أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية














المزيد.....

لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 08:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا قدسية لجسد حزبي وتنظيمي مهما علا شأنه ، ورفع قدره ، ولا قدسية لشخص ، أو لقائد ، أو لشعار ، فالقدسية صفة ألوهية لا تنطبق على البشر والكيانات التي يعتبر الفناء أحد صفاتها ، لأن الخالق من يملك الخلود ، ومن ينزل القدسية على كتبه وأنبيائه وذاته . وهنا لست بمكان جدل أو جدال كونها تعتبر من المسلمات التي لا يُختلف عليها.
وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال استخدام هذه المعتقدات للمغالطات وتزوير الحقائق ، والاستفاضة بالخطابات الإنشائية التي تعبر عن شكل مقولب بقالب العقل ، ومضمون فارغ يتكور ليمهد للانفجار بفراغ ، وحيز الفراغ لا يُحدث أكثر من ضجيج مؤقت سرعان ما يذوب ويتلاشى دون إحداث فعل حقيقي لأنه فراغ في فراغ.
وما ينطبق على حملة الضجيج التي يقودها أزلام المخططات التصفوية للكيانية الفلسطينية في هذه الفترة ينطبق على هذا الفراغ بمعناه ، فراغ عشناه ونعيشه منذ أن شكلت م . ت .ف خيمة الفلسطيني التي آوته من التشتت والضياع وجعلت منه عنوان كياني عُمد بالدم والتضحيات والمعانيات ، كيانية فعلية مؤسساتية رسخت معالمها بالهوية وفرضت ذاتها بالفعل الممنهج سياسياً ، وثقافياً ، واجتماعياً ، واقتصادياً لتشكل معالم الكيانية الفلسطينية التي ضاهت بالتوازي الكيانية المصطنعة (إسرائيل ) وناطحت كل الكيانات التي حاولت فرض الوصاية على القضية والشعب الفلسطيني .
فمن الجهل والغباء الاستعراض التاريخي لـ م .ت .ف أو الاستفاضة بأحوالها الحالية التي تعتبر انعكاس موضوعي لأحوال القضية الفلسطينية عامة ، هذه القضية التي أصبحت تسبح في اللامعلوم ، واللاوضوح ، يكتنفها ضبابية شديدة السحابات السوداء ، يغوص في أعماقها أدوات فعل استثمارية مجال استثمارها العقول في زمن عُميت به القلوب وأصبحت كتلة صخر مجردة من الإحساس .
فمنظمة التحرير الفلسطينية لم تتعرض اليوم لمحاولة الإقصاء بل منذ نشأتها وهى تخوض معارك متوازي بكل الاتجاهات ، منها التصوفية ، ومنها الالتفافية على كيانها واستقلاليتها ، ومنها التشكيك بوجودها ، وبمراجعة بسيطة للتاريخ الفلسطيني نجد أن بعض الأنظمة حاولت صناعة بعض الأدوات لفرضها بديلاً لـ م . ت .ف ولكنها فشلت لأن أدواتها كانت أضعف من هذه المهمة ، إضافة إلى تمسك جماهير الشعب الفلسطيني بكيانهم الذي خلق مساحة للتحرك على قاعدة الكيان المستقل ، الذي أرغم العالم والقوى الدولية على الاعتراف بأن هناك شعب له أرض وحقوق .
فتثبيت م .ت . ف بفصائلها وقواها الوطنية مستقلة القرار والفعل ، ومضت تبني ملامح الوطن والكيان من خلال التكامل الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري.
أما ما يحدث اليوم فهو لا يخرج عن طور المؤامرة القديمة – الحديثة التي حاولت تجريد م . ت .ف من كيانيتها وتمثيلها الأوحد إنها الشوكة في حلقه ، فحاول تفريغها والتآمر عليها ، وعلى فصائلها بفعل أدوات داخلية من خلال وعيه التام أن إضعاف هذا الكيان سيحقق له حلمه الذي حاول تجسيده من خلال روابط القرى ، وحلم بعض الأنظمة التي حاولت جاهدة للقفز عن م . ت . ف في ظل إدراكها بأن موازين القوى تغيرت عن السابق ، مع ظهور أدوات أكثر قوة ويمكن استغلالها لتحقيق حلمها القديم – الحديث ، والقفز على م . ت .ف .
هذا ما يدركه شعبنا ويستوعبه جيداً أن الهدف ليس م . ت .ف وإنما بكيانيتها ، وأن الحملة ما هي سوى حلقة من حلقات تصفية الحلم الفلسطيني " الكياني " وأن ما يحدث بداخل م . ت . ف ما هو سوى ضمن هذه المؤامرة لإضعاف هذا الكيان وطرح بدائل ومرجعيات تحقق من خلالها القوى الإقليمية والعربية أهدافها التي فشلت في تحقيقها والتي سخرت لها كل السبل في الوقت الراهن لتمرير مؤامراتها ، وما يدعو للأسف أن كل الأدوات التي تحاول تمرير المؤامرة هى أدوات فلسطينية سواء على الصعيد الشخصي أو الحزبي . بل وهناك حالة تساوق من بعض الشرائح المثقفة مع هذه المؤامرة بمبررات استثمارية لحالة الفوضى والعبث.
فمنظمة التحرير الفلسطينية هي الكيانية الوحيدة للشعب الفلسطيني والتي من الأولي الحفاظ عليها بأي ثمن واندماج الآخرين بها ، وإعادة الحياة لها وفق معايير وطنية مستقلة ، وضمن أجندة فلسطينية خالصة ، لأن هذا الكيان لا ينظر إليه بقالبه وإنما بحيزه الوطني ، وقيمته الوطنية التي رسخها القادة والشهداء بدمائهم وتضحياتهم ونضالهم.
فمخطئ من يعتقد أن المؤامرة ستنجح لأنها زوبعة في مسيرة الشعب الفلسطيني ، وستتلاشي على صخرة الصمود والتمسك الوطني الفلسطيني بكيانه ووجوده ، وخيمته التي جعلت منه شعباً بكيان مجسد على الأرض.
هذه هي م . ت. ف وهذا هو الكيان الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لحملة مشبوهة منقادة كالذيل لمصالح قوى لا يعنيها سوى تصفية الكيانية الفلسطينية ، والإمساك بالقرار الفلسطيني واحتوائه ، وتقزيم المشروع الوطني لصالح أهدافها ولصالح إسرائيل وبعض القوى المتربصة بقضيتنا .
فالمطلوب إعادة العقل الفلسطيني للجسد الفلسطيني ، والروح الفلسطينية للقضية الوطنية ولنسأل أنفسنا جميعاً بعقلانية لماذا يعطل الحوار والمصالحة الوطنية ؟ ولماذا نبحث عن نقاط توتر واختلاف وطني في الوقت الذي يجري فيه خلق تفاهمات مع إسرائيل ، واجتماعات في السفارات الأمريكية بقطر وبيروت ... الخ ؟ ولماذا أصبحت القضية الوطنية مشروع استثماري للبعض ؟ ولماذا نريد شطب التاريخ الفلسطيني وتدوينه من خلال مرحلة معينة ؟
ولماذا جعلنا من عقولنا مداساً للآخرين المتربصين بنا وبكل ما هو وطني فينا ؟
سأجد من العقول الخاوية ما يملأ دولاب الحزن والعجب ، ومن الأنفس ما يبعث للاشمئزاز ، طالما أصبح المال لغة حديث .. فالوطن تحول لعصا بيد جلاد .. وبئر غاز .
سامي الأخرس
فبراير 2009



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!
- ستون عام وعام
- فصائل وقيادات ورقية تتحدث باسمنا في القاهرة
- السعودية تبتدع حلا لمشكلة الفقر والفقراء


المزيد.....




- -المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج ...
- البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا ...
- مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
- إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
- علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
- ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
- مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
- احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
- خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
- عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع ...


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية