أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طاهر مرزوق - واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة














المزيد.....


واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 09:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعم واحسرتاه على أبناء غزة الذين قتلوا فى سبيل أن يحيا قادة حماس ، واحسرتاه على الأكاذيب التى أطلقها عملاء سوريا وإيران أصحاب النصر الإلهى المزعوم ، واحسرتاه على القادة العرب الذين يخافون من العمليات الإرهابية التى يمكن أن تطالهم من مجاهدى حماس وحزب الله ولم يستطيعوا أن يعلنوا مواقفهم بصراحة وبحزم ليقف العملاء عند حدودهم ويوقفوا إطلاق صواريخ الخيبة والعار التى حصدت أكثر من ألف جثة من أبناء غزة ودحرت قادة حماس المقاومين إلى جحورهم كالفئران .
واحسرتاه على النظام السورى العميل الذى يسمح بإقامة مهرجان فى دمشق بأسم " وأنتصرت غزة " تقيمه جميع فصائل المقاومة الحماسية فى دمشق ، يا لها من أكذوبة كبيرة بحجم تاريخهم الكبير فى النفاق والخداع وتزوير الحقائق ، واحسرتاه على ذلك النظام السورى والموالين له الذى يحتفل مع الهاربين من حماس من جحيم الحرب والقتل بأنتصار مقاومة أهالى غزة أمام الأحتلال الذى سحق الأبرياء ليتنعم قادة حركة حماس فى سوريا بالاحتفالات وتلقى الهدايا ومنها سيف الأنتصار الذى تسلمه القائد المغوار مشعل .
ألا يخجلون من أنفسهم وهم يحتفلون بالنصر الزائف ويعرفون كمية المعاناة التى يعانيها أهل غزة والخراب الذى أصاب منازلهم ومؤسساتهم ؟ ألا يخجلون وهم يشاركون بالأغانى والرقصات الشعبية " الأهازيج الشعبية " بينما أخوانهم فى غزة يموتون جوعاً ويعيشون فى العراء وأهالى الموتى يبكون ذويهم ؟ إنها هزيمة الضعفاء الذين يصنعون لأنفسهم عالم من الأحلام يعيش فيه ما دام بعيداً عن نيران الحروب ، إنها الهزيمة الإلهية التى صنعها أبطال الهزيمة الحمساويين .
لقد رأيت صورة لهؤلاء القادة الحمساويين فى هذا المهرجان وهم جالسين مرتدين الكوفية الفلسطينية ولاحظت أنه لا يوجد بينهم شخص نحيف الجسم والبدن بل الكل بلا أستثناء ضخام الجثث مما يتنعمون به من خيرات على حساب الموتى من أبناء غزة المخدوعين بالشعارات الحمساوية والمقاومة الإسلامية ، إنكم حقاً شعوب تموت وتحيا بالشعارات والكلمات الخطابية والأشعار الحماسية التى لا تنتهى.
هل صور الجرحى والقتلى وصور الدماء التى تملئ وجوه المئات من أهل غزة هل تعتبرونها أنتصاراً أم هزيمة لجرائمكم ؟ هل صور الجثث التى خلفها الأستهتار الحمساوى عندما لعب بالنار يسمى أنتصاراً يا بشر ؟ إنهم لا يعرفون الخجل ورددوا نفس الكلام من قبل فى الدوحة عندما أقاموا الأحتفالات بهذا النصرالمزيف وقال خالد مشعل فيه " نعم أيها الإخوة والأخوات؛ هو نصرٌ حقيقيٌ ما جرى، غزة انتصرت غزة وانتصرت القضية وانتصر الشعب الفلسطيني وانتصرت أمتنا وانتصر الحق رغم أنوف الظالمين والمعتدين. " . نفس اللسان ونفس الخطاب ونفس الكذب وكأن العالم قد أصابه العمى لا يبصر الجريمة التى أرتكبها مشعل وأعوانه.
ألا يوجد عقلاء بين العرب ليقولوا لهؤلاء النائمين فى العسل الجالبين للدمار : إنها هزيمة نكراء يا مقاومى حماس ، ليتكم ترجعون إلى أنفسكم وكفاكم ما أرتكبتموه من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى من تشريد وتجويع وقتل ، الكل رأى كيف تضحون بالمدنيين فى سبيل أن تنجو بأنفسكم ، وهذا ما أثبت بالدليل العملى أنكم جماعة إرهابية ولستم حركة مقاومة .
إن الحالة المأساوية التى يعيشها أهل غزة صنعتها حماس ومستمرة فى الأستهتار بحياة الأبرياء من البشر ما دامت مبادئهم وعقائدهم يستمدونها من إيران وسوريا والموالين لهم من جهلة العرب الذين لا يريدون سماع صوت العقل صوت العصر والحداثة، لكنهم يفضلون سماع أصوات التخلف الرجعى الذى يهدم ولا يبنى حياة الإنسان.
إن السلام هو الحل الوحيد الذى يجب أن تعترف حماس وقادتها به وتقوم بالأعتراف بذلك علنياً بدلاً من المقولات الأستهلاكية الغوغائية التى أعتادها العرب المسلمين بإلقاء إسرائيل فى البحر وتدميرها والقضاء عليها ، فهذا الكلام لا ينفع فى عصرنا الحالى ، ومهما تفعل حركة حماس فذلك لن يعطيها اية شرعية إلا شرعية ما أرتكبته من جرائم بحق شعبهم وقضيتهم الفلسطينية.
إن الأحتفالات بالهزيمة هى من مميزات الفكر العربى الضائع الذى يعانى من الامراض العقلية التى تحاصره ويتمسك بها لأنه يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من كيانه التاريخى الذى يصور له أنه خير بنى البشر حتى ولو كان يعيش فى قمة التخلف وفساد الأخلاق.



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما ومسلمين لله يا محسنين
- ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟
- المساجد فى يوم النصرة والغضب
- متاجرة الإرهابيون بأطفال غزة
- هل يُحاكم الأسد بتهمة الإبادة الجماعية؟
- صكوك الغفران الإسلامية
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام
- هل من يعتذر عن الأكاذيب ياعرب ؟
- الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى
- متى يتصالح المسلمين مع خلق الله ؟
- حماس الوجه الحقيقى للإسلام
- رضاعة الكبير والعقل المستنير
- أسطورة آدم
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- شاهد أول رد من رئيس وزراء كندا على فرض أمريكا رسوم جمركية عل ...
- مستغربة طبع السعوديين وأسلوب تعاملهم مع الضيف والسائح ترويها ...
- طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخل ...
- كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية عل ...
- ستارمر يستقبل شولتس في مقره الريفي ويبحث معه حرب أوكرانيا
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فيديوها ...
- قوات كييف تستهدف بلدة في كورسك بصواريخ -هيمارس- أمريكية (فيد ...
- زاخاروفا تقترح تحويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى و ...
- إجلاء 37 مريضا من غزة لتلقي العلاج في مصر
- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طاهر مرزوق - واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة