أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - هل أردوغان زوبعة في فنجان؟














المزيد.....

هل أردوغان زوبعة في فنجان؟


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما فعله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في قمة دافوس الأخيرة المنعقدة في سويسرا كان عملاً فريداً من نوعه بمنتهى المقاييس ، وقد جمعته القمة بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وكان يجلس إلى يساره تماماً فيما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يجلس على بعد ثلاثة مقاعد إلى اليسار من أردوغان.

وبالحقيقة لست أعلم سر وجود هؤلاء الأشخاص الثلاثة معاً في مكانٍ واحد، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، وقد عُرف رئيس الوزراء التركي بموقفه المعادي للسياسة الهمجية التي اتبعتها إسرائيل في الحرب على القطاع الأعزل.

إلا أنني ورغم دهشتي لوجود هؤلاء الأشخاص الثلاثة في مكانٍ واحد بعد ما حدث، إلا أن دهشتي هذه لم تكن الدهشة الوحيدة والكبرى، فقد كانت دهشتي أكبر لما فعله أردوغان عندما اعترض على منظم الجلسة، حيث أنه – أي المنظم - أعطى الرئيس الإسرائيلي أكثر من عشرين دقيقة للتحدث، بينما كلّ ما منحه لأردوغان كان قرابة الاثنتي عشرة دقيقة، ولم يكن منه بعد أن علَّق على ديباجة شمعون بيريز إلا أن قال للمنظم أنه لا يظن بأنه سوف يعود مجدداً إلى دافوس، ومن ثم لملم أوراقه وانسحب خارجاً.

ولعل سبب الدهشة الذي ستجنح إليه مخيلة القارئ هو فعلة أدوغان بحد ذاتها ، فيما الحقيقة هي أن سبب دهشتي تكمن في أن أردوغان قد غادر المكان عندما لم يستطع تحمل الغطرسة الإسرائيلية وعدم مساواة المنظم بينه وبين بيريز، فيما الأمين العام لجامعة الدول العربية ظل في مكانه ولم يحرك ساكناً، وهو الذي كان الأولى به أن يُقدم على الانسحاب، لأن القضية أولاً وقبل كل شيء هي قضية العرب، وهم الأولى أن يدافعوا عنها بكل الأساليب والوسائل.

ولعل أحدهم سيجد من المواتي له أن يقول هنا بأن ما فِعله أردوغان لا تعدو أكثر من زوبعة في فنجان، فأردوغان قد تصرَّف تبعاً لميول حزبه الإسلامية، ولم يتصرف من منطلق سياسات تركيا العلمانية، خاصة وأن العلاقات التركية الإسرائيلية معروفة بمتانتها على مر السنين. وهنا أجد لزاماً أن أقول بأنه حتى كان ما حدث كان مجرد حدث عابر في تاريخ العلاقات التركية الإسرائيلية، فإنه يستحيل على الأقل في الماضي القريب أن تعود المياه إلى مجاريها بين البلدين، كما أن حدوث زوبعة في الحاضر هو أفضل ألف مرة من عدم حدوثها، لأن موقف تركيا سيساعد لا محالة بأن يرى العالم أجمع أن العرب ليسوا وحدهم من يستنكر، ويرفض ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني، فهنالك لا يزال أناس في هذا العالم يُسمُّون الأشياء بمسمياتها، فعندما يرون جريمة يقولون أنها جريمة، ولا يريدون أن يدفعوا بضمائرهم إلى الجحيم في سبيل التقرب من فُلان أو علان، حتى لو كان ذلك الفلان أو العلان العالم الغربي بأكمله، ومن أوله إلى آخره.



#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باي باي غوانتنامو !
- فواتير الحرب والسلام
- العرب ظاهرة فوق صوتية !
- خروج مصر من التاريخ
- لغز تفجيرات مومباي!
- عصرالنازيين الجدد
- إيران وهبوط سعر النفط
- أوباما هو الحل!
- هل ترقصين؟
- هنا تايلاند !
- أسمهان في رمضان
- حرب الإخوة الأعداء
- تكريم شاعر مرهف
- دفاعاً عن حسن ومرقص
- نهاية الجنرال في باكستان
- درويش .. لماذا تركت الحصان وحيداً؟
- هل تذكرون ناجي العلي ؟
- ليلة سقوط رادوفان كرازيتش
- الرَيِّس عمر حرب
- سؤال يبحث عن إجابة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - هل أردوغان زوبعة في فنجان؟