أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي ديوان - ازمة غزة والاعلام الالكتروني















المزيد.....


ازمة غزة والاعلام الالكتروني


علي ديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


الازمات والحروب والكوارث لها دائما نتائجها وتداعياتها المأساوية على الشعوب والبيئة التي تقع عليها، هكذا كانت منذ فجر التاريخ وهكذا استمرت في ان تكون.
حين تطورت المجتمعات وتقدمت العلوم في انحاء العالم المختلفة وخصوصا الغرب، اصبح هنالك استثمار لكل شيء, من البيئة القريبة الى الثروات المخزونة، الى قوى الطبيعة العصية على التطويع، بما فيها الكوارث.
بتقدم العلوم والتكنولوجيا وشيوع روح البحث والتقصي والدراسة واستخدام ادوات المعرفة العلمية في التطرق الموضوعي للتطور الصناعي والتكنولوجي. تطور على الموازاة من ذلك، البحث والتفسير والتطوير في جميع النظريات والسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كذلك الاحداث والصراعات والحروب. و تطورت طرق اخرى لتناول الحدث، بعيدا عن الجانب العاطفي والوجداني، الذي يؤثر سلبا في التعامل الموضوعي مع الحدث وتداعياته، من وجهة نظر مختبرية، وعلى التعامل على اساس المشرط العلمي الدقيق الذي ينفذ الى قلب الحقيقة بالتشريح والاستقصاء، وصولا الى وصف الحلول العملية الناجعة بعدها، بناءا على ما يقدمه مختبر البحث ونتيجة التحليل. هذا ما شغل الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية الحديثة .
لم تقتصر تلك البحوث والدراسات والتحليلات على الجانب المختبري في البحث والتجريب، بل ايضا في استغلال كل الظواهر الطبيعية والاجتماعية وحتى النادرة منها كالاعاصير والازمات والحروب في ادخالها تحت مجهر البحث والتحليل ثم الاستنتاج والتدليل.
ربما كان حجم الاستفادة من بعض الكوارث قد فاق بكثير حجم الاضرار التي اوقعتها. كما نعرف في تمكن اليابان ودول اخرى، من بناء المجمعات السكانية الهائلة بعدما وقعت عليهم بعض الزلازل التي اودت بحياة بعض الالاف منهم. فكانت النتيجة انهم تمكنوا من حماية الملايين بعدها استنادا الى اتباع المنهج العلمي والتفكير والتخطيط للزلازل في المستقبل.
وكانت اليابان ايضا ضحية لاقسى تجربة مأساوية مرت بها البشرية، في فناء مدينتين كاملتين باهلهما، وباجزاء قليلة من الثانية، عندما تعرضت للهجوم بالقنابل الذرية من قبل الولايات المتحدة الاميركية، اثناء الحرب العالمية الثانية. ونحن نرى الان، والعالم اجمع، كيف تمكنت من ان تكون شوكة في خاصرة اميركا، ومنافسا لدودا لها على الصعيد الاقتصادي والتجاري والصناعي حتى وصلت لمنافستها في عقر دارها.

نحن الان امام كارثة انسانية سياسية اقتصادية ثقافية اجتماعية شاملة، من جميع النواحي والابعاد والافاق الاخرى، التي تسهم في ايجاد حياة ممكنة حرة كريمة. فالحرب المدمرة الاخيرة على غزة ما زالت روائح حرائقها تزكم الانوف ، ومازالت جراح ضحاياها لم تضمد بعد، وحرقة قلوب اهالي مفقوديها تعتصر الافئدة، كما ان تداعياتها الاقتصادية والمالية والثقافية ستستمر لعهود طويلة اخرى.
عند متابعة ما كتبه المفكرين والكتاب في الاعلام العربي، لا يصعب رؤية محاولة وداب الكثير منهم في التقرب من الحقيقة التي تدور احداثها المأساوية على ارض غزة، محاولا الدلو بالدراسة والتشخيص والتحليل، لكل ما يجده من علة أوسببا اوصل الى الماساة التي اغرقت هذه المدينة المناضلة وشعبها الحر، في ما يمكن ان يعد اشرس هجوم بربري على السكان المدنيين في الوقت الراهن.
فقد توجه البعض الى الداخل الفلسطيني، وراى ان السبب هو الممثلين القائمين على ادارة الامور من الفلسطينيين. وتميز فريقان في هذا الشان، تمسك الاول في الدفاع عن الادارة المركزية في رام الله، باعتبارها سليلة النضال الفلسطيني الذي قاد المقاومة ضد العدوان الاسرائيلي لعقود طويلة في سبيل تحرير الارض الفلسطينية المغتصبة. كما قاد نضالا كبيرا اخر في جعل القضية الفلسطينية قضية عالمية، ونجح في انتزاع الشرعية الدولية، ليحضى بالمصداقية والاعتراف لفلسطين وقضيتها. لاقيا في نفس الوقت اللوم على حركة حماس، محملا اياها المسؤولية الاولى والاخيرة في اثارة اسرائيل، عن طريق اعلانهم وقف الهدنة من جانب واحد واستمرار اطلاق الصواريخ المحلية الصنع، ليس على الجيش والجنود المحتلين، بل على المدن، موقعا الاصابات والاضرار بالاطفال والمدنيين الاسرائيليين. مما تطلب الرد من الجانب الاخر لحماية مواطنيهم ووقف الاعتداءات التي تستفزهم.ولم يجد متبني هذا الطرح محالا في الاتيان بكل الادلة والبراهين التي تصب في هذا الباب. ومبينا ان حماس ما أتوا للسلطة الا للتشبث بها وهم ينفذون اجندة دولا اخرى خارجية على مصالح الابرياء من الاطفال والمدنيين، وهم لا يكترثون لموت الالاف المؤلفة من هؤلاء المدنيين الابرياء، معتبرين ما يقومون به انتصارا يستحق الاحتفالات السعيدة.
وقام فريق اخر من الكتاب الموقرين بتبني موقف يدافع عن حماس باعتبارها الوريث الشرعي ووفق انزه انتخابات شهدتها المنطقة، حسب شهادة الاعداء قبل الاصدقاء. ويتهم السلطة الفلسطينية بالفساد وبيع القضية، والعمل من اجل تكريس الاحتلال والاستسلام لمطالب المحتل، ومصادرة حقوق ابناء شعبها في العودة الى ديارهم التي هجروا منها، وان مقاتلي حماس ماضين في طريق الانتصار والتحرير، الذي تحققه مقاومتهم في ارض المعركة في غزة.
على ان البعض توجه الى خارج هذا الاطار واعتبر ما يجري هو تنفيذ لاجندة الدول الاقليمية واعادت ترتيب الاولويات في سبيل خلق توازن اقليمي جديد، وبالتالي فقد القى بالجزء الكبير من اللوم على الدول التي اعتبرها تحرك القضية الفلسطينية عن بعد. وترشحت عدة دول في هذا الباب بدا بمصر ثم ايران وسوريا والسعودية وقطر لتتسع الدائرة لتصل الولايات المتحدة الامريكية طبعا، والاتحاد الاوربي وحتى الصين وروسيا والهند وباكستان.
بهذا فقد اجتهد الجميع في ابراز الجانب الاخطر الذي شخّصه كسبب رئيس في الكارثة الانسانية وفي العدوان الوحشي الذي نفذته اسرائيل على المدنيين في غزة. وقد احتدمت الخلافات وتعارضت الطروحات لتلغي احدهما الاخرى احيانا، مدعمة من كلا الجانبين بكم كبير من الحجج والبراهين على صحة الطرح والتشخيص.

في قديم الزمان طلب احد الملوك من حكيم مملكته ان يعطيه افضل طريقة لحل معضلة جسيمة ومشكلة كبيرة. فجاء الحكيم الى الملك بعد ان فكر مليا في الامر طالبا منه احضار فيل من الهند، عندما كانت الناس وقتها تسمع بالفيل ولا تعرف شكله.
وعند احضار الفيل طلب الحكيم وضعه في غرفة لا يراه احد فيها، وطلب احضار ستة اشخاص عاقلين اسوياء، وقام بسد جميع منافذ الضوء الى الغرفة، ثم ادخل الستة مرة واحدة على الفيل، موجها كلا الى جزء معين من جسمه للتعرف عليه وملامسته.
بعدها احضرهم امام الملك، وقام بطرح سؤالا واحدا عليهم، الواحد بعد الاخر: ما هو الفيل؟
جاءت الاجابات مختلفة ومتنوعة، والملك يدير ذات اليمين وذات الشمال. وعندما طلب الحكيم من الرجال الانصراف، ساله الملك عن التفسير، فاجاب، يا مولاي، اننا نحصل على احسن وصف للفيل بجمع اجوبة هؤلاء الستة جميعا.

قد لا ينطبق هذا المثال بشكل كامل على الوضع هنا لان الكثير كانوا "قد راؤا ذلك الفيل قبل قدومه من الهند". الا انه قد تكون فائدة اذا ما استفدنا من روح المثال، وذلك بمحاولة التعامل مع جميع وجهات النظر على انها مفيدة، وقد تكمل بعضها بعضا. والنظر اليها بحيادية ومسافة واحدة وابعاد روح التشيك وسوء الظن والاتهام الغير مفيدة. لان معظم الكتاب لهم التاريخ النزيه الطويل والحرص الكبير على تبني القضايا المصيرية, وخاصة الذين اختاروا تبني رؤية الطبقة المثقفة الحقيقية التي رفضت ان تبيع اقلامها للجهات التي تملك المال والجاه، واختارت مواصلة الكتابة في المواقع العلمانية بدون ادنى استفادة مادية مباشرة، ومواصلة العمل من اجل ان تنشر مباديء العدالة الاجتماعية وتطوير الوعي الثقافي والسياسي والحضاري، من اجل النهوض بالواقع المؤلم الذي تمر به شعوب المنطقة. وان هؤلاء الكتاب هم شموع النور التي تنير الظلام الدامس الذي يغطي بلدانا وشعوبا لها من الامكانيات الحضارية والانسانية والاقتصادية ما يؤهلها ان تكون في مقدمة الدول في التطور والعطاء . وهم يقفون في اعلى سلم النخبة التنويرية التي نذرت نفسها لمبادىء الحق والعدالة الاجتماعية والتطور. وان الكثير منهم كانوا ولا زالوا مشاريع تضحية من اجل الوقوف امام الظلم والديكتاتوريات التي تتسلط على بلدانهم، التي لم يبخلوا بالجهد والمال وحتى التضحية بارواحهم حينما صمدوا ويصمدون امام اجهزة القمع والاستبداد المتحكمة برقابهم. وان الذين يساهمون من خارج بلدانهم، قد اثروا النضال اليومي مع بقية رفاقهم في البلدان العربية، واضعين معهم الكتف بالكتف، ولم يتركوا انفسهم للاذابة في السهرات والتمتع بمباهج الحياة التي تقدمها لهم الدول الغربية. وهم بذلك يعيشون بارواحهم وقلوبهم مع بلدانهم الاصلية رغم تواجدهم في اكثر البلدان رفاهية. ويقدمون كل ذلك بدون ادنى مقابل مادي.
لكن حين اجتهد كل مفكر وباحث وكاتب في محاولة التقرب من تحديد ما حدث وتشخيصه. هل تمكنوا من الاتفاق على رؤية مشتركة للمشكلة وللحل؟. ربما يكون من الصعب الاجابة على هذا السؤال، اذ ان كل باحث يميل الى الحلول التي اقترحها وبالجهه التي حددها. وهذا ما داب عليه كل مجتهد. وربما سنبقى نتحدث طويلا عن نقاط الخلاف دون التقدم الى امام. ولكننا اذا ما طرحنا سؤالا اخر: هل يمكن يتم التوافق على ركائز اساسية تجعل العمل المستقبلي المشترك على اسس وقاعدة عريضة من الاتفاق ممكنا رغم سعة البعد بين طرح واخر؟ ربما يكون الجواب : ربما... فمحاولة التوجه لجمع العناصر المشتركة بين الجميع تضع مجالا لطرح ما يمكن ان يعتبر نقاط التقاء وتوافق وان اختلف البعض في طريقة تقديمه، حيث يمكن ملاحظة ان الاغلبية يمكن ان يتفقوا على:

1ـ وحشية اسرائيل وعنجهيتها واستهتارها بحق الحياة، وعدم ترددها في قتل الابرياء من الناس حتى وان كانوا اطفالا صغار.
2ـ استهداف اسرائيل للاهداف المدنية الصرفة، حيث لم تسلم من اعتداءاتها المدرسة التابعة للامم المتحدة ولا البنايات المستخدمة كمخازن للمؤن والغذاء.
3ـ الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني من التفتت وضياع قضيته.
4ـ استنكار الحرب كوسيلة لحل الخلاف بين الطرفين .
5ـ استنكارهم لوقوع ضحايا بين المدنيين، حتى من الجانب الاسرائيلي .
6ـ تاييد قيام دولة فلسطينية يعيش فيها المواطن الفلسطيني بسلام وامان ( بضمن ذلك الامان الاقتصادي ايضا).
7ـ ملاحظة عجز النظام السياسي العربي من الدعم للقضية الفلسطينية، سواء كان ذلك العجز بسبب عدم الرغبة او عدم الامكانية.
8ـ عجز النظام الدولي عن التحرك بفعالية لحماية المدنيين، حيث لم يتمكن مجلس الامن حتى من استصدار قرار لوقف الحرب، وبعد فترة طويلة جدا، قياسا الى مقدار الاستهتار الاسرائيلي وعدد الضحايا.
9ـ تغير الموقف الدولي بعد توقف الحرب وتبيان نتائجها. ويلاحظ هنا الموقف الاوربي. حيث ومن غير المعهود ابتدات جهات كثيرة الان المطالبة بالتحقيق الفوري في احداث الحرب واعتبارها جرائم حرب ضد السكان المدنيين تستحق ملاحقة مرتكبيها ومعاقبتهم. ايضا من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
10ـ يتفق الاغلب في هذا الاطار على ضرورة السعي لتقديم مجرمي الحرب في اسرائيل للمحاكمة.

وقد يجمع القاريء اسباب عديدة اخرى لم اتمكن من تسجيلها ولكن.

ماذا يمكن ان يتفق عليه اغلبية المفكرين والكتاب وتبنيه في المستقبل؟
ربما يبدو ذلك لوهلة الاولى اصعب الاسئلة على الاطلاق. ولكننا بالقاء نظرة سريعة ولو كانت غير دقيقة في الحروب التي قامت بين الدول العربية جميعا وبين اسرائيل، والنظر بعينين مفتوحتين ليس الى الدمار والتهديم والخسائر المادية فقط، فهذه تاتي وتروح، ولكن الى الخسائر البشرية في قتل المدنيين وخصوصا قتل الاطفال، وهنا لا يستثني احدا المدنيين والاطفال الاسرائيليين. نجدانها جرائم قتل وتدمير ليس للضحايا الموتى والجرحى فقط، بل حتى الناجين من تلك الحروب ، فالذعر والقلق والخوف والعيش من اجل القصاص والانتقام والثار لا يمكن باي شكل من الاشكال قبولها وتكرارها. الحرب جريمة كبرى في حق البشرية وهي انتهاك وامتهان لحرية الانسان وكرامته وحياته وممتلكاته، وهي لا تنتج الا الابادة والذعر والتشريد والمجاعة والقهر واستلاب للحرية والارادة. لا توجد حرب شريفة وحرب اقل او اكثر نزاهه . كل الحروب جرائم لا توجد حرب بدون خسائر بشرية، لا يوجد ويجب ان لا يوجد اي مبرر لقتل البشر. هذه ليست رومانطيقية افلاطونية، بل استنتاج لا بد من رؤيته بعينين مفتوحتين والتمعن به. لا يوجد شعب يحب الحرب بل هي الخيارالفاشل للسياسيين الحمقى الذين يعجزون عن خلق الحياة الحرة الكريمة، فيصرفون النظر الى خيار الموت، او المحافظة بادنى الشروط على الحياة، ليسمونه انتصارا. والحرب قبلة التجار الذين يروجون لمنتجاتهم من الاسلحة والصناعة ولا يتوانون ـ كما اثبتت حروب اميركا واسرائيل الاخيرة ـ في اعتبار الناس والمدن فئران مخبرية يجربوا بهم اخر ما تم صنعه من فاتك السلاح.

هنا يجب ان لا يفهم الحديث بانه ترويج لثقافة الخنوع والاستسلام. فهناك فرق كبير بين الاستسلام والمقاومة، حيث لا يجب ان تكون المقاومة دائما دمويه تستهلك من الحياة اسمى قيمها، وتنتزع من الابرياء اعز ما يملكون، وتسير في طريق الاستنزاف لكل المقدرات التي يمكن ان تخلق حياة حرة كريمة مستقبلا. ان السير بالطريق الذي عبدة القادة الفاشلون والذين اتو على الاخضر واليابس بعد كل قرار حرب، هو وماسوشية لا يستسيغها الاسوياء.
نحن نعيش في القرن الواحد والعشرون وعليه فيجب ان نستغل ادوات القرن. حتى في المقاومة التي هي مشروعة في جميع الاعراف والقوانين والناموس الانساني، والتي لا يمكن ان يختلف عليها اثنان، يمكن الاختلاف على تطبيقها. وفي التاريخ الحديث امثلة لا زالت حية يمكن الاستشهاد بها، ان كنا قد عجزنا عن الاتيان بافضل منها. فلم يكن غاندي ولا مانديلا عملاء او خونه، وقد تمكن الاثنان من الاتيان بثمرة الاستقلال الصعبة من خلال المقاومة الواعية. ولم يمتلك لا الشعب الهندي ولا شعب جنوب افريقيا ما يمتلك العرب من مقومات. اقل ما فيها وجود الملايين من العرب في اوربا واميركا وهي الدول التي تعتبر مهدا للقرار الدولي، ووجود الملايين الاخرى داخل الكيان المعتدي ذاته. كما يندر وجود الكم الهائل من الثروات الاقتصادية والبشرية كما عند العرب.
لا بد من النظر الى ما تحت اقدامنا ونرى نتائج كل الحروب وخاصة مع اسرائيل. حيث كان النتاج الدائم للحروب هو:

1ـ زيادة روح التعصب لدى الطرفين، والابتعاد اكثر واكثر عن الامان والسلم المنشودين.
2ـ زيادة رقعة الاحتلال في كل مرة، تحت ذريعة اضطرار اسرائيل للدفاع عن نفسها.
3ـ زيادة نفوذ السلطة لدى الطرفين.
4ـ اضعاف الحقوق القانونية والمدنية حيث تزداد الانتهاكات للناس، وتصادر المزيد من الحقوق بحجة الوضع الاستثنائي.
5ـ سن قوانين طوارىء كما نشهد استمرت وتستمر للعشرات من السنين، واذا لم ننتبه في الوقت المناسب فتستمر للمئات من السنين.
6ـ تدهور الوضع الاقتصادي وتردي كل انواع الخدمات والظروف المعيشية والصحية والتعليمية.
7ـ تردي الوضع الاجتماعي والانساني، حيث تزيد في مشاكل الفقر والبطالة، كما تزيد دائما روح الاحباط وعدم الجدوى، ناهيك عن الضحايا المباشرة للحرب، وغير المباشرة، حيث الخوف والفزع والقلق وتردي الوضع النفسي هو النتيجة المرادفة لجميع الحروب، ولا يتم تناولها والتصدي لها في البلدان الفقيرة . الا ان الدراسات والبحوث في اوربا تشير الى وراثة تلك العاهات قد يستمر الى الجيل السابع. واخر التقارير على سبيل المثال في الدنمارك اشار الى ان نسبة 14% من اللاجئين البوسنيين في الدنمارك قد تمت احالته على التقاعد للعجز عن اداء اية وظيفة بسبب ما يشخصونه تحت اسم (رعب الحرب).
8ـ تؤسس الحروب دائما لحروب جديدة.
ولمن يحب ان يضيف فالقائمة تطول...

ان العمل يجب ان يبدا من الان لوضع للدعوة بوضع الخطط والامكانيات من اجل التنمية والتطوير، والدعوه لرسم السياسات التي تؤمن للاجيال المقبلة العيش الحر الكريم، وبناء الاوطان والاجيال التي تستطيع ان تفرض السلام بلغة الامكانات الواقعية، فلم ينصف التاريخ مغلوبا استكان لقدره، ولم يرد لمسلوب حقا تقاعس عن امتطاء عناء الطريق للتشبث به. ان بناء الوعي في اهمية بناء القدرات البشرية والمادية هو بداية نهاية الحروب والازمات وبداية فرض السلام، قد يكون طويلا ولكنه امن، اذ لا يمكن ان يكون واقعيا بناء سلام مع طرف بالعنجهية والاستهتار الاسرائيلي، كما لا يمكن ان يكون معقولا الزج في مزيد من الازمات والحروب التي اثبت استفادة اسرائيل منها الواحدة بعد الاخرى. وتحطم الانسان فيها وسلبت حقوقه وارضه وعرضه.
يجب التوجه الى فكر النهضة ومتطلباتها الضرورية في:
.1ـ بدءا من المراة واعطاءها حقوقها ودورها الكبير في تطور المجتمع.
2ـ ارساء اسس التعليم الحديث بدا من اقل مراحله الى البحث العلمي الرائد.
3ـ العمل على فك اسر شعوب المنطقة بيد الانظمة القمعية المتسلطة، من خلال الصلاح السلمي الديمقراطي وان كان بطيئا، لان زمن الثورات والبيان رقم واحد لا رجعة اليه. حتى يكون الناس احرارا وتتفجر طاقاتهم في بناء غد امن لاجيالهم.
4ـ مناهضة القوانين البائدة وسن تشريعات جديدة، وهنا لابد من خوض النضال من اجل فصل الدين عن الدولة كملاذ وحيد لاحترام الانسان وخياراته وحقوقه.
5ـ تقوية وبناء المجتمع المدني ومنظماته التي هي الرقيب النزيه للسلطة وتطبيقه،ا كما انها كيمياء التغيير والتطوير.
6ـ الاهتمام بالصناعة والزراعة و تطويرها وتطوير البحث العلمي فيها.
7ـاستثمار راس المال العربي داخل الاوطان العربية.
8ـ العمل على التعاون البناء والتكامل الاقصادي والبشري والاجتماعي واشاعة روح المحبة بدلا من الخلافات بين الدول العربية.
9ـ احترام جميع مكونات الدول وبدون تسميات عرقية او دينية او طائفية، والعمل على اشاعة روح المواطنة، بديل حضاري للقبيلة والطائفة والقومية،
10ـوقف التسليح الذي يستهلك اعز الطاقات المادية والبشرية، في شراء اسلحة اهم مواصفاتها انها اعجز من ان تدافع عن نفسها.
11ـالعمل على اشاعة ثقافة العدل والحب والمساواة لانها الطريق الوحيد نحو غد افضل.

لمن يفكر في الزرع قبل الحصاد، وفي العمل طريقا للتطوير، توجد مهام مشتركة كبيرة وكثيرة، يمكن العمل عليها بعيدا عن لغة التشكي والحسرة على اللبن المسكوب. ان الزمن يخبرنا ان الحياة في تجدد مستمر، وان لكل يوم تحدياتة واماله التي لا بد ان تختلف عن اليوم الذي سبقه، وتحديد الاولوية ونوع الهدف هو ما يجعل البعض سعيدا غدا، والاخر نادبا لحظه.

ان ما يتطلب من الجميع في المستقبل هو الاشتراك الفعال السلمي ومحاولة صوغ الاجابة على السؤال الصعب...

كيف نجعل ابناءنا يعيشون في امان وسلام وسعادة في المستقبل متحاشين المرور بالاهوال والكوارث التي عانيناها؟

انه فن الحياة فهل نجيده؟





#علي_ديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب الرئيس الاميركي بيل كلنتون بالاحذية العراقية والدنماركية


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي ديوان - ازمة غزة والاعلام الالكتروني