أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد العالي الحراك - القضية الكردية ودور الشعب العراقي















المزيد.....

القضية الكردية ودور الشعب العراقي


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 07:58
المحور: القضية الكردية
    


لقد استعرض الاخ سليم مطر اراء بعض الاخوة المثقفين الاكراد حول القضية الكردية وما وصلت اليه من ازمة انسداد الابواب في طريقها نحو تحقيق امال وطموحات الشعب الكردي في نيل حقوقه الانسانية والعيش الكريم كبقية الامم والشعوب..استعرض في مقالته المنشورة على موقع الحوار المتمدن ليوم السبت الماضي الموافق الحادي والثلاثين من الشهر الماضي, تلك الاراء التي تناقش(خيبة امل بعض المثقفين الاكراد من تجربة الادارتين الكرديتين في شمال العراق) بشكل منطقي وسلس جدا الا انه لم يستشهد باسماء هولاء المثقفين وارائهم التفصيلية وحجم تأثيرهم في الوسط الثقافي الكردي والعراقي وفي الواقع الاجتماعي الشعبي.
صحيحة الاراء التي تتحدث عن انتفاخ القضية الكردية اكبر من حجمها قياسا لمثيلاتها في الدول المجاورة خاصة في الاعوام الاخيرة بعد السقوط وقيام الاحتلال. هذا ليس عيبا في اعتقادي اذا كان الامرتطورا وتقدما نضاليا في القضية الكردية, وليس انتفاخا, لان الانتفاخ حالة مرضية . الحقيقة كان هناك تطورا وتقدما في القضية الكردية العراقية بسبب نضال الشعب الكردي ودعمه من قبل الشعب العراقي بقيادة وتوجيه عموم الحركة الوطنية العراقية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي واخطاء الحكومات العراقية القومية الشوفينية, تخلله حالات انتفاخ مرضية بين الحين والاخر, عندما تضعف الحكومات العراقية او عندما تستغل القضية الكردية من قبل قوى خارجية لها مصالح في زعزعة اوضاع العراق السياسية والاقتصادية الداخلية..فبين التقدم والانتفاخ ظهرت حالات تقهقر وانحدار ظلت فيها القضية الكردية دون مستوى نضال الشعب الكردي ودون الارتقاء الى مستوى حركة تحرر وطني تحظى بالدعم المحلي والدولي كبقية الحركات السياسية النضالية في العالم.
لقد انتفخت القضية الكردية بشكل غيراعتيادي منذ اوائل التسعينات ونتائج حرب الكويت وسقوط صدام السياسي وعندما اعلن حظر الطيران الجوي على شمال العراق واعتبار المنطقة الشمالية من العراق واقعة تحت الحماية الدولية بعيدا عن نفوذ وتأثير صدام.. استقلت تقريبا عندها القيادتان الكرديتان وشكلتا حكومتين واحدة في اربيل بقيادة مسعود البارزاني والاخرى في السليمانية بقيادة جلال الطالباني تتصارعان وتتقاتلان على النفوذ والمصالح. هنا بدا الانتفاخ الثنائي والتصرف بالشعب الكردي والمنطقة الشمالية على اساس قومي معادي للشعب العراقي حيث الغيت اللغة العربية واستعيض عنها باللغة الانكليزية وهو تعبير عن العداء والكره القومي وليس موقفا ضد حكومات عراقية ظلمت الشعب الكردي..ازداد الانتفاخ بعد السقوط في نيسان من عام 2003 وقيام الاحتلال حيث تمددت القيادتان الكرديتان الى بعضهما واتحدتا في سبيل كسب المزيد من المصالح على حساب كيان عراقي يتقلص وينكمش وشعب عراقي يقصف بالطائرات ويقتل ابنائه واطفاله ونسائه والقيادتان الكرديتان تتفرجان بل تنهمكان في التحضير والاعداد لتحالفات قومية مع الطائفيين والابتعاد عن الوطنيين والديمقراطيين واليساريين الذي دافعوا كثيرا عن قضية الشعب الكردي وتحملوا في سبيلها الكثير وقيام حكومات عراقية على اساس المحاصصة الطائفية والقومية هي بالضد من مصالح الشعب العراقي ووحدته الوطنية..انه انتفاخ سياسي مرضي بدعم خارجي وليس بقوة كردية ذاتية, لم يرض عنه الشعب العراقي وهو السبب في موقفه من تصرفات القادة الكردية الموحدة ظاهريا التي تتحمل مسؤلية كبيرة لما حصل للشعب العراقي وما سيحصل للشعب الكردي من مآسي جديدة مستقبلية.
ان القوة الحقيقية للشعب الكردي اتت من نضاله العنيد وتحالف الشعب العراقي وقواه الوطنية والتقدمية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي اعطاها زخما وحجما يبدو اكبر من حجمها قياسا باحجام مثيلاتها في الدول المجاورة وليس من انتفاخه المرضي الانتهازي الذي تستغله القيادة الكردية في اوقات المشاكل والازمات لصالحها..فبدون التلاحم الكردي العربي في العراق مع القوميات والاقليات الاخرى المتآخية لا يمكن للقضية الكردية ان ترتقي الى قضية تحرر وطني فعالة وناجحة بل قوة قومية في صراع مستمر مع قوى قومية اخرى تعيش معها في نفس الوطن.
لا تحتاج القضية الكردية الى تصريحات عاطفية انفعالية وانما الى نضال حقيقي يوصل الشعب الكردي مع عموم الشعب العراقي الى التمتع بحياة حرة كريمة متآخية وما كان نضال الحزب الشيوعي العراقي في السابق الا على هذا الاساس ولهذا الهدف وبموجبه احترم شعاره الذي ينادي بالديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق.
نعم لقد ارغم نضال الشعب الكردي ودور الحزب الشيوعي العراقي فيه صدام حسين على القبول بفكرة الحكم الذاتي للشعب الكردي لكنه شوهها واستغلها لاسباب سياسية ولايذاء الشعب الكردي والضحك على قياداته المتهالكة على السلطة .
ان مشروع الحكم الذاتي ليس مشروعا بعثيا وليس كرديا خالصا وانما مشروعا شيوعيا عراقيا تبناه مثقفوا الحزب وقياداته الواعية وما كانت تنشره مجلة الثقافة الجديدة في السبعينات من اراء ومواقف وحوارات لماجد عبد الرضا ومكرم الطالباني وغيرهما الا دليل على ذلك.
امر محمود ان يناضل الشعب العراقي وقياداته الوطنية في سبيل قضية عادلة.. اما اذا واجهته القيادات القومية الشوفينية الكردية بمذابح جماعية فهي الجريمة التي يقترفها هؤلاء القوميون الكرد كما اقترف القوميون الشوفينيون العرب مجازر بحق الشعب الكردي والعراقي عموما وكلاهما السبب في معاناة الشعب العراقي عربا واكرادا في الماضي وفي حاضر الزمان.. فهل نأخذ عبرة من هؤلاء ومن ازمانهما؟
لايمكن الغاء الدور التقدمي الكردي الذي كان ممزوجا عبر نضال الحزب الشيوعي العراقي وجعل الدور العراقي هو الحاسم فالامر كان مشتركا في اعتراف العرب والعالم بنضال الشعب الكردي وعدالة قضيته.. فللاكراد عموما دورهم في النضال الوطني وايصال صوتهم الى العالم..الان ضروري جدا ايجاد البديل الوطني الديمقراطي التقدمي ليس للاكراد فقط وانما لعموم الشعب العراقي عندما ينتبه الشعب الكردي متآخيا مع عموم الشعب العراقي لايجاد هذا البديل المنفتح على مصالح الشعب دون انفصال او استئثار او تمييز.. ولن يتم هذا في ظل قيادة كردية تتحالف بصيغة قومية محدودة مع قوى طائفية رجعية لا تعرف مصالح الشعب الوطنية وانما تنشغل بمصالحها الفئوية والطائفية.
الممارسات الحالية للقيادة الكردية في شمال العراق ومنذ الاحتلال ممارسات غير مقبولة وسوف تتراجع بسببها القضية الكردية الى الخلف كثيرا دون ان تتقدم الا في الظاهر. وسيبدأ القادة الاكراد بالقلق على ما حققوه لانه باطل ومناقض لمصالح الشعب العراقي عموما وسيجدوا انفسهم بين كماشة دول مجاورة لا صديق فيها للقيادة الكردية التي قضت معنويا على اصدقائها الاخيرين في العراق الا وهم الوطنيون الديمقراطيون واليساريون العراقيون الذين ضعف دورهم كثيرا لاخطائهم الجسيمة ولغدرهم من قبل القيادات الكردية ذاتها عندما ذهبت تتحالف مع قوى اسلامية طائفية.
ان اراء هؤلاء الاخوة المثقفين الاكراد اراء صريحة وجريئة في قول الحقيقة ونقد القيادات الكردية.. فهل تعتبر هذه القيادات وتراجع نفسها وتصحح اخطائها وتغير مواقفها في سبيل الشعب الكردي والشعب العراق معا..؟؟ اذا احس بعض المثقفين الاكراد بالخطأ فأمامهم طريق طويل وصعب من اجل التصحيح ولن يتحقق هذا دون الالتحام بالمثقفين الواعين العراقيين عربا واكرادا وتركمانا واقليات اخرى في عمل وطني ديمقراطي تقدمي لا انفصالي يعيد في باديء الامر للحزب الشيوعي العراقي وحدته التنظيمية لا انقسامه على اساس قومي اضعف كثيرا نضال الشعب الكردي اولا ولم يقويه.. يتلاحم ثانيا مع القوى الوطنية والديمقراطية التي تحترم الشعب الكردي وجميع قوميات واقليات الشعب العراقي, لان القضية الكردية هي قضية عراقية وطنية وانسانية, يحب العراقيون اخوتهم الاكراد لا ان يكرهوهم بسبب مواقف القيادات الكردية الحالية ولن تنقرض القضية الكردية ما دام هناك تآخي وتحالف وطني يشمل الجميع.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القنصل الايراني في البصرة يستشعر الخطر
- تحية وطنية للاخ عبد الحسن يوسف
- البديل الانتخابي (التيار الوطني الديمقراطي)
- ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات
- حلم امبراطورية الحكيم الطائفية في العراق
- اوباما وخطاب التنصيب وابتسامة الامل
- لم اتوقع
- بدأها بحرب وانهاها بحرب
- نقد الفكر الطائفي يتم بنشر العلم والمعرفة
- الشباب الواعي قادة المستقبل
- اعتذار
- مشاركة ام مقاطعة
- وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي
- الاضرار بالوحدة الوطنية مهمة مشتركة للطائفية والقومية الانعز ...
- لماذا لا تتحرك جمهورية ابران الاسلامية لدعم ( امارة غزة الاس ...
- حسن العلوي يهلوس كمحمد حسنين هيكل
- تهنئة للشعب العراقي بالعام الميلادي الجديد...ونسأل الرياسات ...
- حول الاعلان عن مشروع لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسارية الم ...
- مع الاخ حامد حمودي عباس
- مع الاخ جمال محمد تقي


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد العالي الحراك - القضية الكردية ودور الشعب العراقي