سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:43
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لماذا تتقدم التنمية فى العالم العربى خطوة لتتراجع خطوات؟
ولماذا فشلت الدول العربية – منذ الاستقلال- فى تطوير نموذج تنموى يلبى الاحتياجات الأساسية للشعوب العربية؟
إحدى الإجابات المهمة على هذا السؤال الجوهري- فى مداولات المنتدى الاقتصادى والاجتماعى الذى سبق انعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت فى 19 و20 يناير 2009- جاءت فى سياق دراسة مهمة أعدها القطاع الاجتماعى بجامعة الدول العربية عن "التنمية فى الدول العربية – مقاربة بديلة"-
وخلاصة هذه الإجابة أن منطق البقاء السياسي والأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي فى دول المنطقة العربية قد هيمن على السياسة العامة، وحل محل الأساس المنطقى الاقتصادى، نتيجة للصراعات الحادة فيما بين النخبة، وكذلك لعوامل دولية وجغرافية –سياسية.
وأغرى هذا المنطق على إتباع سلوك السعى للحصول على مزايا اقتصادية غير مستحقة. ومن ثم تم توجيه السياسات الاقتصادية والعامة بشكل رئيسى تجاه الحفاظ على التأييد "السياسى" بأقل تكاليف ممكنة. وقد أدى الإحساس العميق بعدم الاستقرار المستقبلى الاقتصادى والسياسى، رغم أنه يخيف ويبعد رأس المال الأجنبي، إلى تعزيز الاستثمارات قصيرة الأجل التى كان من الأسهل تصفيتها.
وتؤكد السياسيات المتقلبة والمتفجرة على مر التاريخ فى المنطقة هذا المنحى فى التفكير.
ومع توقع عيش فئة كبيرة من الشباب طوال فترة الخمسين سنة القادمة تزداد التحديات أمام العقود التقليدية الاجتماعية- الاقتصادية والسياسية فى الدول العربية مع إحساس المزيد والمزيد من الشباب بالغربة عن الأنظمة السياسية والاقتصادية فى بلادهم وبالتالى فان من التحديات الرئيسية التى تواجه القادة العرب ضرورة صياغة عقود اجتماعية جديدة، والتشجيع على الاندماج – بالمعنى السياسى والاقتصادى- والإدارة الرشيدة المنصفة ذات التوجه نحو التنمية، وإجراء إصلاحات مؤسسية جادة وعميقة.
وللحديث بقية.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟