ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)
الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 02:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الوسط الآمن يعني القبر للخطاب التخويني ذلك الوسط الذي يمكن للعقل المبدع ان يتحرك فيه بحرية وينطلق بلا خوف من التقييد ولا رهبة من الانهاك, ووسط كهذا لايجب التصالح معه لكثرة الالوان فيه ولاا يؤمن العقل التخويني الا بلونين للحقيقة فقط !!
كلما شعر العقل التخويني برغبة بالفتك ونزعة للتصنيف نشر اوامر التقسيم على وحدات الفرز التي تحرك اسئلتها بشكل تلقائي على المفرزين فيما يشبه التفتيش ومن ثم تخلص الى جانبين فقط واحد يحتوي على ذوي الاجابات الصحيحة واخر ذوي الاجابات الخاطئة وتعيد ذلك الى العقل التخويني الذي يبادر الى تصفية اصحاب الاجابات الخاطئة ومعاقبتهم وربما رميمهم خارج المنظومة الاخلاقية ودون مستوى حق الحياة ومن ثم ركلهم بالاقدام والايدي الى حيث لا وجود لهم وسحلهم في شوارع الجهل والامية !!
عملية نشر المنتج الفكري للعقل التخويني يشبه عملية الاعلان لا عملية الصناعة , عملية الاشارة لا عملية الانتاج , فهو عقل بلا تفكير اساسا ً , وقراراته كلها تدور حول استخلاص الخارجين على القانون ان صح التعبير ., وهو عقل ذو درجة وحيدة من النمط الذهني ويقوم على سؤال الفرز وقرار الفعل ولا يحلل ما يصادفه ولا يفسر ما يشاهده ولا يفكك ما يطالعه ولا يسال عما استغربه .
لايفرز العقل المبدع المفكر اللاتخويني احدا ً لانه لايكلف نفسه تصور الاشياء , ولا يقسم الالوان ابدا ً , ولا يضبط شكلا وثنيا ً واحدا لكل شيء , ذو هيئة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل , العقل اللاتخويني يرى الاحداث بعين ٍ غير شاكة وبصر ٍ غير متربص , على عكس العقل التخويني الذي يبحث دوما عن الخائن المتمرد على قوانينه الفرزية ذو الاجابات الخاطئة .
الخطاب التخويني يقوم على تلقين الاجابات وحفظ افكاره في اوعية مسبقة الصنع , يتم لاحقا ً زرعها في العقول كمخرجات ذهنية نهائية غير متبدلة ولا متغيرة , يجوز التحدث بها لا التفكير فيها , ويضيف – بشكل ملاحظ – عليها هالة من القدسية على شكل غطاء حماية يفيد حينما يتمزق تحت اي ظرف للدلالة على التفكير فيها وخضوعها للتقييم والتحليل وبالتالي تحليل مخرجاته الذهنية وافكاره النهائية ولا يحارب العقل اتخويني امرا كما يحارب هذا الامر . ّ!
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
Majed_Sawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟