عزيز الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 04:00
المحور:
الادب والفن
ظنون تائهة
تقادم لإسماعه على الرصيف الكونكريتي المجاور لدكتّه، وقع خطى متميز بأنوثته ،كان غارقا في لجّة قراءة كتاب جديد،يجلس في ركنه المفّضل من تلك الحديقة الغناّء.
أقبلت أمام ناظره يتهادى جسدها كأفعى ترتدي ثوبا أرجوانيا يبهر شبكية عيون الناظرين ويحتضن بحنان دافق،كتفيها شعر اسود ذو تلافيف كأغصان الشجر،جاورته في الدكة القريبة وشرعت تلاعب بعصبية مرئية..قلادتها الذهبية وهي تقتنص بحدّة النظر لساعتها وحركة جيدها المستمرة ترسم لوحات قلقها المنظور.. مرت ساعة زمن تشتت لديه خلايا استذواق القراءة متظاهرا بالانشغال ولم تزل في سور كآبة الانتظار... نهضت بعنف باسق ورفعت حقيبتها السوداء وغادرت الدكّة غاضبة الغيظ دون الانتباه لسقوط قلادتها على البساط الأخضر،تسارعت خطوات المغادرة، ترك دكته والكتاب في عناق،حمل القلادة وانساب يحثّ الخطى لاهثا فأدركها محاذيا جسدها الملتهب غضبا،سلّمها القلادة دون حوار لم تأبه ووهبته ابتسامة شكر طائشة وأودعت القلادة سجن حقيبتها ومضت بنار اشتعال مرئية دون ان تترك للزمن لحظة وهم واحدة كان يتمناها بحوار مشترك رسم بخياله الخصب صياغته الهندسية سدى!!
عزيز الحافظ [email protected]
________________________________________
جفاء في قيظ تموزي
كانت حركة الناس قليلة في ظهيرة ذاك اليوم التموزي القائظ،كعادته
أرتكن ناصية الشارع يقتل زمن انتظارها المفضوح بالنظر لساعته تارة... وبمسح نظاراته الطبية من حبات التعرق تارة أخرى....
ها قد أقبلت وأشرقت غيمته المفضلّة!
هذه التي هام بها هياما مستحيل التصديق،ترتدي سفينة عشقه ،قميصا أبيضا هلاميا...تبرز تحته حمّالة النهدين السوداء ويكاد النهدان أن يصرخا من قوة الاحتضان وشدّة التقييد!!
أخذت تسير بتوئدة..وتغنج ..تدندن بحبور وتهزّ قلادتها بمسرّة..اقتربت منه وأشاحت بوجهها عنه بحركة مموسقة
أيبست شفاهه وألبست عيونه رداء الانذهال المجاني!
استقلت سيارة كانت في جواره الجغرافي دون ان ينتبه ومرت أمام نواظره المصعوقة فأسترجع شريط ذكرياته فلم يجد تفسيرا لعقوقها العلقمي.. ياللقدر؟!
لقد غزا سفينة رغبتها ربان جديد!
ترك الناصية عبوسامكتدرا.. لم يأبه لحبات المطر التعرقية.. فقد كان يأسف على وداع تلك العيون التي لم تذق طعم الاكتحال أبدا!!
عزيز الحافظ [email protected]
#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟