أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!















المزيد.....

هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 06:59
المحور: القضية الكردية
    


كنت قد وعدت نفسي أن لا أكتب أي مقال، لا بالكردية ولا بالعربية ولا بغيرهما، بدءاً من الثامن من آذار الجاري وإلى نهاية يوم النيروز.. والسبب هو أنني وددت الاستمتاع بقراءة ما يكتبه الآخرون حول الكرد وكردستان بعد توقيع "القانون الأساسي للدولة العراقية للفترة الانتقالية" حيث وردت فقرات وعبارات عديدة تؤكد على حق الكرد وكردستان. ولقد التزمت بوعدي على نفسي واستمتعت في الأيام الثلاثة الأولى بقراءة ما يمكن تسميته ب "حنق" كثيرين من المثقفين وأشباه المثقفين العرب والمستعربين ومن والاهم من أهل البدو والحضر وانزعاجهم الواضح الفاضح من هذا القانون بسبب ما حصل عليه الكرد من حقوق في بلادهم وأرضهم وديارهم التي يصر بعضهم على اعتبارها أرضاً عربية، على الرغم من أن نسبة العرب فيها لم يتجاوز في التاريخ كله أكثر من 1% حتى في أيام غزواتهم وفتوحاتهم.
ولقد رأيت العجب العجاب من الآراء التي ينفثها بعضهم عن "خيانة الكرد للعرب" وعن "ضرورة سد المنافذ أمام اقامة دولة كردية" وعن "الفيدرالية كخطوة نحو الانفصال" على الرغم مما يؤكده الكرد على ولائهم العملي للدولة العراقية التي تم تأسيسها بضم ولاية الموصل "كردستان العراق" إليها من قبل الانجليز في الربع الأول من القرن الماضي وجلبهم ملكاً عليه من الأردن المجاور.. كما قرأت لبعض من يصب الزيت على النار ويؤجج "الصراع العربي – الكردي!!" على غرار "الصراع العربي – الاسرائيلي" ظناً منه أنه يساهم بذلك في تعميق شرخ النزاع بين الكرد والعرب، خدمة منه لأسياد له... وكنت أشعر ببعض الغبطة وأنا أرى كثيرين ممن كانوا يتفوهون بعبارات "التآخي العربي – الكردي" في كل مناسبة وهم يسيرون عراة بلا أقنعة وقد كشفوا عن حقيقتهم، بعد أن نفثوا أفكارهم على الورق وعلى الصفحات الانترنتية وصرحوا بما كانوا يخفونه من قبل في صدورهم تجاه الكرد وكردستان من حقد دفين لايقل أذى عن سم الأفعى...
ولكن في اليوم الرابع، في 12/3/2004 وجدت نفسي محاصراً بالأخبار المتتالية عن هذا الحقد الذي تحوّل – مع الأسف - إلى رصاصات تقتل أطفال الكرد وشبابهم في ملعب لكرة القدم في عرينهم "القامشلي" ولم أعد أتمكن من القراءة وانما الاستماع المتواصل إلى الكرد من كل مكان على البالتوك والتلفون وهم يستغيثون ويطالبون بالنجدة "هاوار...هاوار...!!"(1).. ولم أعد أدري ماذا أفعل حقاً وكيف أتصرف لهول الصدمة. فمن جهة كان علي أن أستمع إلى كل كلمة تذاع وتنشر وتصلني مباشرة أوعن طريق معارفي، ومن جهة كان علي أن أترجم هذا كله – وأنا الضعيف في كل اللغات التي أتكلم بها- إلى العالم المحيط بي، ومن جهة ثالثة كان يجب أرشفة ما تقع عليه عيناي من صور للشهداء والجرحى والمنازل التي تندلع فيها النار، وترتيب المقالات المنشورة حسب اللغات المكتوبة بها والمضامين والتواريخ، وإيصال ما يجب إيصاله إلى المهتمين بالانتفاضة التي سرعان ما شملت كل كردستان سوريا وانتقل شيء من لهيبها إلى مدن كبيرة كالحسكة وحلب ودمشق...وأقول "الانتفاضة" لأنني لم أجد وصفاً دقيقاً آخر لما حدث في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا سوى ذلك، مع أنني متحفظ جداً في إطلاق مثل هذه المصطلحات على الأحداث التاريخية... فلقد اتسمت الأحداث الدامية المروّعة في سوريا منذ 12/3/2004 بسمات الانتفاضة شاء بعضهم أم لم يشأ وقبل بذلك النظام وأعوانه أم لم يقبل، كما كان علي أن ألتحق بالتظاهرات سواء في مدينتي التي أعيش فيها أو في مدن أخرى بعيدة..إضافة إلى ما رأيته من واجبي كالمساهمة في نشرالبيانات والتحدث إلى الأصدقاء والأعداء، ضمن صفوف الذين أعتز بالانتماء إليهم وأعمل معهم لنصرة الشعب المظلوم.
وقد يبدو صعباً على إنسان مثلي في منتصف الخمسينات ويعاني من عدة أمراض قضاء الأيام والليالي أمام الكومبيوتر والقيام بالأعمال الضرورية ليكون في مستوى الحدث الجليل، ولكن حقاً كان لا بد لي من تناول طعامي منذ بدء الانتفاضة أمام الكومبيوتر في معظم الوجبات والاكتفاء بأقل ما يمكن من النوم أو الاستراحة...
وهكذا، مرت الأيام دون أن أكتب مقالاً واحداً، وإنما سيلاً من البيانات وترجمة الأخبار ونشر ما يجب نشره في غمرة تلك الأحداث الدامية التي لم نر منها سوى الصور المنقولة عبر الأقمار الصناعية والأجهزة الالكترونية، ولكن كنا في قلب الحدث بفضل بعض الأكراد الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم لينقلوا حقيقة ما يجري إلى العالم، وهم مشاركون بأنفسهم في ميدان الصراع بين الشعب والنظام الدكتاتوري المعروف عنه أنه غليظ على شعبه بصورة وحشية للغاية ورقيق مع غير شعبه كرقة الملائكة... ولا يسعني هنا إلا أن أشكر كل الأكراد وأصدقاءهم الذين ساهموا في الداخل والخارج على نقل صورة حقيقية للمأساة الكردية في كردستان سوريا، مما أجبر النظام على التراجع إلى موقف الدفاع بعد أن كان سبع الليل في بداية الانتفاضة المباركة.
وخلال ذلك كتب كثيرون من مثقفي الكرد والعرب آراءهم ومشاعرهم حول الانتفاضة، ومنهم من عبر حقيقة عما يجول في صدر الشعب الكردي من مشاعر الغبن والمظلومية منذ أن سيطر البعث على حكم البلاد في ستينات القرن الماضي، ومنهم من كان صادق المشاعر لدرجة أن دموعه كانت تنهمر مع كلماته وأناته الداخلية العميقة المعاني، ومنهم من تصرّف كسياسي محنك دون أن يرّف له جفن مؤّكداً على أن الكرد لا يريدون الانفصال وهم أكثر وطنية من غيرهم بالنسبة إلى سوريا، وأن ما حدث هو تعبير عن سخط الشعب على الدكتاتورية وأن الشعوب لايمكن كبتها بعد الآن بكل سلاسل الدكتاتورية... وهؤلاء في معظمهم كانوا أكراداً يعلمون عن كثب حقيقة الطموح القومي الكردي في سوريا وأرادوا بما كتبوه أن يؤّكدوا على " الأخوة العربية – الكردية" و على " حق تقرير المصير" وعلى "ضرورة التعامل مع الأحداث بعقلانية" على أساس أن هناك شعباً آخر في سوريا غير الشعب العربي يرى بأنه مظلوم ويسعى لرفع الظلم عن نفسه، حتى عن طريق العنف كرد فعل على إرهاب الدولة...
ولكن مع الأسف كان هناك سماسرة وتجار أيضاً ممن كتبوا عن أيام الألم تلك، فإذا بهم يبرّئون رؤوس النظام الذين بيدهم رأس كل حبل، ويسعون لتهدئة الأوضاع على حساب الشعب الكردي، ويتملصون من معالجة حقيقة هذا الانفجار الرهيب والخطير بالنسبة لدولة مهزوزة الوضع مثل سوريا، ويقفزون كالبهلوانات دون آبهين بدم الشعب، ويتحدثون فجأة عن "شراكة العرب والكرد في الوطن السوري" دون أن يذكروا متى بدأت هذه الشراكة وما سماتها وكيف لم يلاحظها الكردي حتى اليوم..
فهل يريدون استغباء الشعب الكردي برمته؟ وأية شراكة يتكلمون عنها؟ وماذا نال الكرد من هذه الشراكة منذ استقلال البلاد حتى اليوم؟
الاستعمار لم يمنعهم من لغتهم الأم، ولكن البعث يرفض حتى هذه الساعة أن يتعلم الطفل الكردي لغته الأم وهو حق دولي للطفل...وعندما نذكر هذا للأوربيين فإنهم لايصدقوننا ويضحكون أحياناً.. الاستعمار الفرنسي لم يطرد ولم يشرّد الكرد من ديارهم فجاء البعث ليطبق بحقهم سياسات "حزام عربي" وتجريد من حق المواطنة وتعريب حتى لأسماء الجبال والأنهار والوديان وانكار وجود هذا الشعب والعمل على انهاء وجوده القومي بكل ما لديه من سلطان...ومقابل ذلك يخدم الكردي المنتزعة منه جنسيته السورية في لبنان وعلى مقربة من الجولان وفي بيوت الضباط وأصحاب السلطان كعبد روماني في حين أن توظيفه يعتبر "خطراً على أمن الدولة!".. فعن أية شراكة يتحدثون؟
القطن والحبوب والبترول من الجزيرة، وهاهي الجزيرة تعاني من كل مظاهر التخلف الحضاري، جبل الأكراد ينتج منتوجات زراعية وافرة وبخاصة زيت الزيتون، ولكن معظمه يدخل جيوب الحاكمين ورجال المخابرات والشرطة والتجنيد وموظفي الدولة الآخرين الشرهين الناهمين وكأنهم في مستعمرة من المستعمرات الهولندية القديمة... فأية شراكة يتكلمون عنها؟
تجد في سوريا مجلات وصحف بمعظم اللغات ولكن الشريك الكردي في الوطن لا يحق له إصدار صفحة واحدة بالكردية.. والتلفزيون السوري له برامج بالانجليزية والعبرية والسريانية وحتى بالاسبانية رغم عدم وجود اسبان في سوريا، ولكن هل سمعتم ببرنامج كردي في القناة السورية؟ أم هل سمعتم بالكرد وكردستان يوماً في الإعلام السوري؟ فهل هذه شراكة في الوطن؟
ولو نظرنا في قائمة الثغرات والأخطاء والسياسة الخرقاء للنظام البعثي الحاكم لرأيناها طويلة ترهق القارىْ والسامع...لذا يجب على المواطن الكردي أن لا ينخدع بخطاب السلطة وأتباعها المبتذلين حتى ولو كان أكراداً أو من زعمائهم ورجالاتهم السياسيين..فالشراكة في الوطن تعني المساواة في الحقوق والواجبات، وليس هناك ما يدل حتى الآن على أن خطاب "الشراكة في الوطن" يعني أكثر من تهدئة البركان والانتقال بعد ذلك إلى طحن عظام الطموح القومي الكردي، ولو تطلب ذلك الاستعانة بالحركة الوطنية الكردية والأقلام الكردية وب"أصدقاءالكرد".. إلا أن شعبنا لم يعد ينخدع بعد بزوغ شمس 12/3/2004 والمستقبل سيثبت للعالم بأن شعبنا الذي رسم حدود كردستان سوريا بدمه لن يركع أمام النظام الحالم بإنهاء الوجود القومي الكردي عن طريق القسوة غير المألوفة والخداع والمؤامرة وتجنيد "الجاش"...
(1) أنجدونا..أنجدونا



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟
- إسألوا الشعب الكردي أولا...!!
- الطريق الطويل إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط
- نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب
- مأزق المعارضة السورية الديموقراطية
- المعارضة السورية من الفرز الطبقي إلى الفرز الديموقراطي
- الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن
- لا حق للكرد في تقرير مصير كردستان -العربية!-
- لماذا لا يعترف العرب بالجريمة؟
- نهاية دكتاتورأم موت فلسفة عنصرية؟
- مثقفون مصابون بداء جنون البقر؟!!
- تركيا من ذئب أغبر إلى ثعلب ماكر
- لن يلدغ الكرد من جحر مرتين!!
- الحركة الوطنية الكردية -السورية- والمخاض العسير
- متى يعلنون وفاة الحركة التصحيحية ؟!
- الأكراد في سوريا يريدون إصلاحاً جذرياً في البلاد
- صدام لا زال حياً و... - ليخسأ الخاسئون
- جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!