الموت نفسه يترنح، الثقافة تترنح وكذلك التتن والجص والاسمنت والحب والصناعة والتجارة بسبب الغش.
فمن لا يغش في البرلمان يغيش في المنهاج الحزبي أو البنك وتفسير الاحلام او في بيع اللبن.


الجسور فوق الانهار، وجسور التاريخ، وجسور المدن، وجسور المحبة والصداقة كلها تترنح، قوات الاحتلال نفسها تترنح، هذا المقال نفسه يترنح ـ لذلك سيتم طمره في زاوية بعيدة كي يكون بعيدا عن عيون القراء الذين عليهم قراءة شعارات الحيطان وما يرويه الحكواتي وهو يروي تلك الحكاية الكبيرة المستهلكة المفسرة كل شيء. لكن هل حقا يترنح الصدق وتترنح الحقيقة والامل؟

ابدا، حتى في الظلام، في الانزواء، في الطمس والطمر، فإن الحقائق تشع في الظلام، وحيثما تكون الحقيقة، والابداع، والاصالة، والجمال، يكون رأس الطاولة.

الحقائق الكبرى لا تطمس ولا تلغى ولا تخبأ: في الظلام العميق تشع النجوم.

كلنا نترنح.
لكن من الغريب اننا في كل هذه الازمنة نقول إن العدو يترنح...
لكنه يترنح ونحن نتساقط!



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيول جمهورية الكازينو الخمسة
- ملامح اولية لنظام عراقي جديد:من الدولة الطائفية الى الدولة ا ...
- العشاء الانتخابي الاخير، هيمنة جديدة بادوات غير تقليدية
- بيان الكائنات الخرافية
- المكان كرمز
- لو كانت الطرق واضحة
- عندما تنتهي الحرب وسلالات المستقبل
- بين قائد الاوركسترا الموسيقية وقائد الفرقة العسكرية
- الشرطي المصري اللغز أو عنكبوت غرفة النوم
- شهادة جنرال الغزو في جنرال الخيانة
- في حماية زهر اللوز
- نقد الفكر المغلق
- الدكتاتور القادم المستقبل الماضي
- لا يهم كيف تهب الريح، الأهم كيف ننشر الأشرعة
- ارهاب اللغة
- مؤذن فرعون
- خيارات السياسة خلق كالمتعة والأمل والأصالة
- ماركس العراقي
- المؤجل والمسكوت عنه في الاتفاقية الامنية وصراع مؤجل
- المتمرد القادم من الصحراء


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - العدو يترنح ونحن نتساقط