|
من تاريخ الفكر البشري
رضا الشوك
الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
واصل الفكر البشري تواجده عبر التاريخ في مراحل ثلاثة وهي :- ١-المرحلة الاعقلانية ( الخرافات ، الغيبيات ، الاسطير ) . ٢- المرحلة العقلانية ( الفلسفة ، الاديان السماوية ) . ٣- المرحلاه العلمية او الحداثة . ويقّسم الفلاسفة الاورپيون تاريخ الفكر الاورپي ما بعد اللاعقلانية الى ثلاثة احقاب : العصور الاغريقية الرومانية ،العصور الوسطى المسيحية ، وعصور الحداثة والعلم . الحقيقة الاولى بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد على أيدي الفلاسفة الاغريق ومن ثم الرومان ، وقد برز في العهد الاغريقي فلاسفة عظام مثل سقراط وافلاطون وارسطو وكان التطور الفكري يسير بهم هادئاً نسبياً دون هزات عنيفة او مقاومة تذكر الى ان حلّ القرن الخامس بعد الميلاد ، حيث بدأت الحقبة الثانية عندما خضعت اورپا لحكم الكنيسة البابوية ومنذ ذلك واجه التطور الفكري عقبات كبيرة حتى سمي ذلك العصر ، بعصر الظلمات او القرون الوسطى المظلمة الذي دام الف سنة ، وفي هذه الفترة بألذات كان التطور الفكري متوقف تقريباً وعانى المفكرون من الاضطهاد والمطاردة الى ان بدأ عصر التنوير في القرن السادس عشر بظهور العالم الپولوني كوپر نيكوس الذي برهن كروية الارض ، وانها تدور حول الشمس ومن بعده غاليلو الذي يعتبر مؤسس العلم بمعناه الحديث وكذلك ظهر في هذه الفترة ،ديكارت وفرانسيس بيكون ، وجميعهم كانوا متدينين ، ومن الاحداث الاساسية التي تؤرخ بداية العصر الحديث بها ، اندلاع حركة الاصلاح الديني الشهيرة على يد ( مارتن لوثر ) في المانيا عام ١٥١٧،وهذا الحدث هزّ اورپا وزعزع الدوغمائية اللاهوتية والجمود الكنسي ودعا الى تحكيم العقل والتفحص الحر في مسائل الدين وشؤون العقيدة ، وقد اكد لوثر ان الپاپا هو انسان غير معصوم من الخطأ ودعا مقتنعي المسيحية الى عدم طاعت رجال الدين اذا كانوا على خطأ ويستغلون الدين لاغراض شخصية ولا حاجة للواسطة بينهم وبين الله . لقد تواصلت حركة الحداثة في اعتماد العلم في الحياة الاجتماعية بدلا من العقلية الغيبية او الميتافيزيقية ، وفي القرن السابع عشر نشر الفيلسوف التنويري الانكليزي ( جون لوك )كتابه داعياً فيه القضاء على بنية التفكير الاحادي المطلق وروح التعصب الديني المغلق واقامة الدين على العقل وبناء منظومة حقوق تؤسس لمفهوم التسامح تعتمد مبدأ أفضل المهام بين دور الكنيسة ودور الدولة ومبدأ المساواة في الحقوق بين جميع الطوائف الدينية . قل الپاپا عام ١٨٦٢ " لن نسمح للعقل ان يغزو المجال المخصص للايمان لكي يزرع فيه الشكوك والقلاقل " ثم اصدر عام ١٨٦٤ رسالة پاپوية يهاجم فيها بشدة اخطار الحداثة كالعقلقنية واللبرالية وحقوق الانسان التي لاتبالي بحقوق الله ....الخ . وكان ذلك يعتبر بمثابة رد مباشر على التيار العلماني المتمثل بالمثقفين والفلاسفة وهذا يذكرنا بموقف الشيخ محمد ابن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي عندما قا ل " الفكروالكفر شئ واحد لأن اسميهما من نفس الحروف " . ان ما يجري الان في البلدان العربية والاسلامية مطابقاً لما حصل في اورپا خلال عصر النهضة ، ولذا فاننا سنشهد صراعاً فكرياً يشمل العالم العربي والاسلامي على السواءحتى تتوضح الرؤيا لدى الجميع وتترسخ لتصب في تيار التقدم الذي يساهم في ازالة الادران العالقة في المعتقدات الدينية على اختلافها . ان العلمانية لاتعني الكفر كذلك الحداثة لاتعني التنكر للماضي ومافيه من تراث، ومن المعروف اننا نملك تراثاً غنياً بالكنوز الفكرية وماضي مجيد نعتز به ولكن يجب ان لانعيش به ونترك الحاضر والمستقبل فالحياة سلسلة متواصلة في عملية التطور وأية امة تمتنع عن التطور تنقرض ، نحن بحاجة الى الدين نحترمه ونجله وهو جزء من كياننا التربوي والثقافي وهويتنا وتشكيل شخصيتنا وان حا جة الانسان والمجتمع الى الدين والاهتمام بالقضايا الروحية كحاجتنا الى سائر المعارف كالطب والعلوم على اختلاف ميادينها ، ولكن يجب ان يكون الدين عن قناعة وليس بالقوة والقسر والتعسف وقد ورد في القرآن الكريم " لااكراه في الدين " وجاء ايضاً " ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين، الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون " وآيات اخرى في نفس المضمون ، واذا تم اقحام الدين بالمزايدات السياسية تكون النتائج ضارة على الدين ذاته اذ تقول الحكمة " الانسان حريص عما منع " وفي العلوم السياسية ان اهم عامل محرك للثورات والانتفاضات والتغيرات في المجتمع تعتمد بالاساس على العامل المادي اي الاقتصادي والاجتماعي وبعبارة آخرى الفقر الذي قال عنه الامام علي ( ع ) "لو كان الفقر رجلا لقتلته " وقال ايضا " اينما سار الفقر قاال له الكفر خذني معك "
#رضا_الشوك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول انتخابات مجالس المحافظات
-
نهاية العالم
-
مع قهوة الصباح لعام ٢٠٠٩
-
مع قهوة الصباح
-
العزل السياسي إجرء تعسفي معادي للديمقراطيه
-
الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .
-
نشأة الكتابة العربية
-
التصحر الســــياسـي
-
العنف والاعنف
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|