أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد بين الثرى و الثريا














المزيد.....

العراق الجديد بين الثرى و الثريا


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 782 - 2004 / 3 / 23 - 07:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعد مرور عام بالضبط على بدأ حرب تحرير العراق .. تكاد تجمع آراء الكثير من الكتاب و المثقفين العراقيين ممن كانوا متفائلين ببداية عهد جديد للعراق عقب أسقاط النظام الفاشي لصدام حسين على أن الأمور في العراق بشكل عام تسير نسبياً نحو الأسوء .. و باتت نبرة التشاؤم تبدوا واضحة في كتاباتهم و تحليلاتهم بسبب ظواهر و مستجدات عديدة بدأت تظهر على الساحة العراقية من أهمها الصراع الآيديولوجي الذي بدأ يطفوا على سطح الساحة السياسية العراقية بين الفصائل المختلفة بعد أن كان غير ظاهراً و خافياً عن العيان طيلة فترة المعارضة التي عاشتها هذه الفصائل في الخارج .. تلك الفترة التي كان يضطر فيها قسم من هذه الفصائل الى التغاضي عن بعض الأمور و تقديم بعض التنازلات للآخر في سبيل الوصول الى الهدف المشترك للجميع آنذاك و هو أسقاط نظام صدام الديكتاتوري .
و الآن و بعد أن تحقق هذا الهدف و أنتهت مرحلة المعارضة و بدأت مرحلة تولي السلطة أصبح النزاع السياسي و الصراع الآيديولوجي بين هذه الفصاءل للوصول الى السلطة على أشده و بدأ يأخذ أشكالاً مختلفة منها على سبيل المثال محاولة السيطرة على الشارع العراقي عبر أستخدام شعارات و مصطلحات طنانة و رنانة تدغدغ المشاعر المرتبكة لهذا الشارع المنهار نفسياً و أجتماعياً .. كما يحاول البعض ممن ليس له شعبية و حضور في الشارع العراقي التقرب الى مراكز القوى المؤثرة في هذا الشارع لكسب ودّها و ضمان دعمها له لتولي السلطة في حال جرت أنتخابات شعبية عامة في المستقبل .. أما البعض الآخر فقد عمد الى أقامة تحالفات على أساس قومي أو أسلامي مع بعض دول الجوار التي تعارض المشروع الديمقراطي في العراق لدعمه دولياً و أقليمياً و التسويق لمشروعه السياسي لدى بعض مراكز صنع القرار في العالم .
و المعني هنا بالطبع ليس فقط الأحزاب و الشخصيات المنضوية تحت مظلة مجلس الحكم الأنتقالي بل حتى من هم خارج المجلس ممن يخططون للمراحل القادمة .. و الملاحظ أن التخطيط المستقبلي لأغلب هذه التنظيمات و الشخصيات ( و ليس كلّها طبعاً ) هو تخطيط فئوي ضيق يغلّب في أكثر الأحيان المصلحة الخاصة على مصلحة العراق ككل أرضاً و وطناً و شعباً و هذا النوع من التفكير بالطبع هو من أفرازات العقود الثلاثة الماضية التي عاشها هؤلاء في ظل نظام ديكتاتوري شوفيني شمولي بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى طبع مرحلة كاملة من حكمه البغيض بآيديولوجيا و ممارسات وحشية دفعت بالكثير من العراقيين الى التفكير بهذه الطريقة خوفاً من تكرار مأساتهم على يد نظام آخر بشكل مختلف و لكن بنفس المحتوى و المضمون .
و أذا أستمر الوضع السياسي في العراق على ما هو عليه الآن و لم ينفجر و يؤدي كما يتوقع بعض المتشائمين الى حرب أهلية تحرق معها اليابس و ما تبقى من الأخضر في العراق فسيتحول العراق كما تشير كل التطورات الى لبنان ثانية .. أذ أن صيغة المحاصصة الطائفية و القومية و التوفيق و التراضي بين مراكز القوى الرئيسية في العراق و التي غُرست بذرتها الخبيثة كما هو معروف في مؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية و من ثم أعتمدت و أقرّت بشكل عملي و قانوني في مؤتمر لندن أصبحت في نظر البعض نص ألهي مقدس لا يمكن الأقتراب منه .. و المصيبة أنها بدأت تنتقل عبر مراحل التغيير في العراق من مرحلة الى أخرى بدئاً من مرحلة تشكيل مجلس الحكم مروراً بمرحلة أختيار الوزراء و صولاً الى مرحلة تعيين وكلاء الوزارات و من المتوقع أنتقالها الى مرحلة الفترة الأنتقالية بل و حتى الى مرحلة الحكومة المنتخبة عبر أتباع أسلوب معين في للترشيح للأنتخابات يتيح أستمرار هذه الصيغة و هذا الداء العضال الذي بدأ يتغلغل في داخل النسيج العراقي .
أذاُ و من خلال متابعة ما يدور على الساحة السياسية العراقية من تطورات و مستجدات نجد بأن مستقبل الوضع في العراق يترنّح الآن بين الثرى و الثريا .. أما كأيهما سيكون وضع العراق أو الى أيهما سيؤول حاله فهذا ما سيقرره مدى حكمة أبنائه و مقدار حرصهم على بلدهم .. لذا أرى و يرى الكثيرون من أبناء العراق أن ليس هنالك من حل واضح للسيطرة على هذا العصاب و الأندفاع المحموم وراء الأهواء و المصالح الطائفية و القومية التي تجتاح العراق سوى بالعودة الى عام 1921 أي الى النظام الملكي الدستوري الذي يمثل الضمانة الوحيدة لحكم بلد معقد في تركيبته القومية و الطائفية و المذهبية كالعراق و ذلك بأن يكون حَكَماً بين جميع مكونات فسيفسائه القومي و الطائفي و المذهبي يراعي مصلحة جميع العراقيين دون تغليب فئة على أخرى



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن
- المتقاعدون .. لماذا لم ينصفهم العراق الجديد ؟
- مجلس الحكم و سياسة المحاصصة و التوافق
- لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه
- مرتزقة و مزورون
- نعم للفدرالية .. من أجل عراق مستقر و آمن
- العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد بين الثرى و الثريا